الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشكلتي الخوف والتوتر عند قراءة القرآن،.

السؤال

السلام عليكم

مشكلتي هي: توتري، وقلقي الذي يؤثر على أدائي، فأنا أتمنى أن يكون صوتي جميل بالقرآن، وحينما أتدرب كثيراً في المنزل أجد صوتي في قمة الروعة، أما حينما أقرأ على الأستاذة أرتبك ويتغير صوتي، ولا أدري ماذا يحصل لصوتي؛ فهو يرتجف بشدة؟

أرجوكم ساعدوني في التخلص من هذا التوتر والخوف.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خولة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولاً: أنت على إدراك تام أن القرآن هو مبعث الطمأنينة دائمًا في كل زمانٍ ومكان، وفي كل موقف، لما لا؛ وقد قال الله تعالى: {وإنه لقرآنٌ عزيز * لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد} وأنت أصلاً -الحمد لله تعالى- حباك الله بصوتٍ جميل، وتغيير مفهومك والثقة بنفسك سوف تتيح لك فرصة أن يكون صوتك عذبًا وجميلاً في جميع المواقف، سواء كانت تلاوتك لوحدك، أم أمام الأستاذة.

فلا تنزعجي لهذا الأمر، وفي ذات الوقت خذي بتوجيهات الأستاذة، اسأليها عن ملاحظاتها حول تلاوتك، ربما تكون تلاوتك جيدة، لكن نسبة لشيء من الرهبة تُصيبك يأتيك الشعور بأن صوتك فيه ترددات، وفيه شيء من عدم الاسترسال والتلاوة العذبة.

اسألي الأستاذة وأنا متأكد أنها سوف توجّهك بصورة جيدة جدًّا، واعرفي –أيتهَا الابنة الفاضلة– أن الإكثار من التلاوة على الآخرين دائمًا تجعل الإنسان أكثر ثقة في نفسه ومقدرة، فأنت أيضًا حاولي أن تقرئي على والدتك، على زميلاتك، وأنا أنصحك أيضًا بأن تُسجلي تلاوتك، مثلاً: في المنزل قومي بالتلاوة وتسجيلها، ثم الاستماع إلى ما قمت بتسجيله، هذا يعطيك ردة فعلٍ إيجابية جدًّا، وتُصبحي أكثر ثقة في نفسك.

الأمر الثاني هو: أن تتدربي على تمارين الاسترخاء، هنالك تمارين التنفس التدرج مفيدة جدًّا، وتجدي فيها -إن شاء الله تعالى- الخير كثير، موقعنا لديه استشارة في تمارين الاسترخاء تحت الرقم (2136015) أرجو أن ترجعي إليها وتطبقي ما ورد بها من تمارين، خاصة تمارين التنفس التدرجي، وتعلمي أن تربطي ما بين التلاوة والشهيق والزفير، هذا يعطيك سعة في صدرك وطولا في نفسك؛ مما يُجمِّلُ من صوتك، ويجعلك أكثر استرخاءً.

هذا هو الذي أود أن أوجهك إليه، وفي بعض الأحيان نعطي أدوية بسيطة، هنالك عقار يُعرف باسم (إندرال IInderal) ويعرف علميًا باسم (بروبرانلول Propranlol) مشهور جدًّا ومعروف بأنه يتحكَّم بل يزيد الآثار الفسيولوجية للخوف؛ مما يجعل الإنسان يحسُّ بأنه أقل توترًا، لكن لا أعتقد أنك في حاجة لعلاج دوائي، أنت جيدة وممتازة، والذي يحدث لك هو ظاهرة طبيعية، وسوف تتلاشى من خلال تطبيق ما ذكرته لك من إرشاد.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • A_B

    انا ايضا اعاني من نفس هذه المشكلة ... و سببها هو قلة الثقة بالنفس ...

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً