الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طلب الزوجة قضاء العيد مع والديها

السؤال

أود أن أستشيركم حول مشكلة بيني وبين زوجتي بسبب العيد، فنحن متزوجان منذ أكثر من سنة، وطيلة هذه الفترة كنا نمضي العيد مع والدي، وهي الآن تريد أن نقضي العيد مع والديها مرة ومع والدي مرة بالتناوب، لكنني رافض لهذه الفكرة لأن أمي لا تتقبلها.

هل أنا ظالم لها بسبب موقفي هذا؟ علماً أنها متأثرة جداً من رفضي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نسأل الله أن يصلح لنا ولكم الذرية، وأن يعين الجميع على ذكره وشكره وحسن عبادته، ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً .

الصواب أن يُعين الرجل زوجته على البر بوالديها، وأن تجتهد هي أيضاً في مساعدته على الوفاء لوالديه، وهل هناك مانع من الاستمرار على هذا الذي تعودتم عليه من حضور العيد في منزلكم؟ خيرٌ للزوجة أن تكون مطيعةً لزوجها، وتؤثر رضاه على رضاها، وهذا يزيد من منزلتها عند زوجها وأهله، وسُفرح والدة هذه الزوجة طاعة ابنتها لزوجها؛ لأن طاعة الزوج مطلوبة شرعاً إذا لم يأمر بمعصية.

ليس للرجل أن يمنع زوجته من صلة أرحامها، لكن تلك الصلة والوفاء تكون بموافقة الزوج ورضاه؛ حتى تتمكن الزوجة من الجمع بين طاعة الزوج والوفاء للوالدين، علماً أن أولى الناس بالرجل أمه، وأحق الناس بوفاء المرأة زوجها.

أرجو أن تحاولوا حصار هذا الإشكال ومعالجته بالأسلوب المناسب؛ لأن رباط الزوجية أكبر من هذه الأمور الصغيرة، ويمكن أن تجتهد في إقناع الوالدة بضرورة أن تتركوا للزوجة فرصة لصلة والديها، واجعل تلك المحاولات بينك وبين الوالدة، والأفضل عدم إقحام رأي الوالدة في المشاكل الخاصة بكم؛ لأن هذا التصرف في الغالب لا يساعد في حل المشاكل، بل ربما يكون سبباً لتعقيد القضية، وقد يضعف شخصية الزوج عند زوجته وأسرتها.

اعلم أنه من حقك أن تقول لزوجتك العيد يكون مع والدي، ثم ننتقل لنشارك أسرتك في الفرحة، ولن نقصر في برهم كذلك؛ لأن من واجب الزوج أن يعين زوجته على الطاعات، ومنها البر بوالديها، وإذا فعل ذلك فسيعوضه الله بذرية بارة به بإذنه تعالى.

أسأل الله العظيم أن يؤلف بين القلوب، وأن يصلح لنا ولكم النية والذرية، وأن يعيننا جميعاً على البر والوفاء لآبائنا وأمهاتنا.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً