الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ليس عندي جرأة في البدء بالحديث في المجالس.. أريد خطوات عملية لعلاج ذلك

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكلتي أنا وإخواني هي: أننا لا نملك الجرأة في سرد موقف أو حدث معين أمام مجموعة في جلسة عائلية، أو غيرها، لكن ما إن يوجه إلينا سؤال حتى أجيب بكل ثقة، مشكلتنا هي المبادرة والبدء بالحديث في المجالس، ونحن منذ صغرنا لم نعطَ الفرصة للحديث أمام الآخرين؛ فوالدتي كانت تجيب عنا، وتتكلم عنا عندما نسأل، ووالدتي أظنها تعاني من نفس المشكلة، مما أضعفنا، وأضعف علاقتنا الاجتماعية كثيراً.

ما الحل لهذه المشكلة؟ أريد أن أتحدث بثقة متى أردت، وببساطة، كيف ذلك؟ وأتمنى أن يكون الحل خطوات واضحة عملية.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً لك على التواصل معنا بهذا السؤال.

لاحظت أنك كتبت عن المشكلة بصيغة الجمع (إننا، يوجه إلينا سؤال، مشكلتنا هي المبادرة...) فربما الخطوة الأولى في حلّ هذه الصعوبة هي في أن تبدئي تتحدثي بصفتك الشخصية، وألا تختبئي وراء الآخرين، ولو معنوياً، وأنت من الواضح أنك قادرة على هذا حيث قلت في سؤالك: (حتى أجيب بكل ثقة...) فهذه بداية طيبة.

نعم، فالغالب أن سلوك والدتك قد أحدث تأثيرًا فيك، وبحيث تكتفين بأن تتكلم هي نيابة عنك، ولكن هذا الأمر يجب أن يتغيّر، ويمكن أن يتغيّر.

ابدئي من اليوم بالمبادرة في الحديث عن أمر معين في حياتك، ويمكنك -مثلاً- أن تتحدثي لأسرتك على أنك تواصلت مع هذا الموقع، موقع الشبكة الإسلامية، وأنك طرحت علينا سؤالاً، وأننا كتبنا لك الجواب، وأنه يمكن لأسرتك عندما يشاؤون أن يكتبوا إلينا، وبذلك نحقق أكثر من هدف، الأول: أنك قمت بالمبادرة، والثاني: أن الأسرة تستفيد من موقعنا، والثالث: أنك قمت بالدعاية لنا.

حاولي في المرحلة الأولى أن تبدئي بالمبادرة في الحديث داخل الأسرة، ومن بعدها يمكنك أن تتحدثي بين زميلاتك في الدراسة أو غيرها، وهكذا فما هو إلا وقت قصير حتى تجدين نفسك بالثقة في المبادرة والحديث وكما تتمنين.

إننا كثيراً ما نقيم وزناً كبيراً لرأي الناس فينا، فحاولي أن تخففي من هذا؛ لأن الخوف من انتقاد الناس لنا يمنعنا عن كثير من المبادرات والأعمال، وربما يعينك أن تعلمي أن الناس قد لا يلقون أهمية كبيرة لنا، وأن عندهم ما يشغلهم عنا، وكما يقال: (فيهم ما يكفيهم).

وفقك الله، وأطلق لسانك بالمبادرات.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً