الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لي جارة مسلمة كثيرة التردد علي والطلبات، كيف أتعامل معها؟

السؤال

السلام عليكم

لي جارة مسلمة من بلد آخر، طباعها مختلفة عني، وكذلك أولادها طباعهم مختلفة عن أولادي! أحاول دائماً أن أتجاهل علاقتي بها وأجعل العلاقة رسمية ولكن لا أستطيع، فهي كثيرة الطلبات.

كانت بداية تقوم بزيارتي هي وأطفالها بشكل شبه يومي، فحاولت التقليل من ذلك بالاعتذار لها أكثر من مرة، إلى أن قللت من ذلك كثيراً، تطلب مني طلبات كثيرة أقوم بعملها، ولكن لا أحس بنيل الثواب على ذلك، لأَنِّي أقوم بها من غير نفس راضية، وأتبرم منها، وأشكو لزوجي.

أجاملها لأَنِّي لا أستطيع أن أتصرف غير ذلك، لا أحب إحراجها، رغم أنني بدأت لا أبالي ببعض الأحيان بردة فعلي، ماذا أفعل؟

أشعر أحياناً أنني سيئة، خاصة إذا تصرفت هي بطيبة معي، ولكني أفضل أن تبقى علاقتي رسمية بها؟ الرجاء النصيحة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك في موقعك "إسلام ويب"، وإنَّا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدِّر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

بخصوصِ ما تفضلت بالسُّؤال عنه، فاعلمي -حفظك الله- أن الناس طبائع مختلفة وأحيانا تكون متنافرة، والأصل في العلاقة بين الناس أنها تقوم على المحبة والود (الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ)، قال أهل العلم: أي جموع مجتمعة, أو أنواع مختلفة.

أما تعارفها فهو لأمر جعلها الله عليه، فإذا كانت الأخت صالحة وطبائعها تختلف عنك، وتجدين عنتا في التواصل معها فلا حرج عليك أن تجعلي حدود العلاقة في حدها الأدنى، ولا يشترط من وجود العلاقة تنفيذ كل التكاليف التي تطلبها منك، إن كانت فوق قدرتك أو استطاعتك، فالأصل أن ما لا تستطيعين القيام به لا يحاسبك الله عليك.

إننا ننصحك أختنا بما يلي:

- عدم قطع العلاقة بها، خاصة وهي مسلمة، وربما تكون في حاجة إلي معونتك، وعدم تحميل نفسك ما لا تطيقين، والحديث الصريح إليها عن الأشياء التي تحبينها والأشياء التي لا تحبينها، في إطار من الود والتفاهم.
- إن شعرت أن الصراحة قد تحرجها أو قد تصرفها عنك فلا بأس بالتلميح.
- اجتهدي أن تتذكري المواقف الطيبة منها، حتى تتوازن عندك النظرة لها.
- إذا شعرت بأن فعل شيء لها ليس خالصا لوجه الله، فلا توقفي العمل ولكن جددي النية.

- تذكري دوما حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ شَهْرًا فِي مَسْجِدِي هَذَا، وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يَقْضِيَهَا ثَبَّتَ اللَّهُ قَدَمَيْهِ يَوْمَ تَزُولُ الأَقْدَامُ ).

أكثري من الدعاء لك ولها، وإنا نسأل الله أن يوفقك لكل خير والله المستعان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً