الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هو سبب في اضطراب دورتي الشهرية وتغيرها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة أبلغ من العمر 23 سنة، كنت متزوجة لفترة قصيرة منذ سنتين من الآن، استمر زواجي فترة أربعة أشهر، ثم انفصلت منذ سنتين.

سؤالي الأول لكم:

منذ ثلاثة أشهر وأنا أعاني من قلة نزول دم الحيض، والذي يكون مصحوباً بآلام شديدة أشد من السابق، مدة الحيض أصبحت أقصر بعد زواجي، فأصبحت يومين إلى ثلاثة أيام، بعد أن كانت خمسة أيام، مع العلم بأنني أعاني من السمنة، وليس لدي أي أمراض مزمنة، ودورتي الشهرية منتظمة بشكل دائم، فما هو سبب قلة الدم؟ وما هو العلاج؟ أرجو مساعدتي فأنا خائفة أن يكون قلة الحيض سبباً لشيء ما أو عارضاً لأمر ما، أو أن يسبب لي الأمراض.

سؤالي الثاني لكم:

حينما يحين موعد دورتي الشهرية، أشعر بألم شديد جداً أسفل البطن، وأُصاب بالدوار والدوخة والغثيان، والقيء المستمر في أول أيام الدورة الشهرية، كان هذا الأمر قبل زواجي، ومازال مستمراً معي، فما هو العلاج الذي يمكن أن يخفف من القيء والغثيان؟

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Manal حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يحدث للفتيات والسيدات بعض الألم قبل الدورة الشهرية، وقد يستمر ذلك الألم بعد انتهاء الدورة أحياناً، وهي حالة مرضية تسمى،Dysmenorrea، نتيجة لزيادة إفراز هرمون يسمى (بروستاجلاندن) في بطانة الرحم، مما يساعد على حدوث التقلصات الرحمية، والشعور بالألم، ولكن لا يحدث ذلك عند كل الفتيات، وقد يحدث بصورة خفيفة لا تؤدي إلى إزعاج أو ألم شديد، ولكن أحياناً يزداد ذلك الألم بزيادة نسبة ذلك الهرمون.

الوزن الزائد والسمنة؛ تؤدي إلى خلل في التوازن الهرموني، وتؤدي إلى ندرة الدورة أحياناً، وإلى غزارتها أحياناً، ويصبح هرمون إستروجين هو المسيطر على الدورة الشهرية، وبالتالي لا يتم بناء بطانة الرحم جيداً، وتزيد سماكتها على حساب تكون الأنسجة الطبيعية للبطانة، وبالتالي تأتي الدورة الشهرية غزيرة أحياناً، وتطول مدة نزولها، أو يحدث تنقيط، أو نزول إفرازات بنية، حسب حالة الخلل الحادث.

كذلك فإن زيادة نشاط الغدة الدرقية، أو الكسل في نشاطها، يؤدي إلى تلك الأعراض، ولذلك يجب فحص صورة دم (CBC)، وفحص هرمونات الغدة الدرقية (TSH-- FreeT4)، وعمل سونار على الرحم والمبايض، وأخذ العلاج المناسب حسب التحليل والأشعة.


ولإعادة تنظيم الدورة، يجب الصبر قليلاً، وتناول حبوب الهرمونات (كليمن) أو (ياسمين)، لعدة شهور، شريط كامل 21 يوماً، ثم التوقف حتى تنزل الدورة الشهرية، ثم الشريط الذي يليه، ثم تناول حبوب (دوفاستون)، وهي هرمون بروجيستيرون صناعي لا تمنع التبويض، وجرعتها (10) مج، تؤخذ قرص واحد مرتين في اليوم، من اليوم 16 من بداية الدورة، حتى اليوم 26 من بدايتها، وذلك لعدة شهور أخرى، حتى تنتظم الدورة الشهرية، بالإضافة إلى تناول حبوب (بروفين 600 مج)؛ لعلاج الألم، بالإضافة للإكثار من شرب السوائل الدافئة, (كالينسون, والنعناع, والشمر)، فهي تقلل من الإحساس بالألم المصاحب للدورة, وعمل كمادات دافئة, ومساج للمنطقة فوق العانة, وأسفل السرة يفيد أيضًا.

والأهم من الحبوب هو علاج السبب، من خلال السيطرة على الوزن، وذلك عن طريق حمية غذائية، ومن خلال ممارسة الرياضة، لأن السمنة والوزن الزائد تعتبر السبب الرئيسي في هذا الخلل، وعدم انتظام الدورة الشهرية، ويمكنك تناول حبوب (جلوكوفاج 500 )، ثلاث مرات بعد الأكل لتنظيم عمل هرمون الأنسولين، والمساعدة في علاج التكيس، للمساعدة في الحمية، ولتنظيم الدورة الشهرية، ومع تنظيم الدورة عن طريق العلاج والحمية، سوف تختفي الآلام ويختفي معها القيء، والغثيان، - إن شاء الله -، مع الاهتمام بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، مع تناول أعشاب البردقوش والمرمية، وهناك أيضًا حليب الصويا، أو كبسولات (فيتو صويا)، ولكل ذلك بعض الخصائص الهرمونية التي تساعد في علاج التكيس، وتحسين التبويض، والتركيز في كل تلك الفترة على الجماع في الأسبوع الأوسط من الدورة، حيث أن الأسبوع الأول بعد الغسل، والأسبوع الأخير قبل الدورة الشهرية الجديدة لا يحدث فيهما حمل.


ولتقوية الدم، هناك الكثير من الكبسولات التي تحتوي على تلك الفيتامينات منها: (Materna)، ونوع آخر يسمى (meniravit)، وغير ذلك كثير، ويجب أخذ حقنة فيتامين (د)، 600000 وحدة دولية في العضل؛ لأنها ضرورية لتقوية العظام‘ وترسب الكالسيوم فيها، وفي حالة عدم توفرها، أو عدم الرغبة في ذلك، يمكن أخذ كبسولات فيتامين (د)، 50000 وحدة دولية كل أسبوع، كبسولة واحدة لمدة أربعة شهور، مع التعود على شرب الحليب كلما أمكن ذلك، مع التغذية الجيدة، ولا قلق - إن شاء الله -.

حفظك الله من كل مكروه سوء، ووفقك لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً