الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشاهد الأفلام الأجنية انتقامًا مما يفعل زوجي.. ما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم

أريد جوابًا في علم النفس، أنا حقودة، وعندي غيرة على زوجي كثيراً بسبب معاصيه مثل: العادة السرية أصبحت أشك فيه، لا أثق به، حالتي النفسية متدهورة أصبحت انتقم منه، لكن هو انتقام من نفسي فقط.

أصبحت أشاهد بعض الأفلام الأجنبية ليس حبًا فيها، بل لأنتقم منه، أنا أنجر وراء المعاصي بسببه كلما تذكرت أفعاله، أصبحت من أصحاب الغيبة والنميمة، وأصبحت أنافق مثل نفاقه معي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامية حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا لك على التواصل معنا، والكتابة إلينا بما في نفسك، وبما يدور في حياتك، أعانك الله، وأراح بالك.

من الواضح من سؤالك أنك امرأة حريصة على دينها، وعلى رضا ربها، ولذلك أنت تستهجنين أعمال زوجك وتصرفاته، وأنك ربما ما كنت لتفعلي ما تفعليه الآن لولا تصرفات زوجك التي تجدينها غير مقبولة.

لا أشك أنك حقيقة تريدين إصلاح حالك، وإصلاح زوجك، ولهذا كتبت إلينا.

ليس غريبًا من الناحية النفسية أن يعمل الإنسان ما تقومين به أنت من "الانتقام" من زوجك بفعل ما لا ترضينه من سلوكياته وتصرفاته، ولكن هل هذا هو الحل الأفضل؟ بالطبع: لا، وأنت تعلمين هذا.

أنت تستطيعين تغيير زوجك، ولكن الشيء الأكيد أنه يمكنك تغيير نفسك أولا.

راجعي حساباتك، وتوقفي عما تفعلينه الآن من التصرفات التي لا ترضينها، وعودي كما كنت عليه من قبل؛ المرأة والزوجة الصالحة، وربما فقط بعد مدة من الزمن يمكنك تغيير زوجك وإصلاحه، ولكن بالشكل غير المباشر؛ لأن غالبية الرجال لا يحبون محاولة الزوجة في تغييره وإصلاحه، وليس هذا الموقف من الرجال بالموقف السليم، إلا أن هذا حال غالبية الرجال، بينما ستجدين زوجك أطوع للتغيير والصلاح والانسجام معك بالأسلوب غير المباشر.

وأمر آخر: حاولي أن تسألي نفسك، هل يا ترى هناك أمور يمكنك أن تقومي بها مع زوجك، مما لا يضطره للممارسة الجنسية من دونك؛ كالعادة السرية؟

فربما هناك أمور يمكنكما معًا القيام بها لتجديد حياتكما الجنسية، وهي أمر هام من أمور نجاح العلاقة الزوجية، وليس في هذا تعارض مع الإسلام والإيمان كما تعلمين، فنحن ننتمي لدين يكافئ الزوج والزوجة على علاقتهما الزوجية الحميمة: (وفي بضع أحدكم صدقة) كما قال الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم-.

وفقك الله، وأصلح حال زوجك بعد صلاحك أنت، ورزقكم الذرية الطيبة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً