الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأخر الحمل.. وكلام الناس يضايقني !

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا سيدة عمري 24 سنة، متزوجة منذ سنة ونصف، ولم أرزق بأطفال، كنت أعاني من قلة الدورة الشهرية، وعدم انتظامها، وكثرة ظهور الشعر, فذهبت إلى طبيب استشاري بعد مرور سنة من الزواج، وتبين أنني أعاني من متلازمة تكيس المبايض pcos، وارتفاع في هرمون الغدة الدرقية، وهرمون الحليب، ووصف لي هذه الأدوية:

- dostinex 0.5 mg نصف حبة في الأسبوع.
- thyroxine 25 mg حبة يومياً في الصباح قبل الأكل.
- porgyluton لتنظيم الدورة الشهرية.

وأعاني كذلك من انتفاخ شديد في البطن، وآلام في الثدي، فهل ذلك بسبب تلك الأدوية؟ وهل هذه الأدوية صحيحة لحالتي؟ أم يجب علاج التكيس لحدوث الحمل؟ ومتى يمكنني اللجوء لعملية أطفال الأنابيب؟ وهل هناك احتمال إصابتي بمرض السكري؟ حتى لو كنت لا أعاني من الوزن الزائد، وهل تنصحونني بالعلاج بالأعشاب كالميرامية والبردقوش؟ وماهي الجرعة المناسبة؟ وهل يمكنني العلاج بالأعشاب والأدوية معا؟

دائماً أفكر بالحمل، وأتمنى أن أصبح أماً، وأتخلص من أسئلة الناس المتكررة عن سبب تأخر الحمل، وكلامهم الجارح، ولا أعرف كيف أتعامل معهم، وأشعر بالضعف والانكسار، والإحباط، أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سيرين حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الإنجاب هو أحد أهم أسباب الزواج، ولكن لا بد أن ندرك أن عدم القدرة على الإنجاب هو ليس بالضرورة مسؤولية المرأة وحدها، وهو خطأ شائع في الكثير من المجتمعات -خاصة العربية-، كما أن إنجاب الولد الذكر هو أيضاً ليس ذنبها، أو مسؤوليتها، وهو ما أكده العلم، والإنجاب مسؤولية مشتركة بين الزوجين، ومن المعلوم أن نسبة 40 % من حالات تأخر الحمل، يكون الزوج هو المتسبب فيها منفرداً، ونسبة 40 % أخرى تكون الزوجة هي المتسببة فيها منفصلة، والنسبة الباقية 20 % المسؤولية مشتركة، بمعنى أن هناك أسباب لدى الزوج، ولدى الزوجة في ذات الوقت تمنع الحمل، وتؤدي إلى تأخره.

وثقافة الغمز واللمز، رغم أن ظاهرها فيه الخير، إلا أن باطنها مؤلم، ولا داعي له، خصوصاً إذا كان الكلام أمام الناس، وعلى الزوج تحمل مسؤوليته، ونصح من حوله بعدم التحدث في موضوع الحمل والإنجاب أمام الزوجة، لعدم جرح مشاعرها، ولأن الإنجاب رغبة عند الزوجة، قبل أن يكون رغبة لمن حولها، وتأخره حالة مرضية، مثله مثل باقي الأمراض التي تصيب الناس، مثل أمراض الكلى، والكبد، وغيرها، ولا يعير الإنسان بمرضه، ولا ينقص من شخصيته شيئا، وله علاج مثله مثل غيره من الأمراض، والكثير من السيدات تأخرن في الحمل، ولكن مع العلاج، وضبط الوزن من خلال الحمية الغذائية، حملن وأنجبن بأمر الله -جل وعلا-.

وأتمنى من زوجك أن يتحدث مع أفراد أسرته، حول عمق مشاعره وتقديره لقلقهم، ويحاول أن يفهمهم أن الموضوع لا يحتاج إلى القلق، والتقدم الطبي والعلاج بأمر الله تعالى، يحل كثيرا من المشاكل، مع إمكانية الاستقلال في المسكن -ما أمكن ذلك-، وإيجاد حوار مشترك في موضوعات أخرى بعيدة عن موضوع الإنجاب والحمل، تكون مع باقي أفراد الأسرة، مع القراءة في الموضوعات المتعلقة بتأخر الإنجاب في المواقع الطبية العربية، لفهم الحالة وكيفية التعامل معها.

والخطوة الأولى المهمة هي: قيام الزوج بعمل تحليل المني رابع يوم من آخر جماع، وعرض النتيجة على طبيب الأمراض التناسلية، لإبداء النصح، ولا مانع من تناول منشطات جنسية، إذا كان الزوج يعاني من سرعة القذف.

ومتلازمة التكيس على المبايض أمر شائع بين السيدات، وأهم عنصر من عناصر العلاج هي الحمية الغذائية لإنقاص الوزن، خصوصاً لأن السمنة تؤدي إلى ارتفاع هرمون الأنسولين، وهرمون الذكورة، وهرمون الحليب، وحبوب thyroxine 25 mcg، تؤخذ لكسل الغدة الدرقية، وليس لنشاطها الزائد، وجرعة 25 قليلة، ويجب إعادة الفحص مرة أخرى للهرمون المحفز للغدة TSH، وفي حال ارتفاعه عن 5 يجب زيادة الجرعات إلى 50، ثم إلى 70، حتى يصبح الرقم حول 2 إلى 3.

ويجب الاستمرار على حبوب dostinex 0.5 mg، نصف حبة في الأسبوع، حتى تصل نسبة هرمون الحليب إلى الصفر، في ثلاث تحاليل متتالية بينهما شهر في كل مرة، وحبوب porgyluton لتنظيم الدورة الشهرية، هي هرمون البروجيستيرون، وهناك حبوب تسمى دوفاستون أقراص Duphaston 10mg، وهي هرمون بروجيستيرون صناعي لا تمنع التبويض، ولا تمنع الحمل، وتؤخذ قرصاً واحداً مرتين يومياً، من اليوم 16 من بداية الدورة، وحتى اليوم 26 من بدايتها، ثم تتوقفين عنه حتى تعطين الفرصة للدورة بالنزول، ويتكرر ذلك لمدة 3 إلى 6 شهور أخرى، حسب انتظام الدورة الشهرية.

وهذه الأدوية بالإضافة إلى دواء جلوكوفاج، أو سيدوفاج، تناسب حالات التكيس على المبايض، وهو دواء لعلاج مرض السكري، ولكنه يعالج -بأمر الله- التكيس على المبايض أيضا، بالإضافة إلى إنقاص الوزن، وهو عنصر أهم من الأدوية ذاتها، وهناك إجراء جراحي غاية في الأهمية، وهو عملية تثقيب المبايض بالمنظار الجراحي، وتعطي تلك العملية نتائج جيدة في حالات التكيس، ولكن يجب أن يجريها مختصون وخبراء في تلك العملية.

ويجب متابعة الحالة في الشهور الستة القادمة، قبل التفكير في التلقيح الصناعي، والسكري مرض له عناصر وراثية، بالإضافة إلى أنه مرض يصيب أكثر الذين يعانون من البدانة، دون الأجسام العادية، مع الاستمرار على تناول أعشاب البردقوش، والمرامية، وحليب الصويا، والخضروات، وكل ذلك يساعد على التبويض الجيد، ويحسن عمل المبايض، لما لها من بعض الخصائص الهرمونية، مع تركيز الجماع في الأسبوع الأوسط من الدورة الشهرية، لأن الأسبوع الذي يلي الغسل من الدورة، والأسبوع الذي يسبق الدورة التالية، لا يحدث فيهما الحمل.

كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، مثل: total fertility ويمكنك أيضاً تناول كبسولات أوميجا 3 أيضا يومياً حبة واحدة، مع تناول حبوب Ferose F، التي تحتوي على الحديد، وعلى فوليك أسيد، وأخذ حقنة فيتامين د حقنة واحدة 600000 وحدة دولية في العضل، لأنها مهمة لتقوية العظام، وللوقاية من مرض الهشاشة فيما بعد.

حفظكم الله من كل مكروه وسوء، ووفقكم لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً