الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حرارة في الجزء الأيمن من البطن.. هل لدي مشكلة في المرارة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب أبلغ من العمر 20 عامًا، منذ سنة تقريبًا بدأت تأتيني أعراض كثيرة، واعتقدت في بادئ الأمر أني مصاب بالضغط؛ لأنه كان مرتفعًا حوالي 180/80، ولكن الحمد لله رجع الآن لوحده للنسبة الطبيعية؛ لأنه ثابت الآن على 140/80 بدون علاج، والأطباء قالوا: إنه بسبب القلق والخوف.

مشكلتي: أني أعاني من عدم تركيز وصداع أحيانًا، وعندما أكلم شخصًا أحس أحيانًا أن هناك صعوبة في انتصاب رأسي، وأشعر بأني أريد أن أسند على وسادة، وصداع دائمًا يأتي في الجبهة، خاصة بين الحاجبين، وفي شقي الرأس، وليس شقًا واحدًا ونادرًا في المؤخرة، وهذا الصداع يأتي فجأة بدون سبب.

أيضًا أشعر بضعف في الرؤية قليلاً عما سبق، فأشعر بحساسية كبيرة من الشمس، عملت فحوصات وأشعة كثيرة، والأطباء دائمًا يقولون: بأني سليم، لكني أشعر بأني أعاني من شيء، عملت أشعة إيكو قلب، وغدة درقية، وصورة دم، وهيموجلوبين، ووظائف كبد والسكر، وجيوب أنفية، وقياس الضغط أكثر من مرة، وقياس النظر 6 / 6، والتحاليل كلها طلعت سليمة.

مشكلة الصداع مستمرة تقريبًا يوميًا، ومستمرة منذ حوالي 5 أشهر، أو أكثر بلا انقطاع، وأكثر من مرة في اليوم، ذهبت إلى أطباء القلب، والأعصاب، والنظر، والأنف، والأذن، والجهاز الهضمي، والجراحة، وكلهم قالوا: سليم، ما عدا طبيب الأنف والأذن قال: إني أعاني بؤرة صديدة، والتهاب حلق، وأعطاني بنسلين طويل المفعول، ولكن أيضًا لم يحدث تغيير من حيث الصداع، أو المخاط الذي أعاني منه. لكنه قال: إني لا أعاني من جيوب أنفية، وقال: إن ما أعاني منه لا يسبب الصداع.

منذ أيام بسيطة -حوالي أسبوع تقريبًا- بدأت أشعر بشيء جديد، وهو حرارة داخلية في الجزء الأيمن من البطن والظهر والكتف والذراع عند الكوع، ولا أشعر بشيء من هذه الأعراض في الجزء الأيسر بعد الأكل، فأي شيء آكله غير الألبان، أو الجبن أشعر بهذه الحرارة، اعتقدت أنها حموضة، لكنها لم تزل بشرب الحليب كما في كل مرة.

وأيضًا الحرارة هذه شيء جديد؛ لأني كنت أعاني من الحموضة، وليس من الحرارة، قست درجة حرارتي فوجدتها طبيعية، فما تفسير تلك الحرارة الداخلية؟ وهل يمكن أن تكون التهاب مرارة؟ لأني سمعت أن التهاب المرارة يسبب آلاما في الجزء الأيمن والكتف بعد الأكل؟ علما أني أشعر بحرارة داخلية بعد الأكل في هذه الأجزاء، ولا يوجد ألم، فما تشخيصكم لحالتي؟ وهل عليّ أن أذهب لأطباء آخرين أو لا؟ وهل يوجد حل آخر غير الجراحة في حالة التهاب المرارة؟

وشكرًا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمرو حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما تعاني منه من آلام، وأعراض هي أعراض وآلام حقيقة، وليست أعراض وهمية، بمعنى أن الطب يقدر معاناتك وآلامك، ولكن هذه الأعراض لأمراض عضوية غير موجودة في الواقع، وهذه المعادلة ليست قصة أو مداعبة، ولكنها حقيقة مرض الاضطرابات الجسدية somatoform disorders، وهو نوع من الأمراض النفسية، وهذه الأمراض ليست سبة، أو شيئا من العار، ولكنها أمراض موصوفة عند كثير من الناس.

ومن الصعب حدوث أمراض القلب في مثل سنك -20 عامًا- ما لم يكن مرض خلقي، أو التهاب في الصمام نتيجة حدوث حمى روماتزمية، وهذا لم يحدث بالنسبة لك، ولكن قد يتأثر القلب من حالة نقص الدم، أو الأنيميا، أو حالة القلق والتوتر التي تصيب بعض الأفراد، وهذا التأثر يتمثل في زيادة نبض القلب بشكل يجعلك تسمعه وتحسه، ولكن القلب نفسه سليم -إن شاء الله- والعلاج يتم بعلاج الأنيميا إن وجدت مع التأكيد على ترك التدخين إذا كنت مدخنًا.

ولست وحدك -أخي الكريم- من يعاني من هذا المرض، ولكن يعاني منه ما بين ثلث إلى نصف المرضى الذين يزورون عيادات الأطباء حول العالم، من أعراض للألم، أو الإجهاد من دون وجود سبب جسدي واضح لها، وأنصحك بزيارة طبيب نفسي لتشخيص، وعلاج هذا المرض، وبالتالي سوف تختفي آلامك، وأوجاعك كلها -إن شاء الله- والعلاج يشمل العلاج المعرفي بطبيعة المرض، ومضادات الاكتئاب مثل: prozac 20 mg، ودواء cebralex 20 mg مع التحليل النفسي.

ويفضل الحركة والمشي قبل النوم، وتجنب المقليات، والعشاء الدسم والاكتفاء بالفواكه، والزبادي قبل النوم، وهناك علاجات خاصة بالمعدة مثل: حبوب nexium 40 mg قبل الإفطار على الريق صباحًا لعلاج الحموضة، والغثيان، ويمكنك للتأكد من عدم وجود مشاكل في المرارة؛ عمل سونار لبيان وجود التهاب مزمن، حيث يمكن علاجه بالأدوية، أو حصوات من عدمه، والحصوات ليس لها علاج إلا الجراحة العادية، أو المناظير.

مع تنظيم الوقت، والنوم الجيد؛ لأن السهر يؤدي إلى حالة من الإرهاق، ويحرم جسم الإنسان من إفراز مسكنات طبيعية يتم إفرازها أثناء النوم تساعد على راحة الجسم طوال اليوم.

وفي حال وجود الانتفاخ والغازات، بالإضافة إلى ما تم ذكره سابقًا؛ يمكن عمل خليط مطحون من بذور (الكتان، والكمون، والشمر، والينسون، والكراوية، والهيل، وإكليل الجبل، والقرفة، والنعناع، والزعتر)، ووضع بعض من هذا الخليط على السلطات، والخضار المطبوخ، ويضاف إلى ذلك زيت الزيتون، مع ممارسة الرياضة خصوصًا المشي، وهذا سوف يؤدي -إن شاء الله- إلى التخلص من الغازات والانتفاخ -إن شاء الله-.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً