الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سوء التدريس يلجئني إلى نظام الدراسة الحرة فيتشتت ذهني!!

السؤال

السلام عليكم

أنا طالب في كلية الهندسة أعاني حقيقة ليس من فرط صعوبة الدراسة بل من سوء التدريس في الجامعة لدي، ولذلك ألجأ إلى نظام الدراسة الحرة مع نفسي مع المتابعة على التوازي مع الكلية.

إذا وجدت (كورس مصور فيديو) يشرح نفس المنهج الدراسي الذي من المفترض أن آخذه في الكلية، هل ألجأ إليه أم أذهب إلى الدراسة من المرجع مباشرة؟ علماً أني إذا ذهبت إلى الدراسة من المرجع مباشرة أعاني من مشاكل الوقت، لأني آخذ وقتا طويلا في قراءة الفصل، أحيانا الفصل يصل إلى 150 صفحة.

إني أعاني من التشتت الذهني، والذي أفسره نتيجة لثقل الحمل، ونتيجة لأحلامي الشديدة، وأمنياتي التي أرغب في تحقيقها، هل هذا هو السبب؟ وإن كان أو لم يكن ماذا أفعل في هذا الصدد؟

إنني أتشتت أثناء الدراسة، وأحيانا أجد أربعة مراجع يشرحون نفس المادة، أو أربع كورسات فيديو يشرحون نفس المادة, فأتشتت وأشعر بالعجز، لأني بصعوبة أستطيع أن أنهي واحدا منهم أو أشاهد كورسا واحدا فقط!

أقر أني في الدراسة لا أجد منهم من يحفزني، كلهم يريدون أن يأخذوا أقل المستطاع حتى يسهلوا عليهم الامتحان في نهاية العام.

أنا لا أعتمد على ما يؤخذ في الكلية، ولكن الجو العام يوحي بالإحباط، فأسأل نفسي لماذا أفعل ما أفعله؟ أخاف أني أريد الرياء من وراء العلم، وأن أكون متفوقا حتى يشار إلي بالبنان، أخاف جدا من هذه الفكرة، وأن تكون نفسي في الحقيقة هكذا، ماذا أفعل؟ وكيف أحدد نيتي وأكون بالفعل صادقا مع نفسي، وأشعر بالصدق بالفعل، وليس كمن يكذب على نفسه؟

أفيدوني يرحمكم الله، وشكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على هذا السؤال الثاني، والذي قرأته بعد أن أجبتك على سؤالك الأول السابق، والآن عرفت أن مجال دراستك الهندسة.

إن الكثير مما يدور في سؤالك، يدور في ذهن الكثير من الطلاب، في السؤال عن الطريقة المثلى في الدراسة والمذاكرة، وليس هناك من طريقة واحدة للدراسة، فما يناسب طالب، قد لا يناسب طالبا آخر.

حاول أن تعرف الطريقة التي تناسبك أنت شخصيا، اسأل نفسك مثلا، هل أنا أحب الدراسة في الصباح أو في المساء، وبعد معرفة الجواب المناسب لك، حاول أن تكيّف حياتك ونشاطك اليومي على هذا الأساس.

بالنسبة لتعدد المراجع والمصادر، فإن النصائح التعليمية الكثيرة تفيد بضرورة أن تركز على مرجع واحد معتمد من قبل المشرف على تدريس المادة، ففي النهاية هو الذي يدرّس المادة، وهو الذي سيضع أسئلة الاختبارات، ولعلك تدرك خطأ أن تدرس مرجعا -مهما كان جيداً- غير المرجع المطلوب منك.

نعم يمكنك الاطلاع على مراجع أخرى إن استطعت أو بقي عندك وقت، ولكن ليس قبل أن تتقن ما في المرجع الأصلي المطلوب منك.

شخصيا أشجع الطلاب على دراسة المرجع أو المنهج المطلوب منهم عدة مرات، قبل أن يلتفتوا لمراجع أخرى إضافية.

في قضية النيّة، لا أدري فهذا أمر خاص بينك وبين ربك، وكلنا مأمورون طبعاً أن تكون النيّة لله تعالى وحده لا شريك له، وليس هناك من تعارض بين رغبتك في إرضاء الله تعالى، وبين أن تطمح إلى تحقيق منجز علمي أو هندسي تفيد فيه البشرية، وتخفف من آلام الناس ومعاناتهم، وكما في الحديث النبوي ما معناه (إن أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس).

وفقك الله، ونفع بك، وجعلك من المتفوقين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً