الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من مرض نادر وهو شلل المعدة وكسلها، فما علاجه؟

السؤال

السلام عليكم

أشكركم على هذه الشبكة الرائعة التي تهتم بأمور الناس.

الرجاء المساعدة، وأخبروني أين أذهب؟ وإلى أي طبيب وأي دولة.

منذ 8 أشهر وأنا أشكو من: ألم بالبطن والمعدة، وغثيان، وارتجاع مريئي، وشبع مبكر بأقل طعام، ونزول بالوزن، وهزال بالجسم، وألم رأس، وبعد عمل كل التحاليل والفحوصات المخبرية ومناظير الجهاز الهضمي للمعدة والقولون، وصور طبقية للبطن والرأس؛ والنتيجة: لا يوجد شيء -الحمد لله-. ولكن الأطباء شخصوا حالتي أنها شلل جزئي بعضلات المعدة وكسل شديد بها، حيث إنها لا تفرغ الطعام ولا تهضمه جيدًا، وتركوني بلا علاج؛ بسبب أنها حالة نادرة، ولا يوجد فحوصات لها.

أود سؤالكم عما يلي:

أولًا: ما هي الفحوصات التي تحدد نسبة الكسل وتثبته بشكل عملي، وهي غير موجودة بفلسطين؟ أرجو أن تخبروني ما هي؟ وأين أعملها؟

ثانيًا: ما هو وأين العلاج لهذه الحالة، سواء كان دوائيًا أو جراحيًا؟ وهل الأدوية آمنة؟ وما مضاعفاتها؟

كما أن عندي إمساكًا مزمنًا، وجربت كل الوصفات الطبيعية والألياف والمسهلات؛ لذا أطلب من حضرتكم دواء يعيد حركة الأمعاء ويكون آمنًا.

لقد قرأت بالنت أن سبب هذه الحالة، هو مرض السكر والأدوية النفسية، وأنا لا يوجد معي مرض السكر، فهل أنا الذي تسببت لنفسي بهذا؛ لأني كنت آخذ أدوية نفسية لمدة ثلاث سنوات، وهي (زانكس)، عيار نصف حبة يوميًا، و(سيبرالكيس)، حبة يوميًا؟ وهل هذه الأدوية هي السبب، خاصة (الاكزنكس)؟

أرجو من حضرتكم الرد على كل سؤال بشكل مفصل؛ حتى يتسنى لي معرفة الأسباب والعلاج والوقاية؛ لأن حالتي نادرة وصعبة، وأعيش بمرارة وحزن. وأهم شيء أن تدلوني على الدولة والطبيب –إذا أمكن-.

ما الحل النهائي؟ حيث إني سمعت أنه يتم زرع منظم مثل القلب.

جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إياد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التأخر في عملية إفراغ المعدة يؤدي إلى مكوث الطعام في المعدة لفترات طويلة أكبر بكثير من المعتاد، وهو حوالي 3 إلى 4 ساعات، وينتج عن ذلك: توسع المعدة، والارتجاع المريئي، والتهاب المريء، وقد يصاحب ذلك ألم البطن، والقيء المستمر، والحموضة، والانتفاخ، وسوء الهضم، وارتفاع نبض القلب، وفقدان الشهية، والهزال.

هذه الظاهرة يمكن أن تحدث على شكل مشكلة حادة، وتتحسن عند من يصابون ببعض الالتهابات، وبخاصة الفيروسية، ويمكن أن تكون مشكلة مزمنة، وتحدث عند ثلث المرضى بدون سبب محدد، وعند البعض تحدث كنوع من مضاعفات مرض السكري ومشاكل الأعصاب المغذية للمعدة، وعند البعض تكون بسبب عوامل وراثية أو عند من يعانون من مشاكل في الأكل، وعند من يعانون من مشاكل متعلقة بالضغوط النفسية والإحباط والقلق.

يمكن للطبيب أن يشخصها: بالتصوير الملون، والتصوير النووي، والمناظير، وبقياس ضغط العضلات المعدية والمريئية. والعلاج يختلف بحسب الشدة؛ فعند البعض يمكن أن يتناول المريض أدوية محفزة للمعدة، مثل: (الاريثرومايسين) و(الدومبيريدون) و(البيثانوكول) و(الميتاكلوبرامايد)، وهذه العقاقير تحفز المعدة على إفراغ محتوياتها إلى الأمعاء الدقيقة.

كما يجب على المريض تجنب الأطعمة الدسمة والدهنية والغنية بالألياف، وتناول وجبات صغيرة متقاربة، وعند فشل العلاج الطبي، فقد يجري الطبيب عملية جراحية تساعد على إفراغ المعدة بتوسيع مخرج المعدة, أما الأماكن التي تشخِّص مثل هذه الحالات، فهي المستشفيات التي بها خدمات للجهاز الهضمي المتقدمة، وهي متوفرة بالأردن وبمصر، لكن لا علم لي بالأمر في فلسطين, كما يجب عليك التركز على الجانب النفسي في الموضوع، ويمكن للدكتور/ محمد عبد العليم أن يكمل باقي الإجابة على هذا السؤال.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتور/ حاتم محمد أحمد، استشاري أول في طب الأطفال
تليها إجابة الدكتور/ محمد عبد العليم، استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكر لك التواصل مع إسلام ويب، وقد أفادك الدكتور/ حاتم محمد أحمد بكل التفاصيل المتعلقة باستشارتك الهامة، فأرجو أن تأخذ بما ذكر لك.

أما من حيث تأثير الأدوية النفسية –وهذا هو مجال تخصصي–، فأقول لك: إن الأدوية النفسية لا تُسبب شيئًا من هذا الذي حدث لك في المعدة، خاصة (السبرالكس)، و(الزاناكس) دواء قد يُسبب التعود، لكنك قد تخلصت منه، وهو ليس له أثر سلبي على الجهاز الهضمي أبدًا.

أخي الكريم، اطمئن من هذه الناحية، وأرى أن القلق ربما يكون قد ساهم في أعراضك هذه، أنت تناولت الأدوية النفسية في وقت سابق، ولم توضح لنا الأسباب، لكن إن كان القلق هو أحد مكونات ما كنت تعاني منه، فأعتقد أن انشغالك الشديد بهذه الأعراض، ربما يكون قد جعل الجانب النفسي يساهم في هذه الأعراض.

لذا أقول لك: الجأ إلى الرياضة؛ فهي مفيدة جدًّا، وكن أيضًا شخصًا استرخائيًا، وتجنب الانفعالات النفسية السلبية بقدر المستطاع. وهنالك دواء ممتاز جدًّا نَصِفُه في حالات القلق الذي يؤدي إلى صعوبات في الجهاز الهضمي، الدواء يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل Dogmatil)، ويسمى علميًا باسم (سلبرايد Sulipride)، وهو يُحسِّن الوزن، ويُساعد أيضًا في إفراغ المعدة، وقد ذكر لك الأخ الدكتور/ حاتم بعض المكونات العلاجية.

الذي أراه –أيها الفاضل الكريم–، هو أن تتناول هذا الدواء، والجرعة هي خمسون مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم خمسون مليجرامًا صباحًا لمدة شهرين آخرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء، وقطعًا حين تقابل الطبيب يمكن أن تطرح له هذه الأفكار التي ذكرناها لك.

بالنسبة لإمكانية العلاج خارج فلسطين: ذكر لك الأخ الدكتور/ حاتم أن الأردن ومصر بهما إمكانيات ممتازة جدًّا، وتوجد المناظير المتقدمة التي ربما تُساعد في التأكد من التشخيص.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً