الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تبت من علاقتي بفتاة ولكنها لا زالت تحاول التواصل معي، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد كنت على علاقة هاتفية مع بنت ثلاثينية، وبعد سماع خطورة هذه المعصية تبت، وأسأل الله الثبات، ولكن البنت ترسل لي ترغب بمواصلة العلاقة، حتى بدأت بالدعاء علي.

ماذا أعمل؟ مع العلم أني لا أستطيع الزواج بسبب مشاكل عائلية خارج هذا الموضوع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يُبارك فيك، وأن يُثبِّتك على الحق، وأن يتقبل توبتك، وأن يجعلك من عباده المؤمنين وأوليائه الصالحين.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإني أحمد الله تعالى أن عافاك من هذه المعصية، وأدعُو الله تبارك وتعالى أن يثبتك على ذلك، وبخصوص اتصال هذه الفتاة بك ودعائها عليك، فهذا أمر لا تشغل بالك به؛ لأنك لم تظلمها في شيء، وإنما أنت فعلت الحق الذي كان ينبغي عليك أن تفعله، وهذا الدعاء في هذه الحالة لا قيمة له ولا وزن، بل إنه سيأتي في ميزان حسناتك؛ لأنك تركته من أجل الله تعالى، واعلم أن من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه، ومن عفَّ نفسه عن شيءٍ في الحرام ناله في الحلال.

فلا تشغل بالك –كما ذكرت لك– بكلام هذه الأخت، ولا تُلق لها بالاً، ولا تستسلم لاتصالاتها، ولا تخش من دعائها؛ لأنها ظالمة وليست صاحبة حق، وعليك –بارك الله فيك– بالاجتهاد في طاعة الله تبارك وتعالى، وأن تجتهد في ملء فراغك بعمل صالح كصحبة صالحة، أو خدمة للإسلام أو للمسلمين في المسجد، ومساعدة إخوانك في المركز الإسلامي، أو المسجد الذي تُصلي فيه، وكذلك أن تشغل نفسك بشيء من الدراسة أو طلب العلم، عسى الله تبارك وتعالى أن يُبارك في وقتك، وأن يجعلك من العلماء العالمين؛ لأننا نحتاج إليكم لدعوة غير المسلمين في بلاد المهجر، وإن لكم دورًا عظيمًا ينبغي عليكم أن تقوموا به، وهي تصحيح صورة الإسلام العظيم في نظر هؤلاء الغربيين، الذين وصلهم الإسلام مُشوَّهًا أو مشوَّشًا، ولذلك يُعادونه وينقمون على أهله، ويشُنُّون عليه حُروبًا نفسيَّةً وإعلاميَّةً وعسكريَّةً.

وأنصحك بطلب العلم الشرعي، خاصة فن الدعوة؛ حتى تستطيع أن تكون سببًا في هداية هؤلاء.

أما أنك لا تستطيع الزواج بسبب مشاكل عائلية، فعليك بالصبر الجميل، والابتعاد عن المثيرات، وعليك بالصوم فإنه وِجاء كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)، وأشغل نفسك بطاعة الله، والذكر، والاستغفار، وتقوى الله؛ فإنها مفاتيح للرزق وسعته.

نسأل الله أن يهدينا ويهْدِي بنا، ويجعلنا سببًا لمن اهتدى، ويثبتنا وإياك والمسلمين على الحق، وأن يستعملنا ولا يستبدلنا.

هذا وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • تونس kha

    ان شاء الله توبة نصوح ايها الاخ ياريت شباب المسلمين الاتعاظ من هذا المقال
    اريد التطرق لموضوع

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً