الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هو الفرق بين إفرازات الكدرة والصفرة والرطوبة؟ وهل هي طبيعية؟

السؤال

السلام عليكم

عندي عدة أسئلة لو تكرمتم علي:

- بالنسبة للإفرازات التي تنزل قبل الدورة الشهرية يكون لونها أبيض، وأحيانا يكون لونها بنيا، واللون البني مرة ينزل قبل نزول الدورة بأسبوع، ومرة ينزل قبلها بيومين أو ثلاثة، أريد أن أعرف هل هذه الإفرازات البيضاء والبنية طبيعية أم لا؟ وهل تنقض الوضوء وتبطل الصيام؟
- وما هو الفرق بين الكدرة والصفرة والرطوبة؟ وهل ينقضون الوضوء أم لا؟
- وبالنسبة للإفرازات البيضاء التي تكون دائمة النزول طيلة الشهر، هل هي طبيعية أم لا؟ والدورة الشهرية تأتي كل 20-25 يوما، وتكون فترتها 7 أيام.

وآسفة على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نسرين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أختنا الكريمة وابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب.

بالنسبة للإفرازات البنية يسميها الفقهاء (الكدرة)، ونحن في موقعنا نُفتي بأنها حيض في حالتين:

الحالة الأولى: إذا كانت في أيام العادة، وفي هذه الحالة تُعدُّ حيضًا بغض النظر هل كانت متصلة بالدم أو غير متصلة بالدم سبقته أو لحقته، ما دامت في أيام العادة.

والحالة الثانية التي تُعدُّ فيها حيضًا: أن تكون متصلة بالدم بعده ولو خارج أيام العادة ما دام مجموع أيامها مع أيام الدم لا يتجاوز خمسة عشر يومًا.

وفي غير هاتين الحالتين الكدرة ليست حيضًا، وفي الحالة التي تُعدُّ حيضًا فإنها كالحيض تمنع الصوم والصلاة، وهي نجسة في ذاتها.

أما في الحالة التي لا تُعدُّ حيضًا فإنها لا تمنع من الصوم ولا من الصلاة، فيجب على المرأة أن تصوم إذا وافق صومًا واجبًا، ويجب عليها أن تُصلي الصلوات أيضًا في وقتها، ولكن كيف تتطهر منها؟ نقول: هي في نفسها نجاسة كالبول وغيره من النجاسات، وهي ناقضة للوضوء، فيجب على المرأة أن تستنجي منها وتتوضأ وتُصلي، فإن كانت مستمرة النزول طول الوقت بحيث لا تنقطع وقتًا يكفيك للطهارة والصلاة ففي هذه الحالة أنت من أهل الأعذار، الواجب عليك أن تنتظري دخول وقت الصلاة، فإذا دخل وقت الصلاة قمت بالطهارة، وذلك بالاستنجاء والتحفُّظ بشدِّ شيءٍ يمنع خروج النجاسة، ثم الوضوء، وتصلين بهذا الوضوء ما شئت من الصلوات في ذلك الوقت، فإذا جاء وقت الصلاة الثانية لزمك أن تُعيدي الوضوء ثانيةً.

أما إذا كانت تنقطع وقتًا يكفيك للطهارة للصلاة – وهو معلوم لديك: أي زمن الانقطاع، وكان هذا الانقطاع يحصل قبل خروج وقت الصلاة – فالواجب عليك انتظار زمنِ انقطاعها ثم الطهارة والصلاة.

أما الإفرازات البيضاء المستمرة فهي رطوبات الفرج المشهورة عند النساء، وهذه الرطوبات تنقض الوضوء، ولكن الخلاف بين العلماء هل هي طاهرة أو نجسة؟ فإذا أخذت بالاحتياط وتنزهتِ منها بقدر الاستطاعة فهذا أحسن، والكلام فيها من حيث كيفية الوضوء، وهل هي مستمرة أو لا، كالكلام الذي قلناه في الإفرازات البنية.

نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الشيخ أحمد الفودعي، مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
وتليها جابة الدكتورة منصورة فواز سالم، طب أمراض النساء والولادة وطب الأسرة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الإفرازات البيضاء خصوصا إذا كانت مثل قطع الجبن المفروم أو مثل القطن هي في الغالب التهابات فطرية، والعلاج في تناول كبسولة واحدة من دواء الفطريات diflucan 150 mg كبسولة واحدة بالفم، يمكن تكرارها بعد أسبوع مرة أخرى لعلاج الفطريات المهبل.

وتحدث تلك الالتهابات بسبب الاستحمام جلوسا في مطهرات أو رغاوي أو شامبو، وربما أيضا بسبب احتكاك الملابس الداخلية الضيقة المصنوعة من النايلون والألياف الصناعية، والخطأ في طريقة التخلص من بقايا الغائط (البراز)، بمعنى المسح الدائري أو من الخلف إلى الأمام، كل ذلك يؤدي إلى حدوث التهابات بكتيرية، وتتميز بالرائحة الكريهة واللون الأصفر أو الأخضر، ويؤدي أيضا إلى حدوث التهابات فطرية، وتتميز بأنها عديمة الرائحة وتأتي مثل قطع الجبن المفروم أو كريات القطن الخفيفة، وفي الغالب تحدث تلك الالتهابات الفطرية البكتيرية في ذات الوقت.

ولذلك يجب أن تكون الملابس الداخلية قطنية واسعة، والاكتفاء بالاستحمام وقوفا دون الجلوس في المطهرات والماء، ويكفي جدا الطهر من الدورة والغسول بالماء والشامبو وقوفا، ولا داعي للجلوس في المطهرات، لأنها تؤدي إلى خلل في التوازن البكتيري في الفرج، وهذا الخلل يؤدي إلى قتل البكتيريا النافعة المسؤولة عن البيئة الحمضية والتي تنظف الفرج ذاتيا، مما يساعد على نمو وتكاثر البكتيريا والفطريات.

والإفرازات البنية إذا كانت زائدة ومتكررة في الشهور السابقة فهي مرتبطة ببعض الخلل الهرموني، ولعلاج تلك الإفرازات يمكن تناول حبوب دوفاستون التي لا تمنع التبويض، وجرعتها 10 مج تؤخذ قرص مرتين يوميا من يوم 16 من بداية الدورة حتى يوم 26 من بدايتها، وذلك لمدة 3 إلى 6 شهور أخرى حتى تنتظم الدورة الشهرية وتتوقف الإفرازات، مع الحرص على ضبط الوزن وعدم زيادته.

كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة الذي يرتفع مع التكيس مثل total fertility، ويمكنك أيضا تناول كبسولات أوميجا 3 أيضا يوميا واحدة مع حبوب فوليك وحديد تسمى Ferose F قرص واحد، وفيتامين (د) حقنة واحدة 600000 وحدة دولية في العضل كل 6 شهور، لأن هذا الفيتامين ضروري لتقوية العظام والوقاية من مرض هشاشة العظام، مع الغذاء الجيد المتوازن.

وكذلك يجب الاهتمام في الفترة القادمة بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، وشرب شاي أعشاب البردقوش والمرامية وتناول حليب الصويا، كل ذلك يساعد -إن شاء الله- في تحسن التبويض وتنظيم الدورة الشهرية، لأن لتلك الأطعمة والمشروبات بعض الخصائص الهرمونية.

حفظكم الله من كل مكروه وسوء، ووفقكم لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً