الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عند الاستيقاظ أشعر باختناق وانتفاخ البطن؛ ولذا أخاف، ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم

بدأت حالتي منذ خمس سنوات، وشعرت أنها نادرة؛ لأني زرت كثيرًا من الأطباء ولم يستطيعوا تشخيص الحالة، كنت أستفعل بلع الهواء وإخراجه لأرتاح، فوصف لي الطبيب (tryptizol) بالإضافة لـ (duspatlin‎)، للقولون، -والحمد لله- تحسنت كثيرًا مع هذه الأدوية.

مع بداية هذه السنة أصابتني حالة، وهي أني في الصباح عندما أستيقظ أشعر بالاختناق، فأبدأ بالسعال المتواصل، لدرجة أني أختنق بمعجون الأسنان! وأشعر أن بطني منتفخ، وأحتاج أن أُخرج الهواء من بطني، وتستمر هذه الحالة لمدة ربع ساعة أو أكثر ثم تزول، وأتعرق وأخاف جدًا.

هذه الحالة تصيبني بشكل شبه يومي، أحيانًا في المساء أشعر بخوف شديد وأصوات واضحة تصدر من جهة البطن اليسرى، وأنا على موعد بالسفر للإيفاد الخارجي لإكمال دراسات عليا، وكلما اقترب موعد السفر أشعر بالخوف الشديد من ترك البيت والسفر.

أرجو مساعدتي؛ لأني متردد في سفري، وأخاف أن أضيّع مستقبلي العلمي بسبب هذه الحالة.

شكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ملاذ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك تواصلك مع إسلام ويب.

بَلْعُ الهواء هي ظاهرة معروفة، وكثيرًا ما تكون لا شعورية، لكن في بعض الأحيان قد تتكرر وتأخذ الطابع الوسواسي، يعني أن الإنسان إذا لم يقمْ بابتلاع الهواء، يحسُّ بشيء من الضيق، وهنا نقول أنها أصبحت حالة عُصابية وسواسية، وأعتقد أن هذا هو الذي تعاني منه.

الوساوس من هذا النوع كثيرًا ما تكون مرتبطة بالمخاوف، لذا أنت لديك ما نسميه بالخوف التوقعي، حيث إنك متوجس بعض الشيء حول السفر للخارج من أجل الدراسات العليا.

تشخيص حالتك، هي قلق المخاوف الوسواسي من الدرجة البسيطة، الأصوات التي تسمعها في القولون، هي ناتجة من حالة القلق التي تعاني منها، وربما يكون لديك درجة بسيطة مما يسمى بالقولون العصبي.

أيها الفاضل الكريم، إذا كان بالإمكان اذهب إلى الطبيب النفسي لتقابله ليُدربك على تمارين الاسترخاء؛ لأنها تمارين أساسية جدًّا لعلاج مثل هذه الحالات، الاسترخاء العضلي خاصة عضلات الرقبة والبلع والتنفس مهم جدًّا وسوف يساعدك كثيرًا، وإن لم يكن هنالك إمكانية أن تذهب إلى الطبيب النفسي، فموقعنا لديه استشارة تحت رقم: (2136015)، أرجو الرجوع إليها والتدرب على تمارين الاسترخاء من خلال تطبيق الإرشادات الموجودة.

العلاج الدوائي مفيد جدًّا لحالتك، وأنت استجبت استجابة جيدة لعقار تربتزول (tryptizol)، بالرغم من أنه من الأدوية القديمة، لكنه عقار جيد جدًّا، وهو أصلاً مضاد للاكتئاب، لكنه أيضًا مضاد للقلق وللتوترات. أمّا عقار (duspatlin)، فهو دواء يُعطى للقولون العصبي، معروف أيضًا بجودته.

أرى الآن أن الدواء الذي سوف يناسبك جدًّا، هو عقار يعرف تجاريًا باسم (زولفت)، ويسمى علميًا باسم (سيرترالين)، ويسمى تجاريًا أيضًا (لسترال)، يتميز بأنه استرخائي، محسِّنٌ للمزاج، مضادٌ للوساوس، مضادٌ للمخاوف، وسوف يُعطيك -إن شاء الله تعالى- حالة ذهنية ووجدانية استرخائية تساعدك -إن شاء الله تعالى- في السفر وإنجاز ما تود إنجازه، وبِتَناولك للدواء وتجاهلك موضوع بلع الهواء وتطبيق ما ذكرته لك، أعتقد أن أحوالك سوف تتحسن جدًّا وسوف تختفي هذه الظاهرة تمامًا.

جرعة (الزولفت)، هي أن تبدأ بنصف حبة –خمسة وعشرين مليجرامًا–، يتم تناولها ليلاً بعد الأكل لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة –أي خمسين مليجرامًا– وهذه هي الجرعة العلاجية بالنسبة لحالتك كافية جدًّا، علمًا بأن (الزولفت) يمكن تناوله حتى أربع حبات في اليوم، لكن لست بحاجة لمثل هذه الجرعة؛ فحالتك بسيطة جدًّا.

تناول الدواء لمدة أربعة أشهر -وهذه أيضًا ليست مدة طويلة– ثم بعد ذلك اجعل الجرعة نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً