الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد سنة من استعمال موانع الحمل وحالة إجهاض، لم أعد أحمل!!

السؤال

السلام عليكم.

أنا سيدة متزوجة منذ أربع سنوات، وأنجبت طفلاً بعد تسعة أشهر من زواجي، وبعد ولادته أردت التوقف عن الحمل لفترة، فاستخدمت حبوب جينيرا، وبعد مدة توقفت عنها، واستخدمت اللاصقات لمنع الحمل، وقد كانت ممتازة لفترة خمسة شهور تقريباً، ثم تحسس جسمي منها، بحيث يصبح مكانها حاراً جداً، مع وجود حكة شديدة، ويصبح مكان اللاصق فقط حبوباً شفافة صغيرة مليئة بالصديد، ويبقى أثرها فترة من الزمن، ومن ثم يصبح كأنه محروق، ثم يخف تدريجياً.

راجعت الطبيبة، وقالت: من الممكن أن تكون اللاصقات منتهية الصلاحية، فتوقفت عن استخدامها، وعدت لأخذ الحبوب لمدة شهر، ثم توقفت عن الحبوب وعدت لللاصقات، واستمرت مشكلة الحساسية، فتوقفت عنها وعدت للحبوب لمدة شهر أيضاً، حتى أتم طفلي سنة من عمره، فركبت اللولب، وكان يؤلمني باستمرار، فقمت بإزالته بعد أسبوعين من تركيبه، وبعد ثلاثة أشهر من إزالته، نزلت دورة شهرية غريبة، حيث كانت في بدايتها دماً قليلاً، وبقية الأيام عبارة عن إفرازات بنية غامقة وثقيلة.

ذهبت إلى المستوصف، فأخبرتني الطبيبة باحتمال أنه حمل، فقمت بعمل تحليل الدم، فقالت: إنه حمل، وقمت بعمل سونار، فقالت: إن هناك كيسا ولكن لا يوجد داخله جنين، وصرفت لي حبوباً لتثبيت الحمل، بررت ذلك أن الحمل ضعيف جداً، وصرفت لي حمض الفوليك، وبعد أسبوعين عدت إليها، مع استمرار الإفرازات طوال فترة الأسبوعين، وعندما أعدت عمل السونار، قالت: لا يوجد أي شيء داخل الرحم، وفي نفس اليوم نزل دم أحمر فاتح، يصاحبه ألم، فقالت: غالباً إنه إجهاض، ومن ذلك اليوم لم أحمل، وأنا أتمنى الحمل بشكل لا يصدق، وأنا أعشق الأطفال، ولا أريد أن أكون من تسبب بالأذى لنفسه، وخاصة أن أهل زوجي دائماً يسألونه: متى تعالجها، وهل هي حامل؟

حالتي النفسية سيئة بسبب هذا الموضوع، مجرد التفكير فيه يقلقني، وأخاف أن أكون قد تسببت لنفسي بشيء ما؛ لأنني قبل فترة ذهبت إلى الطبيبة وأخبرتني بوجود قرحة سطحية في الرحم، وصرفت لي تحاميلاً ومضاداً، واستخدمتهما، وخف الألم الذي كان يصاحب الجماع، ولكنني أحياناً أتألم أثناء الجماع، وأشعر أن هناك شيئا غير طبيعي في ذلك، وكذلك زوجي يشعر بوجود شيء ما أثناء الجماع وقت الإيلاج، مع العلم أن دورتي غير منتظمة من قبل الزواج.

منذ مدة أشعر بثقل وألم في صدري، وأحياناً يصبح متحجراً قاسياً في غير وقت الدورة، وحينما أضغط على الجهة اليسرى يخرج القليل من الحليب، أو سائل شفاف لزج، وأحياناً أخرى يكون الأمر طبيعياً، هل هو بسبب هرمون الحليب؟ وما أفضل وقت لإجراء تحليل هرمون الحليب؟ وهل حالتي تستدعي الفحص؟ أو عمل تحاليل معينة؟ وما هي أعراض الهرمون؟ وكيف يصبح طبيعياً؟ وما الأشياء التي تساعد في ذلك؟

أتمنى منكم الإجابة السريعة، فأنا أصبحت أكتئب أكثر فأكثر مع كل دورة، ولكم جزيل الشكر، وجزيتم عنا خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nooor حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد :

في اضطراب الدورة الشهرية ونزول الإفرازات البنية وتحجر الثدي وخروج إفرازات بيضاء منه مثل الحليب، إشارة إلى وجود تكيس على المبايض، وهي حالة تعني احتباس البويضات تحت جدار المبيض السميك وعدم خروجها، مما يؤدي إلى تحوصلها، وهذا يؤدي إلى خلل في التوازن الهرموني بين الهرمونات التي تفرز من جراب البويضة Estrogen & progesterone بعد خروجها المفترض من المبايض، وهذه الحالة تؤدي إلى ارتفاع هرمون الإنسولين بسبب زيادة مقاومة الخلايا لعمله، وارتفاع هرمون الذكورة وهرمون الحليب، بالإضافة إلى أن كسل الغدة الدرقية -وهو مرض منتشر عند الكثير من السيدات والفتيات- يؤدي إلى زيادة مشكلة التكيس.

ولذلك يجب متابعة فحص هرمونات الغدة الدرقية TSH & Free T4، وتناول العلاج المناسب حسب التحليل، وفي الغالب تبدأ الجرعة بـ 50 mcg ثم تزداد الجرعة حتى تنتظم هرمونات الغدة، وتثبت بعد ذلك، ودواء الغدة لا يجب التوقف عنه مطلقا، وإلا عاد الكسل مرة أخرى، مع فحص هرمون الحليب prolactin، وأخذ العلاج المناسب في حال ارتفاعه، وهو حبوب دوستينكس ربع مج، أو نصف قرص مرتين في الأسبوع، حتى تصل قيمة الهرمون إلى الصفر في ثلاث تحاليل متتابعة.

لا داعي للوم نفسك؛ لأن هذا المرض منتشر بكثرة لدى السيدات، ويؤدي إلى اضطراب الدورة الشهرية، وكما سترين فإن جزءا من علاج ذلك المرض هو تناول حبوب منع الحمل، مع تناول أقراص جلوكوفاج 500 مج ثلاث مرات يومياً، والذي يحسن عمل هرمون الإنسولين ويعالج التكيس ويحسن التبويض، وهو دواء يستخدم لعلاج مرض السكري من خلال مساعدة الإنسولين الداخلي في الدم على العمل الجيد، ويستخدم في مساعدة المبايض على التبويض الجيد وعلاج التكيس.

ولعلاج اضطراب الدورة: يمكنك استخدام حبوب منع الحمل لعدة شهور؛ لوقف حالة التكيس وعلاج الأكياس الوظيفية وتنظيم الدورة الشهرية، عن طريق تناول حبوب منع الحمل ياسمين أو كليمن، لمدة 3 شهور متتالية، مع التوقف عند انتهاء الشريط حتى تنزل الدورة، ثم تناول الشريط الذي يليه، ثم تناول حبوب دوفاستون التي لا تمنع التبويض، وجرعتها 10 مج، تؤخذ قرصاً واحداً مرتين يومياً من اليوم 16 من بداية الدورة حتى اليوم 26 من بدايتها، وذلك لمدة 3 شهور أخرى، حتى تنتظم الدورة الشهرية.

كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة الذي يرتفع مع التكيس، ويساعد على ظهور الشعر في الوجه والصدر، مثل total fertility، ويمكنك أيضا تناول كبسولات أوميجا 3 أيضا يومياً واحدة، مع تناول حبوب Ferose F التي تحتوي على الحديد وعلى فوليك أسيد، وأخذ فيتامين د حقنة واحدة 600000 وحدة دولية في العضل؛ لأنها مهمة لتقوية العظام وللوقاية من مرض الهشاشة فيما بعد، مع تناول الغذاء الجيد المتوازن.

أعشاب البردقوش مثلها مثل بعض المواد الغذائية والمشروبات، لها بعض الخصائص الهرمونية التي قد تساعد في علاج التكيس، ولكن لا تعتبر أدوية أو عقاقير يمكن الاعتماد عليها، ويمكن تناولها مع العلاج السابق دون تعارض، ولذلك يجب الاهتمام بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، مع تناول أعشاب البردقوش والمرمية، وهناك أيضا حليب الصويا أو كبسولات فيتو صويا، وفي نهاية مدة 6 شهور يمكنك عمل التحاليل التالية، وهي: -DHEA -- FSH - LH -- PROLACTIN- TSH- ESTROGEN -TESTOSTERONE ثاني أيام الدورة، ثم إجراء فحص هرمون PROGESTERONE في اليوم 21 من بداية الدورة، وعمل سونار على المبايض والرحم، وعرض نتائج التحاليل والأشعة على الطبيبة المعالجة لتقييم الموقف.

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً