الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي مدمن حشيش، كيف أنقذه من المعصية والدمار؟

السؤال

السلام عليكم

أنا سيدة متزوجة منذ سنتين، لدي طفل، وقبل سنة اكتشفت أن زوجي يتعاطى الحشيش، وهو طيب وحنون، ولا يوجد به عيب سوى الحشيش.

أنا لا أعرف ماذا أفعل؟ أتمنى أن يقلع عن هذه العادة، ويتعالج، لكن لا أعرف كيف وبأية طريقة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبدالمجيد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والثناء على زوجك والسؤال، ونسأل الله أن يقر عينك بهدايته، وصلاح الحال، وأن يوفقك للخير، ويحقق لنا ولكم الآمال.

لا شك إن انزعاجك في محله، فالاستمرار على الحشيش فيه تهديد للجميع، وتضييع لكافة الإيجابيات، وحكمتك وحسن تعاملك عامل أساسي -بعد توفيق رب الناس-، فاستعيني بالله واجتهدي له في الدعاء، وسلطي الأضواء على إيجابياته، واتخذيها مدخلا إلى قلبه، وطريقا إلى إصلاحه.

أرجو أن يشعر برفضك للحشيش، واجعلي غضبك لله، واحرصي على أن تكون المعالجة هادئة، لكنها حازمة، ولا تحاولي إدخال أحد، وتجنبي النصح له في حضور أطفالك أو غيرهم، فإن الأمر كما قال الشافعي:
تعهدني بنصحك في انفرادي وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس لون من التوبيخ لا أرضى استماعه
فإن خالفتني وعصيتني فلا تجزع إذا لم تعط طاعة

من المهم تذكيره بإيجابياته، وإظهار الخوف عليه لا منه، مع ضرورة الاستفادة من أمواله لاستخدامها في الخير والمصلحة؛ لأن في وجود الأموال في يده تشجيع له، ومن المفيد عزله عن رفقة السوء.

هذه وصيتنا لك: بتقوى الله، ثم بالاشتراك معه في الطاعات، وفعل الخيرات، والمسارعة في رضا رب الأرض والسموات، قال تعالى: (وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين).

سعدنا بتواصلك، ونسعد بالاستمرار في التواصل مع موقعك، ونفرح بوصول تفاصيل خاصة بالنسبة لزوجك، وصفاته وطبيعته ونفسياته، حتى نتعاون في وضع خطة دعوية لإبعاده عن الحشيش، ونسأل الله أن يتوب عليه ليتوب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً