الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل من علاج أتخلص به من الرهاب الاجتماعي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولا: أحب أن أشكركم على هذا الموقع العظيم، وعلى إجاباتكم المفيدة.

ثانيا: عندي رهاب اجتماعي، منذ حوالي 8 سنوات، وكل سنة أحس أنه في حالة أسوأ من التي قبلها، وقد حاولت أن أواجهه، وأتكلم مع الناس، وأختلط بهم، لكن ذلك كان يزيدني توترا واكتئابا، وأرى الناس سعداء في حياتهم، وأنا منطوٍ ووحيد.

بدأ هذا الوضع يؤثر على مستواي في الدراسة، وعلى علاقاتي مع الناس، وسألت واستشرت، ووجدت أن أفضل علاج لهذا الرهاب هو الزيروكسات، ولا أدري هل هو بالفعل يعالج أو لا، وهل له أعراض جانبية؟ وكيف هي طريقة عمل هذا الدواء؟ وكيف أستخدمه؟ وهل يحتاج لوصفة طبية في السعودية؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كما تلاحظ فإننا نُجيب على استشارات كثيرة جدًّا خاصًا بالرهاب الاجتماعي، والرهاب الاجتماعي هو أمرٌ نسبي، فبعض الناس تأتيهم مخاوف في مواقف اجتماعية بسيطة، والبعض تأتيهم في مواقف اجتماعية شديدة، والناس تختلف في درجة قبولهم وتفاعلهم وتخلصهم من هذه المخاوف.

أهم شيء في الرهاب الاجتماعي هو أن يُحقّره الإنسان، وأن يُصحح مفاهيمه حوله، كل الذين يعانون من الخوف الاجتماعي تجدهم يتحسسون ويخافون من الفشل أمام الآخرين، لذا تجد أن التجنب يُصبح منهجهم، وهذه مشكلة كبيرة جدًّا.

العلاج الأساسي يقوم على مبدأ المواجهة أو ما يسمى بالتعريض أو التعرض مع منع الاستجابة السلبية، والتواصل الاجتماعي هو أمر حتمي، وهنالك سبل ووسائل جيدة جدًّا في مجتمعنا يمكن أن يستفيد منها الإنسان، منها الحرص على حضور صلاة الجماعة في المساجد، ممارسة الرياضة الجماعية، زيارة المرضى في المستشفيات، مشاركة الناس في مناسباتهم الاجتماعية... هذه كلها أسس موجودة في مجتمعنا، وفيها خير كثير جدًّا للإنسان، وفي ذات الوقت يستطيع الإنسان أن يتطبع من خلالها ليواجه مخاوفه ويتخلص منها.

أنت أيضًا لديك فرصة عظيمة جدًّا أن تتفاعل مع زملائك الطلاب، وكذلك مع المعلمين، وأن تجلس دائمًا في الصف الأول، وأن تطور مهاراتك الاجتماعية من خلال النظر في وجوه الناس حين تقابلهم وتسلِّم عليهم، وأن تبدأ أنت بالسلام، متى ما كان ذلك مناسبًا، وأيضًا الإكثار من النشاط على مستوى الاجتماعي داخل المنزل والتفاعل مع الأسرة، وأن تكون صاحب مبادرات، وأن تحرص على بر والديك... هذا كله علاج وعلاج مهم جدًّا، احرص على هذه الأسس.

العلاج الدوائي هو علاج مكمِّل، الزيروكسات هو أحد هذه الأدوية التي تستعمل كثيرًا، وكذلك الزولفت، وكلها أدوية ممتازة وسليمة، أنا أفضل لمن يُعانون من الرهاب الاجتماعي لفترة طويلة أكثر من خمس سنوات؛ أفضل أن يذهبوا ويقابلوا الطبيب، حتى وإن كانت مقابلة واحدة أو اثنتين، والمملكة العربية السعودية الحمد لله تعالى بها عدد ممتاز جدًّا من الأطباء النفسيين الموفقين، فاذهب وقابل أحد الأطباء، ولن تحتاج لمتابعة كثيرة، وطبق ما ذكرته لك من إرشاد، وفي ذات الوقت سوف يصف لك الطبيب أحد الأدوية المعروفة بفعاليتها وسلامتها في هذا المجال.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً