الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل من علاج ناجع لمرض الشرى الجلدي؟

السؤال

السلام عليكم

مشكلتي أعاني منها منذ أكثر من سنة ونصف السنة، فعِندي حكة جلدية أشبه بوخزات الإبر، منتشرة في جميع جسمي، وقد تعبت من مراجعة الأطباء، فكل طبيب يعطيني مجموعة علاجات أغلبها لا تفيدني أساسا، وبعضها يقلل من حدة الحكة، ولكن لا يزيلها، وبمجرد تركها يعود الوضع كما كان، وكذلك منعت من العديد من الأطعمة والمشروبات، والتزمت بها ولكن لا فائدة، وأكثر الأدوية التي قللت الحكة بنسبة كبيرة هي (telfast 120mg).

أرجو من الله ثم منكم وصف العلاج.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ fahad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتصور أن ما تعاني منه –أخي الكريم- من خلال الوصف المذكور في الاستشارة؛ هو ما يعرف بمرض الأرتيكاريا أو الشرى، وفي العادة يظهر في طفح جلدي مرتفع عن الجلد, وانتفاخات, واحمرار, وحكة, أو وخز, وببعض الأشكال الالينيكية المختلفة الأخرى, وفي الحالات الشديدة يكون الطفح الجلدي مصحوبا بانتفاخ في الأنسجة المبطنة للحنجرة والأمعاء, ويشتكي المريض من ضيق بالتنفس, واضطرابات, وألم بالبطن, ويوجد نوعان رئيسان من الأرتيكاريا التقليدية.

النوع الحاد, والذي يلازم المريض لفترة قصيرة أقل من ستة أسابيع, وفي الغالب يكون سببه حدوث عدوى ميكروبية, أو تناول بعض المأكولات, أو الأغذية المحفوظة (مثل السمك والبيض والمكسرات والكيوي و ...) أو تناول بعض العلاجات, ومن أهمها المضادات الحيوية, والتطعيمات, أو بسبب لدغ الحشرات, وبالأخص النحل والدبابير.

النوع المزمن يلازم المريض فترات طويلة, ولا يوجد سبب واضح لحدوثه, وفي الغالب يكون هناك خلل مناعي يؤدي إلى زيادة إفراز المادة الكيميائية الهستامين في الجلد, وربما الأنسجة الأخرى, والتي تسبب الأعراض المذكورة سابقا.

في بعض الحالات تكون الأرتيكاريا عرضا أو جزء من أعراض بعض الأمراض المناعية, مثل الذئبة الحمراء, أو نتيجة للإصابة ببعض الأمراض العضوية المناعية, مثل أمراض الغدة الدرقية.

توجد أيضا بعض الأنواع من الأرتيكاريا مرتبطة بالأمور المادية, مثل تغير درجة حرارة الجسم, أو مع بداية العرق, أو التعرض للشمس, أو الماء, أو الضغط على الجلد.

علاج الشرى أو الأرتيكاريا يكون بوصف بعض مضادات الهستامين من الجيل الحديث مثل: (fexofenadine 180 mg, Deslorstidine 5mg, Levocetrizine 5mg) ويكون ذلك كافيا في أحوال كثيرة, ويمكن إضافة أحد مضادات الهستامين التقليدية مثل: الـ (Hydroxyzine 10 mg) مرة واحدة مساء إذا كانت الحالة لم تستجب بشكل كامل, أو مرضٍ, رغم استخدام الأنواع الحديثة بمفردها.

قد تلازم الأرتيكاريا المريض لفترات طويلة نسبيا، وقد تختفي بعد مدة قصيرة، فلا تقلق، ومن الجيد أن تستجيب على علاج بنوع واحد من مضادات الهستامين من الأجيال الحديثة، ولا تستعمل علاجات أخرى مكملة، وظهور الوخز مرة أخرى بعد التوقف عن العلاج هو أمر وراد في علاج مشكلتك، ولا مانع من الاستمرار على العلاج المذكور لفترات طويلة نسبيا.

وأنصح أن يكون ذلك تحت إشراف طبيب أمراض جلدية متخصص لمتابعة التحسن، والوقوف على أي متغيرات, وأيضا للتأكد من التشخيص, ومحاولة معرفة سبب حدوثه, وذلك بأخذ التاريخ المرضي للمشكلة بدقة, وفحص الجلد, وطلب بعض الفحوصات المعملية, أو الإجراءات الأخرى اللازمة.

وفقكم الله, وحفظكم من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً