الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحببت شابًا ثم تركته خوفًا من الله.. كيف أنصحه لترك طريق المعاصي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تعرفت على شاب وأحببته حباً شديداً، وشاء الله أن نفترق، وأن يذهب كل واحد منَّا في طريقه، وأنا بعد ما افترقنا سلكت طريق الله، وقررت التوبة والهداية، وتركت كل المحرمات.

سجلت في تحفيظ القرآن، وبدأت بتعلم العلم الشرعي، لكن ما زال ذلك الشاب في مخيلتي، ولا أستطيع نسيانه، وأكثر ما يؤلم قلبي أنني أعرف أنه يسلك الطريق الخطأ، وما زال غارقاً بشهوته، ويفعل ذنوباً كثيرة هدانا الله وإياه، ولا أستطيع التحدث معه ونصحه، أريد طريقة لأنصحه، بحيث لا يعرف أني أنا المرسلة.

وهل يجوز أن أستغفر الله عنه، وأدعو له بصلاة الوتر، وأتصدق عنه، وأتصدق عنه صدقات جارية؟ حتى أني أحياناً أقدمه على نفسي؛ لأني أحبه كثيراً، وأخاف عليه، وخاصة أنني أعرف بعض أخطائه فيزيد خوفي عليه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك في موقعك "إسلام ويب"، وإنَّا لسعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدِّر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوصِ ما تفضلت بالسُّؤال فإننا نجيبك من خلال ما يلي:

أولاً: شكر الله لك توبتك، ونسأل الله أن يثبتك على الحق، وأنت الآن أختنا الفاضلة قد استشعرت لذة الطاعة، فالله الله في نفسك وتدينك، اثبتي على الحق الذي أنت عليه، واحمي تلك الأوبة بصحبة صالحة تعينك على طاعة الله عز وجل، وتعينك على الثبات على الطريق، فالمرء كثير بإخوانه.

ثانيًا: قد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن الدين النصيحة، ولكن بضوابطها المعلومة بالشرع، والشاب غريب عنك، وكثرة التفكير فيه قد تكون حيلة من حيل الشيطان لاستدراجك إليه، وقد تاب الله عليك، ويجب عليك فورًا قطع كل العلائق بينك وبين هذا الشاب.

ثالثًا: ما الدافع أختنا إلى نصحه؟ هل لأنه عاص وتريدين أن تحتسبي الأجر عند الله؟ في محيطك كثير من النساء العاصيات، بين محارمك كثير من الشباب العاصين، فإذا كان هذا هو الدافع فقد أوجد الله لك أرضًا خصبة فتوكلي على الله واعملي فيها، أما إذا كان الدافع حب سابق، فهذا أختنا أمر محرم، ولا يجوز لك التفكير فيه، ولا الذهاب لنصحه بطريق مباشر أو غير مباشر، لا نريدك أن تشغلي نفسك به حتى لا يضطرب ميزان الاعتدال عندك، وتضعف رغبة التدين لديك.

رابعا: قد قال الله عز وجل لنبيه محمدا صلى الله عليه وسلم: { إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ}، وقال كذلك: { إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ}، وأنت أختنا الكريمة أمامك حياة تحتاج منك إلى جهد، ومعك قلب يحتاج إلي ثبات، وشغلك في هذه المرحلة بنفسك وبالمحيطين من محارمك أولى، فالأقربون أولى بالمعروف.

نسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يهدي صاحبك، وأن يرزقك وإياه العمل الصالح، والعمل النافع.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً