الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شعوري بمراقبة الآخرين سبب لي اكتئابا وقلقا!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم على هذا الموقع المفيد، وأشكر الاستشاريين على وقتهم.

في الأربع سنوات الماضية تدهورت حالتي، فقد كنت إنسانا جريئا جدا، وواثقا من نفسي، إلى أن دخلت المرحلة الثانوية، وأصبحت إنسانا مكتئبا، وأخاف من الناس، ومن مواجهة الأشخاص، وقد كنت إذا ذهبت مثلا إلى البقالة، ووجدت في طريقي مجموعة من الشباب؛ أنسحب وأحاول تغيير طريقي؛ خوفا من أن يحدث شيء يحرجني.

الآن تحسن الحال، لكن ليس كثيرا، ومشكلتي الآن أنني إذا خاطبت شخصا لا أعرفه؛ صوتي يضعف، ويصعب علي إخراج الكلمة.

المشكلة الثانية: أنني إذا غضبت أو تشاجرت مع أحد أجرح يدي بأشياء حادة، مثل السكين، أو الزجاج، وأيضا أصبحت أخاف من السفر، وإذا سافرت إلى مدينة أخرى أخاف أن أذهب إلى المطعم، أو إلى أي مكان؛ خوفا من أهلها.

مشكلة أخرى: إذا سمعت أصوات أناس يضحكون أرتبك، ويأتيني إحساس أنهم يسخرون مني، أو إذا مشيت في مكان عام أحس أن الكل يراقب مشيتي، وأن فيّ شيئا ما، وقد أصابني قبل ستة أشهر أرق، وأصبحت لا أنام إلا بعد عناء، ولا أرتاح في نومي من كثرة الأفكار في المستقبل، ومن خوفي من الجامعة؛ لأني على وشك التخرج.

أفكر إذا قال لي الدكتور: اشرح لنا هذا الدرس ماذا سيكون وضعي، وثمة أفكار أخرى تحبطني.

أرجو أن تجدوا لي حلا لكل هذه المشاكل، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

ما تعاني منه -أخي الكريم- ربما يكون سببه نقصان الثقة بالنفس، وربما تكون شخصيتك من النوع الحساس، وأنك تفكر دائماً في رأي الآخرين عنك، كما أن مقياس أو معيار التقييم لشخصيتك وللآخرين يحتاج إلى تعديل؛ لكي تتصرف بصورة طبيعية، وإذا زادت ثقتك بنفسك إن شاء الله ستتفجر كل القدرات والإمكانيات والطاقات التي تمتلكها.

اتبع الإرشادات الآتية، وربما تساعدك في التغلب على المشكلة:

1- قم بتعديد صفاتك الإيجابية وإنجازاتك في الحياة اليومية، وحبذا لو كتبتها وقرأتها يومياً، فأنت محتاج لمن يعكس لك صفاتك الإيجابية ويدعمها ويثني عليها، والمفترض أن يقوم بهذا الدور الوالدان أو الأخوان والأصدقاء.

2- لا تقارن نفسك بمن هم أعلى منك في أمور الدنيا، بل أنظر إلى من هم أقل منك، وأحمد الله على نعمه، وتذكر أنك مؤهل للمهام التي تؤديها.

3- عدم تضخيم فكرة الخطأ وإعطائها حجماً أكبر من حجمها، فكل ابن آدم خطاء، وجلّ من لا يخطئ، وينبغي أن تتذكر أن كل من أجاد مهارةً معينة، أو نبغ في علمٍ معين؛ مرَ بكثيرٍ من الأخطاء، والذي يحجم عن فعل شيءٍ ما بسبب الخوف من الخطأ لا يتعلم ولا يتقن صنعته.

4- ضع لك أهدافا واضحة، وفكر في الوسائل التي تساعدك في تحقيقها، واستشر ذوي الخبرة في المجال.

5- تجنب الصفات الست التي تؤدي للشعور بالنقص، وهي الرغبة في بلوغ الكمال، وسرعة التسليم بالهزيمة، والتأثر السلبي بنجاح الآخرين، والتلهف إلى الحب والعطف، والحساسية الفائقة، وافتقاد روح الفكاهة.

6- عزز وقوِّ العلاقة مع المولى عزَ وجلَ بكثرة الطاعات، وتجنب المنكرات، فإذا أحبك الله جعل لك القبول بين الناس.

7- اطلع على سير العظماء والنبلاء، وأولهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام، في طريقة التعامل مع الناس، وأحسن الظن دائما في الآخرين، إلى أن يتبين لك العكس.

8- المحافظة على العلاقة مع الآخرين، وذلك بأن تركز على النقط التالية:

- المعرفة؛ أي تقصي الحقائق وجمع أكبر قدر من المعلومات قبل الحكم على الأمور.

- النظرة الشمولية للمواقف التي تحدث بينك وبين الآخرين.

- التماس العذر للطرف الآخر في حالة عدم التزامه بالمطلوب.

- التحرر من الهوى وتحكيم العقل قبل العاطفة.

شرح الله صدرك وأطلق لسانك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً