الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طفلي أتعبني بكثرة الحركة والصياح فماذا أفعل معه؟

السؤال

السلام عليكم

أحب طفلي، وعمره سنة وشهران، ذكي جدا، ولكن يتعبني من نواحٍ كثيرة، فهو حركي جدا، وإذا وضعته داخل السرير يبدأ بالصياح بصوت عال؛ فأخرجه، فأنا لا أحتمل الإزعاج والأصوات المرتفعة، وأيضا يقوم بعضّي، وحاولت أن أمنعه ولكن عندما يغضب أو يريد النوم يعضني أو يقوم بسحب شعري.

تعبت منه كثيرا، وحتى عند جلوسي أمام التلفاز أو أي شيء يحاول أن يخربه، أو يفصل سلكه إلا أن أقوم بمراقبته، ولا يحب اللعب بالتراكيب ومثل هذه الألعاب، ويبكي كثيرا، ولايجعلني أنام جيدا، فهو يستيقظ في وسط الليل ولا ينام حتى يؤذن الفجر، ويبدأ عملي، فأكون طوال النهار متعبة ومرهقة، أيضا أنا بعيدة عن زوجي لظروف خارجية، فماذا أفعل معه؟ وهذه الحالة منذ أن كان عمره 8 شهور، وأشعر بازديادها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الله حفظها الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح الأحوال، وأن يعيننا جميعا بنجابة العيال، وأن يحقق لنا بهم في طاعته الآمال.

لا شك أن حركة الطفل ونشاطه مما يبشر بالخير، فليس الأمر كما يفهم الناس، والإشكال إنما يكون في حالة الطفل الساكن الساكت، وأرجو أن يعطى فرصة أكبر، ومساحه أوسع للعب والحركة، ونتمنى أن تشاركيه اللعب، وننصحك بعدم الانزعاج لتصرفاته، أو الصراخ عليه، فإن ذلك مما يرسخ السلبيات، بل ينبغي أن تهتمي به إذا أحسن؛ لتزداد الحسنات، ومن المهم إزاحة يده بلطف عندما يحاول جذب شعرك أو شغل يده بشيء آخر.

ورغم أنه لم يتضح لنا من الذي يكون معه عند ذهابك للعمل، والأسلوب الذي يتعامل به معه، إلا أننا نؤكد أن من يخدمونه جزء من الحل، ونتمنى إفادتنا بالتفاصيل.

أما بالنسبة لقلة نومه، واستيقاظه منتصف الليل، فنتمنى عدم الانزعاج، ولكن المهم هو مراجعة طريقة نومه، والصواب أن ينام سعيدا، وأن تجتهدي في أن تكوني معه، وتحكي له قصة، وتتأكدي أنه تناول طعامه، وأنه لا يعاني من مرض أو ألم أوخوف.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، والاهتمام بالطفل؛ حتى لا يتسول العواطف، ويسعى في لفت النظر، ومن المهم الاستفادة من طاقته بتوجيهها؛ حتى لا تتحول إلى مصدر إزعاج وإتعاب.

لقد أسعدنا تواصلكم، ونسأل الله أن يوفقكم، ونشرف بمتابعة الابن المتميز، ونسأل الله أن يصلحه ويصلحكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً