الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من أعراض كالحساسية أو الأكزيما وتورم واحمرار وآلام في الجلد

السؤال

السلام عليكم
جزاكم الله خيراً وجعله في ميزان حسناتكم.

منذ أن وضعت طفلي الثاني, منذ 3 سنوات, وأنا أعاني من أعراض كالحساسية أو الأكزيما.

الأعراض هي تورم مع احمرار وآلام في الموقع، والرغبة الشديدة في الحك, عشوائياً من حيث المكان في الجسم ومن حيث الوقت.

تكثر هذه الأعراض مع المجهود المنزلي, خصوصاً في الأطراف, مثل اليدين والكفين, والأقدام.

راجعت أطباء العظام والحساسية والباطنة, وعملت تحاليل دم شاملة ووظائف كبد وغدة درقية وتحاليل واختبارات حساسية، وكلها لم تظهر أي شيء, حتى دكاترة الحساسية تابعوا الأكلات التي يمكن أن تسبب حساسية عندي ولكن لم يجدوا شيئا.

مؤخراً ذهبت لطبيب حساسية وأعطاني (مصل), قلل من الأعراض بنسبة 70% عند الانتظام عليها, وأوصاني أن أستمر عليه 5 شهور وقد انتهت.

أفيدوني، جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتصور أن ما تعاني منة –أختنا الكريمة- هو ما يعرف بمرض (الأرتيكاريا أو الشرى) وهو في العادة يظهر في صورة طفح جلدي مرتفع عن الجلد, وانتفاخات, واحمرار, وحكة, أو وخز, وببعض الأشكال الإكلينيكية المختلفة الأخرى!

في الحالات الشديدة يكون الطفح الجلدي مصحوبا بانتفاخ في الأنسجة المبطنة للحنجرة والأمعاء, ويشتكي المريض من ضيق بالتنفس, واضطرابات, وألم بالبطن, ويوجد نوعان رئيسان من الأرتيكاريا التقليدية:

النوع الحاد, والذي يلازم المريض لفترة قصيرة أقل من ستة أسابيع, وفي الغالب يكون سببه حدوث عدوى ميكروبية, أو تناول بعض المأكولات, أو الأغذية المحفوظة (مثل السمك والبيض والمكسرات والكيوي و...) أو تناول بعض العلاجات, ومن أهمها المضادات الحيوية, والتطعيمات, أو بسبب لدغ الحشرات, وبالأخص النحل والدبابير.

النوع المزمن يلازم المريض فترات طويلة, ولا يوجد سبب واضح لحدوثه, وفي الغالب يكون هناك خلل مناعي يؤدي إلى زيادة إفراز المادة الكيميائية الهستامين في الجلد, وربما الأنسجة الأخرى, والتي تسبب الأعراض المذكورة سابقا.

في بعض الحالات تكون الأرتيكاريا عرضا أو جزءاً من أعراض بعض الأمراض المناعية, مثل الذئبة الحمراء, أو نتيجة للإصابة ببعض الأمراض العضوية المناعية, مثل أمراض الغدة الدرقية.

توجد بعض أنواع الارتيكاريا أو الشرى غير التقليدية, أو ما يعرف بالارتيكاريا المادية أو الفيزيائية, مثل تلك المرتبطة بالتعرض للماء أو الضغط على الجلد, أو بداية التعرق, وتغير درجة حرارة الجسم.

من خلال الوصف المذكور أتصور أنك تعاني من النوع المزمن، كون المشكلة مستمرة ومتكررة لعدة سنوات، وعلاج الشرى أو الأرتيكاريا يكون بوصف بعض مضادات الهستامين من الجيل الحديث، مثل: levocertrizine, desloratidine, fexofenadine ويكون ذلك كاف في أحوال كثيرة, ويمكن إضافة أحد مضادات الهستامين التقليدية مرة واحدة مساء إذا كانت الحالة لم تستجب بشكل كامل, أو مرضٍ, رغم استخدام الأنواع الحديثة بمفردها، ومن الممكن أن يغير الطبيب المعالج الجرعات المستخدمة للسيطرة على الحالة.

أنصح أن يكون ذلك تحت إشراف طبيب أمراض جلدية متخصص، وأن تتواصلي مع طبيب مشهود له بالكفاءة والعلم, وذلك للتأكد من التشخيص, وذلك بأخذ التاريخ المرضي للمشكلة بدقة, وفحص الجلد, ولاستكمال أي فحوصات أو إجراءات أخرى لازمة, وتوجد بعض العلاجات الأخرى على حسب استجابة المريض، ولا أعلم ماهية المصل المذكور، وكيفية تحضيره، وأنصح باستعمال أدوية معلومة ومصنعة بواسطة شركات معروفة عالميا، ومهتمة بجودة وأمان منتجاتها.

وفقك الله وحفظك من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً