الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأكل يعود إلى فمي مرة ثانية بعد الأكل بساعات.. ما هذه الحالة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري 30 منذ سنوات، أعاني من عودة الطعام إلى فمي مرة ثانية بعد الأكل، ويستمر لمدة ساعات، خاصة مع اللحوم، ولست أعاني من حرقان، أو حموضة بالمعدة، أو أي من هذه الأعراض ﻻرتجاع المريء، ولكن ما أعانيه هو عودة قطع اللحم إلى فمي مرة أخرى؛ مما يسبب لي الحرج كثيرًا، وأنا الآن مقبل على الزواج، وعند ذهابي للطبيب أعطاني potion rivira and flagyl and pantoprazole،.

بالمناسبة أخي الأكبر عنده هذه العادة وأبي وأنا نعاني منها منذ سنوات، وأهملتها، ولكني الآن متضرر جدًا منها.

أفيدوني بالعلاج، جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ شادي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حسب ما ورد في الاستشارة من عودة الطعام للفم، فإن ذلك يدل غالبًا على الارتجاع المريئي، والارتجاع المريئي ينتج عن ضعف المعصرة بين المريء والمعدة، وهذه المعصرة عملها منع ارتداد الحمض من المعدة للمريء، وهذا يؤدي للشعور بالحرقة، والحموضة، وصعوبة البلع مع شعور بالغثيان أحيانًا، وقد يؤدي لرائحة كريهة للفم، وكذلك أحيانًا للسعال المزمن مع التهاب الحنجرة وبحة في الصوت، وتعطي أحيانًا آلامًا مشابهة لآلام القلب، وقد تؤدي إلى تضيق في المريء.

إن من الأسباب التي تؤدي لزيادة الارتجاع المريئي تناول الأطعمة الحارة كالفلفل والبهارات والشطة، وكذلك الأطعمة الحامضة كالليمون، والبندورة المطبوخة، والأطعمة المقلية والدهون، والبصل، والنعناع، والشوكولاته، والقهوة، والشاي، والكحول، والمشروبات الغازية.

التشخيص: يتم تشخيص الحالة عادة بالتنظير المعدي الذي يظهر ضعف وارتخاء بالمعصرة التي بين المريء والمعدة، العلاج يعتمد على الحمية أولاً، محاولة تخفيف الوزن بالابتعاد عن كل الأطعمة التي ذكرت سابقًا، أو التخفيف منها قدر الإمكان، عدم النوم بعد الطعام مباشرة.

عدم تناول الماء، أو العصير أثناء الطعام، التخفيف من حجم الوجبة الغذائية، والاعتماد على عدة وجبات صغيرة بدلا من وجبتين كبيرتين، وضع مخدتين تحت الأكتاف عند النوم للتخفيف من ارتجاع الحمض أثناء النوم، وهذا يعتبر فعالا بدرجة كبيرة.

المعالجة الدوائية: وأفضل الأدوية حاليًا هي ما تسمى ( مثبطة مضخة البروتين ) مثل: البارييت والاوميبرازول والنكسيوم، فينصح باستعمالها، ولفترات طويلة، ولكن بإشراف طبي.

والعلاج الجراحي: ويمكن أن يتم بالمنظار، ويتم فيه تقوية المعصرة، ونتائج العملية جيدة، وتعطي نتائج مريحة للمريض وتعتبر سليمة؛ لأنها بالتنظير، وليست بالتداخل الجراحي، ينصح حاليًا باتباع التعليمات السابقة والاستمرار على الأدوية المصروفة من قبل الطبيب مع المتابعة الطبية المستمرة.

ونرجو من الله لك دوام الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً