الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بسبب أمي ساءت حالتي ولا أشعر بالاستقرار، فكيف أتعامل معها؟

السؤال

أنا فتاة متزوجة منذ سنتين، وأعاني من عدم الاستقرار بسبب أمي، فهي شديدة التعلق بأخواتها، وتحب أولادهم أكثر من أولادها، وتذهب إليهم يوميًا، ولا نجتمع إلا وقت النوم.

عندما تزوجت كانت تريد أن تأخذني معها، ولكن زوجي لم يسمح لها بذلك؛ فأصبحت تبث الشك بداخلي تجاه زوجي: أنه يخبر أمه بكل شيء، وأنه لا يفعل شيئًا إلا بأوامرها، وعندما تحققت من ذلك لم أجد له أساسًا، والآن أنا موجودة خارج مصر، وعندما أتحدث إلى أمي أجدها عند خالاتي، وتريدني أن أتكلم أمامهم بكل شيء حتى أموري الخاصة، وعندما أخبرها بسر يخصني؛ أتفاجأ بأن العائلة كلها تعلمه، وعندما توقفت عن ذلك وأصبحت أتحدث لأطمئن عليها فقط؛ ذهبت تشكو للجميع: أني لا أحدثها، ولا تعرف شيئًا عني.

أمي تتهمني دائمًا بالغيرة من أختي وبنات خالتي، وتتحدث لهم بذلك؛ فأصبحت صورتي مشوهة أمامهم حتى إنني خيرتها بيني وبين أولاد خالاتي فاختارتهم.

الآن كيف أتعامل معها؟ وحالتي النفسية ساءت بسببها، والغربة أصبحت أصعب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ahmed حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والتواصل مع موقعك، وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يكتبك من البررة، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم الآمال.

لا تخبري بأسرار زوجك أحدا، وغضب الوالدة لا يضرك؛ لأنه في غير مكانه، ولا يضرك كلامها عند الخالات والأسرة، وزوجك أولى الناس بك، ونوصيك بما يلي:

1- الدعاء لنفسك ولها.

2- الاستمرار في التواصل معها، وتطييب خاطرها.

3- تجنبي رفع الصوت عليها، والبعد عن مقابلة عنادها بالعناد.

4- لا تعطي الموضوع أكبر من حجمه، وهوني على نفسك.

5- لا تقولي لها: إما أنا أو فلان.

6- تواصلي مع خالاتك وأرحامك على انفراد؛ حتى يعرفوا حقيقتك.

7- قومي بما عليك من البر والإحسان، ولن يضرك عدم رضا الوالدة.

8- لا تدخلي زوجك ولا تخبريه بتصرفات الوالدة من أجل أن ذلك يحزنه.

9- قولي لزوجك أحسن ما تسمعين منها، وقولي أحسن انطباعات زوجك عنها.
وأصلحي ما بينك وبين الله؛ ليصلح لك ما بينك وبين والدتك والناس؛ فإن قلب الوالدة وقلوب العباد بين أصابعه يقلبها ويصرفها.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يوفقك، ويسدد خطاك، ويحفظك ويتولاك.

سعدنا بتواصلك، ونفرح بالاستمرار للتواصل والتشاور.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً