الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أستطيع قيادة السيارة بشكل طبيعي بسبب الخوف، ما الأسباب؟ وما العلاج؟

السؤال

د. محمد عبدالعليم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أبلغ من العمر 39 سنة، أعمل في وظيفة أحبها كثيراً، وأنا ناجحة في عملي بفضل من الله عليّ، ومنذ فترة كنت أشكو من عدم قدرتي على قيادة السيارة بسرعة تتناسب مع سرعة الطريق، فمثلاً إذا كانت السرعة المسموح بها 100 أو 80 فإنني أقود بسرعة 50، أو بالكثير 60، وليس الأمر متعمداً، بل هو خارج عن إرادتي، حيث إنني لا أستطيع الضغط زيادة على الوقود، خاصة إذا كان الشارع كبيراً، والخط طويلاً أو ما يسمى بالطريق السريع، طوال الوقت أمشي على الخط اليمين؛ حتى لا أسبب مخالفة مرورية، أو إزعاجاً للآخرين، أشعر إذا زدت السرعة أنني لن أستطيع التحكم بالسيارة، وكأنني سوف أسقط على وجهي، وكثيراً ما أضغط مكابح السيارة.

أشعر أحياناً بتوتر كبير إذا كنت سأخرج من البيت، وأحياناً أشعر بدوار خاصة عند وقوفي عند الإشارة، قمت بعمل فحص الدوار، والحمد لله تقريباً كل شيء طبيعي، فقط لدي ضعف بسيط جداً في التوازن في جهة اليمين، ومع التمارين البسيطة سوف يذهب، ولكن الطبيب أخبرني أنه لا دخل له بقيادة السيارة.

ملاحظة: أمي توقفت عن قيادة السيارة بعدما حصل لنا حادث، والحمد لله لم يصب أي شخص فينا بأذى، وذلك منذ 12 سنة، ولا أريد أن أتوقف مثلها، هذا الأمر الأول، وهو يزعجني كثيراً، وأخاف أن أصل لمرحلة لا أستطيع فيها قيادة السيارة، طبعاً أنا أخاف من السرعة، ولا أحب أن أركب مع أشخاص يقودون السيارة بسرعة.

الأمر الثاني: ولا أعتقد أنه جديد، يذهب ويعود بعد فترات طويلة، إلا أنه يضايقني كثيراً، وهو الشعور بالخوف بدون سبب، أحياناً أشعر بخفقان شديد، برودة أو تعرق بالأطراف، دوخة أو دوار، أو عدم اتزان، أو ألم بالمعدة، أو في أسفل البطن، كأن رأسي به هواء أو ضغط على رأسي كله، أو بالجهة الخلفية من الرأس، وعدم القدرة على التركيز، هذه الأعراض لا تأتي كلها مرة واحدة، أحياناً عرض من الأعراض أو اثنين معاً.

لدي صديقة قالت لي: ربما لديك رهاب، أو خوف مرضي، السؤال كيف يحدث ذلك؟ وما هي الأسباب؟ وكيف أعالج الموضوع؟

في الحقيقة أنا أخاف من أشياء كثيرة، مثل: السرعة، المرتفعات، الجن، ولكن هذا الخوف يزيد أو يقل، وليس مستمراً، وقد بدأ معي منذ الصغر عندما كان الكبار يتحدثون عن قصص الجن، وغيرها من الأمور التي أخاف منها الآن، للعلم -يا دكتور- أحياناً أخشى أن أفقد عقلي من هذا الخوف، أشعر وكأنني سأنفجر، أو أصرخ: أريد أن أعيش حياة طبيعية.

كنت أرغب في مقابلتك -دكتور- ولكني لا أريد الذهاب للطب النفسي، وقد أخبروني: أن لديك استشارات بمركز الاستشارات العائلية.

أتمنى أن تعتبرني أختك التي هي بحاجة إلى مساعدة.
جزاك الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الواضح جدّاً أن لديك مخاوف وسواسية فيما يتعلق بقيادة السيارة، وأنت بصفة عامة لديك متلازمة المخاوف المختلفة، وهي -قطعًا- دليل على وجود قلق نفسي، ولا نعتبرها مشكلة كبيرة، فالمخاوف كثيرة ومنتشرة، وتعالج من خلال تحقير فكرة الخوف، واقتحامها، وفعل ما هو ضدها، وأن يُكثر الإنسان من التواصل الاجتماعي، وألا تكون هنالك مراقبة على وظائفك الفسيولوجية، مثل: ضربات القلب عندما تكوني في وضع اجتماعي يتطلب شيئاً من المواجهة.

أيتها الفاضلة الكريمة: العلاجات الدوائية أيضًا نعتبرها علاجًا أساسيًا في مثل هذه الحالات، دواء مثل (الزيروكسات) سيكون مثاليًا؛ لعلاج قلق المخاوف الوسواسي من هذا النوع.

تمارين الاسترخاء أيضًا قيمتها كبيرة جدًّا في العلاج، فاحرصي على تطبيقها، وقطعًا إن حضرت وقدمت نفسك لقسم الطب النفسي؛ سوف تجدين كل العناية بإذن الله تعالى.

أنا ليس لديَّ استشارات في مركز الاستشارات العائلية، لكن هنالك زملاء آخرين في هذا المركز.

عمومًا حقري فكرة الخوف، لا تبتعدي عن قيادة السيارة، قومي بفعل الضد، وتناولي عقار (زيروكسات) تحتاجين إليه لمدة ستة أشهر تقريبًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً