الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحس بألم في رأسي وبأني سأجن قريبًا.. هل حالتي هذه بسبب القلق؟

السؤال

السلام عليكم

عمري 25 سنة، منذ 5 سنوات وأنا أعاني من الخوف الشديد والوسواس، بدأ الأمر قبل 5 سنوات، حيث كنت مع أصدقائي ندرس من أجل امتحان النهائي، وأنا جالس أحسست بإحساس غريب من داخلي ومزعج، فخرجت لاستنشاق بعض الهواء، لكن عندما رجعت إلى أصدقائي أحسست أنني لست على ما يرام، شيء في صدري غير مرتاح منه.

مع العلم أنني كثير التفكير، وحساس جدًا أمام الناس، بعدها انصرفت عن أصدقائي، وأنا في الطريق الأفكار بدأت تتدفق بدون إرادتي، كأن الأمر جنون، أرعبني الأمر، وازداد خوفي وهلعي، وبدأت أهرول من أجل الوصول إلى البيت، وعندما وصلت إلى البيت ازداد رعبي، وبدأت أبكي، لا أعلم ماذا بي منذ ذلك الوقت؟

أنا على ذلك الحال أخاف من الجنون، قمت ببعض الأبحاث لكي أعرف ما بي، فوجدت أن السبب هو القلق النفسي؛ نظرًا لضغوطاتي النفسية، والأفكار السلبية والمواقف السلبية التي مرت عليّ.

بدأت أعرف المزيد من المعلومات حول القلق النفسي، وما هو فعلا قلق، أصبحت كل حالة استوعب ما هي، مثال: الألم في رأسي والإحساس بالقرب من الجنون، أعرف أن سببه قوة القلق (فقط رابط حصل).

لكن بعد مرور الوقت بدأت أحس بأخذ زمام الأمور بنفسي بنسبة مهمة، لاحظت الأمر إلى أن وقع المشكل أصبحت لا أقدر على التركيز في الصلاة، وتأتيني وساوس العقيدة، ولا أقدر على إيقاف هذه الأفكار المزيفة الوسواسية، فأصاب بالخوف في صلاتي؛ لأني دائمًا أقول هذا هو الجنون.

بعد ذلك بمدة خفت معاناتي من وسواس العقيدة، أصبحت أتغلب على مواقف وسلبيات الماضي، كنت أحس بألم القلق، ونفس الأمر الخوف من الجنون، رغم هذه المعاناة إلا أني أعلم أنني خلقت لكي أكون عبدًا سعيدًا، ولم أصب بالإحباط؛ لأني أعلم أنه سيأتي يوم تحل مشكلتي بإذن الله، فهل أبقى متفائلا وأزاول ما ينفعني في حياتي، وعليّ الاسترخاء أو ماذا؟

أنا عازم على تحسين نفسيتي بدون أدوية من صميم قلبي، علمًا أنني لم أتناول أي حبة دواء يومًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسماعيل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

الحالة التي أصابتك من الواضح أنها حالة قلقية، والقلق النفسي قد يأخذ عدة أشكال وصورٍ، والقلق النفسي كثيرًا ما يكون مُحيرًا لصاحبه حين تهجم نوباته الأولى على الإنسان.

أنت لديك درجة بسيطة جدًّا من الوسوسة أيضًا، والذي أراه أن دفاعيتك النفسية -الحمد لله- قويَّة، توجُّك الإيجابي واضح، وإرادة التحسُّنِ لديك ممتازة جدًّا، لذا أقول لك: تجاهل تمامًا هذه الأعراض، واجعل حياتك مليئة بالفعاليات، واجعل لحياتك هدفًا، ورتِّب وقتك، وأحسن إدارته، وأكثر من التواصل الاجتماعي، واحرص على أمور دينك... هذه هي الأسس الرئيسية من حيث التأهيل النفسي الصحيح والرصين، والذي يُساعد تمامًا على القضاء على الأعراض التي تشتكي منها.

أخِي الكريم: لا تقف موقفًا سلبيًا من الدواء، الدواء كثيرًا ما يُساعد الإنسان؛ لأنه يُقلل من وطأة القلق؛ مما يجعل الإنسان يُفكِّر بصورة إيجابية ليُطبق البرامج والآليات والتدابير السلوكية المطلوبة من أجل أن يجعل حياته مُفعمة بالخير والرجاء والإيجابية.

فيا أيها الفاضل الكريم: أنا أود أن أقترح عليك جرعة صغيرة جدًّا من دواء يعرف تجاريًا باسم (زيروكسات CR Seroxat)، ويسمى علميًا باسم (باروكستين Paroxetine)، والجرعة هي 12.5 مليجراما، تناولها يوميًا لمدة شهرين، ثم اجعلها حبة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا الدواء -إن شاء الله تعالى- يزيل عنك القلق والتوتر والوساوس، ويُعطيك شيئًا من تحسُّنِ المزاج الذي يدفعك دفعًا إيجابيًا، ومدة العلاج كما تُلاحظ قصيرة جدًّا، وكذلك الجرعة تعتبر هي من الجرعات الصغيرة التي ليس لها آثار جانبية سلبية بإذنِ الله تعالى.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً