الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي لا تحب أهلي وتحكي لوالدتها عن كل شيء.. فماذا أفعل؟

السؤال

زوجتي أحس أنها لا تحب أهلي، وتحكي لوالدتها عن كل شيء، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هشام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك في موقعك إسلام ويب، وإنَّا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدِّر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوصِ ما تفضلت بالسُّؤال عنه فإنَّنا نحبُّ أن نجيبك من خلال ما يلي:

أولا: هناك حقائق لا بد أن نقررها ونحن نعالج أي مشكلة عرضية في حياتنا، وأول تلك الحقائق: أن الحكم لا يبنى إلا على يقين، وحديثك عن إحساسك أنها لا تحب أهلك قد يكون صوابا وقد يكون خطأ، ولا ينبغي أن تبني عليه أي حكم.

ثانيا: أنت مطالب شرعا بحب والديك وخدمتهما، وبذل كل غال ونفيس لأجلهما، لكنها ليست مطالبة شرعا بما مطالب أنت به، فليس واجبا عليها خدمة أهلك، وعليه فالعاقل -أخي الحبيب- هو من يزرع المحبة في قلب الزوجة لأهله، ويزرع المحبة في قلب أهله لزوجه.

ثالثا: الزوجة -أخي- إذا أحبت فعلت كل شيء؛ لأن أغلى الناس عندها بحكم الفطرة هو زوجها، وانتبه معي إلى هذا الحديث لتعلم هذا الأمر وتقتنع به، حين عاد النبي -صلى الله عليه وسلم- من غزوة أحد لقيته حَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشٍ، فَنَعَى لَهَا النَّاسُ أَخَاهَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَحْشٍ، فَاسْتَرْجَعَتْ وَاسْتَغْفَرَتْ لَهُ، ثُمَّ نُعِيَ لَهَا خَالُهَا حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَاسْتَرْجَعَتْ وَاسْتَغْفَرَتْ لَهُ، ثُمَّ نُعِيَ لَهَا زَوْجُهَا مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، فَصَاحَتْ وَوَلْوَلَتْ! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (إِنَّ زَوْجَ الْمَرْأَةِ مِنْهَا لَبِمَكَانٍ) لما رأى من جزعها على زوجها وصبرها على أخيها وخالها. فزوجتك -أخي- حين ترى الود منك والحب والمعاملة الطيبة تبيع الدنيا لأجلك.

رابعا: يخطئ بعض الشباب حين يربط مصير علاقته الزوجية بفرض حب أهله على زوجه، هذا أمر، وعلاقتك بزوجك أمر آخر، ونحن نقول لكل من يريد علاقة طيبة بين الأهل والزوجة: ماذا قدمت لها على المحيط الشخصي؟ وماذا فعلت كي تقرب بينهما؟

خامسا: أما حديثها لأمها فاعلم -بارك الله فيك- أن هذا ديدن النساء، وأن هذا ليس شيئا يقلقك إذا كان الحديث للمشورة وأخذ الرأي منها، فالأم أحرص الناس على استقرار حياة ابنتها، ولن تنصحها بما يضرها أو يضر بيتك، لكن إن رأيت أن الحديث مع أمها يشتمل على كل الأمور حتى الخاصة نبهها إلى حرمة ذلك، واجعل الرقيب عليها ربها عز وجل، أخبرها أنك لا تجيز لها أن تفعل ذلك، وأنك خصيمها بين يدي الله إن أفشت سرا معينا أنت لا تريد لأحد أن يعلمه، ثم بعد أن تقول ذلك انس الأمر ولا تفتش خلفه.

أخيرا نرجو منك أن تتحلى بالحكمة في التعامل مع زوجك وأهلك، وأن تبني أحكامك على القطعيات لا الظنيات، وأن تتحاور مع زوجك، وأن تأمنها عند الفرح أو الحزن أو الغضب، كن واثقا أن الزوجة تحب زوجها خاصة إذا كان ودودا، اشتر هدايا على نفقتك الخاصة وأخبرها أن تعطيها لأمك، على أن تشتمل تلك الهدية هدية لها خاصة، وافعل ذلك مع أمك، وانقل الكلام الطيب، وإن لم تجد فاختلق كلاما عاما كقولك لزوجك: أمي تمدحك وتمدح تربيتك، ولأمك: زوجتي ترتاح للحديث إليك مثلا، المهم أن تكون بلسما يداوي هنا وهناك.

نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يحفظ زوجك.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً