الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من خجل ورهبة وتوتر بعد فقدي لأعز إخوتي، فكيف أستعيد عافيتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

عمري 22 سنة، وطالبة في الجامعة، أعاني من القلق المستمر والعصبية الزائدة والتوتر وكثرة التفكير، لا أستطيع النوم جيدا، ودائما ما أشعر بعدم السعادة، وقد يمض اليومان والأربعة ولا أنام، خصوصا في فترة الاختبارات، ودائما ما أحس بالقلق لأتفه المواضيع، وأستمر لساعات على السرير وعقلي مشغول لا ينام، بالإضافة إلى الخجل الزائد والرهبة عند ذهابي للكلية، أو عند حديثي مع أي أحد غريب، حيث أحس بزيادة في ضربات قلبي، وتعرق وثقل في خطواتي، وينتابني إحساس بالضيق، وتزعجني الأماكن المزدحمة والتجمعات، ودائما ما أبني حواجز بيني وبين الناس حتى في صداقتي، وأتمنى التخلص من هذا الخجل، ولكني شخصية كتومة جدا، لهذا أنا دائمة المرض بالمعدة والقولون العصبي.

أرجو أن تجدوا لي حلا، أريد أن أكمل مستقبلي ودراستي بسلام، وأطرد هذا القلق والخوف، وأرتاح في نومي، فأنا أكاد أجن.

ملاحظة: لم تكن حالتي النفسية بهذا الشكل إلا بعد أن توفي أقرب إخوتي لي قبل سنتين، فأصبحت فتاة تعيسة وقلقة وعصبية ومنعزلة، وهذا أثر علي صحتي، لأني مصابة بالأنيميا المنجلية.

أريد مساعدتكم لأعود كما كنت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ amon حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أيتها الابنة الكريمةَ: أعراض قلق المخاوف متواجدة كثيرًا بين الناس في زمننا هذا، ونحن لا نريد أن نعتبرها مرضية، في حالات قليلة نعم قد يُطبق المرض على الإنسان للدرجة التي يمكن أن نقول إنه بالفعل يُعاني من حالة نفسية شديدة، لكن في حالتك هذه نعتبرها مجرد ظاهرة، وإن شاء الله تعالى هي ظاهرة عابرة.

كل ما تحدثت عنه يعتبر دليلاً على وجود شيء من قلق المخاوف، فقد أخذت مخاوفك طابعا نسميه بالخوف التوقعي، مع شيء من الانسحاب الاجتماعي، أما الأعراض العضوية مثل: أعراض القولون فهي قطعًا مرتبطة بالقلق.

بالنسبة لموضوع الأنيميا المنجلية: فأنت -إن شاءَ الله تعالى- تكونين قد وصلت الآن لنوع من التواؤم والتكيُّف لتعيشي معها، وأحسبُ أنك من الصابرين المحتسبين الذين يقبلون مثل هذه الابتلاءات، لا بد أن يكون توجُّهك على هذا النمط، فحياتك فيها أشياء طيبة، فيها أشياء جميلة، يجب أن تفكري وتتدبري وتتأملي هذه الجماليات لتتخلصي من السلبيات.

تناسي القلق من خلال أن تجعليه قلقًا إيجابيًا، وذلك من خلال رفع معدل فعاليتك في الحياة، وهذا لا يتأتى إلا من خلال حُسْنِ إدارة الوقت، حسن إدارة الوقت يتطلب النوم المبكر، ترتيب الأوراق –الأوراق الحياتية– بصورة صحيحة، الاجتهاد والمذاكرة، الاجتهاد في أمور الدين، بر الوالدين، هذا كله حقيقة يزيل القلق والتوترات.

الأمر الآخر هو: أنت تحتاجين لأحد الأدوية البسيطة جدًّا المزيلة لقلق المخاوف والتوترات، وعقار (زيروكسات Seroxat) والذي يعرف علمياً باسم (باروكستين Paroxetine) سيكون عقارًا مناسبًا، ولكن نسبة لإصابتك بالأنيميا المنجلية لا أريدك أن تتناولي أي دواء إلا عن طريق الطبيب المعالج.

أنا أرى أن الزيروكسات دواء سليم ودواء مناسب، لكن كما ذكرت لك أرجو أن تذهبي وتقابلي الطبيب، فهو دواء سوف يُفيدك كثيرًا جدًّا.

لكن الأشياء الأساسية في حياتك هي:

- يجب أن يكون التفكير إيجابيا.
- حسن إدارة الوقت.
- النظرة المستقبلية الواضحة والجلية، والتي من خلالها تُحددين مسار حياتك والاستفادة من وقتك، والوصول إلى أهدافك، هذا لا بد أن يكون هو هدفك.

أنت لست فتاة تعيسة أبدًا، كل الذي بك هو قلق ظرفي وقتي، حوّليه إلى إيجابي، واحرصي على ما ينفعك، واستعيني بالله ولا تعجزي.

أسأل الله لك العافية من كل أذى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً