الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحببت شابًا وأحبني وتقدم لي ورده أهلي، فما العمل؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا أرملة أحب شابًا ومتعلقة به ولا أستطيع فراقه، وهو كذلك، ويريد الزواج بي وتقدم لخطبتي أكثر من مرة، ولكن أهلي رفضوا، وأنا أتواصل معه عبر موبايل بخفية عن أهلي، ولا أحد يعلم بأمره.

وذات مرة أردت أن أراه في الليل عند نوم أهلي، ولكنهم أمسكوا به وحاسبوه، وضربوني بقوة.

أفيدوني -بالله عليكم- ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أرملة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يغفر لك، كما نسأله تبارك وتعالى أن يتوب عليك، وأن يعينك على فعل ما يُرضيه، وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يعوضك خيرًا عما فقدت، إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك فإني أقول لك: مما لا شك فيه أن هذا التصرف الذي حدث منكما -أنتِ وهذا الأخ- تصرف غير شرعي؛ لأنه لا ينبغي -مهما كانت الحاجة أو التعلق- أن نقع في الحرام الصريح، وكونه يأتيك ليلاً فمعنى ذلك أنه كان من الممكن أن يحدث بينكما أشياء لا تُرضي الله سبحانه وتعالى، وهذا هو الغالب، فإنه ماذا يريد منك؟ أو أنت ماذا تريدين منه؟ النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (ما خلا رجلٌ بامرأةٍ إلا وكان الشيطان ثالثهما).

فقطعًا إذا حدث بينكما لقاء –وخاصة أنك متعلقة به ولا تستطيعين فراقه– فلا يمكن أبدًا أن تسلم هذه اللقاءات مما حرَّم الله تبارك وتعالى، ولذلك أكرمك الله تبارك وتعالى بأن أهلك اطلعوا على الأمر وأدركوا الأمر قبل أن يتفاقم.

ومن هنا فإني أقول لك: احمدي الله تبارك وتعالى أنه لم يحدث هناك شيء مما يُغضب الله تبارك وتعالى من الكبائر، وإن كان حدث هناك شيء فنسأل الله تبارك وتعالى أن يغفره لك، وأن يتوب عليك، وعليك أن تتوبي إلى الله تعالى من هذا الخطأ؛ لأن ما عند الله تبارك وتعالى لا يمكن للعبد أن يصل إليه إلا بطاعة الله، فالوقوع في المعاصي لا يؤدي إلى حل المشكلة، وإنما يُعقِّدها، وأنتما بهذا الأمر تُعقدان المشكلة؛ لأن أهلك الآن أصبح من المستحيل أن يقبلوه زوجًا لك، خاصة وأنه تقدَّمَ أكثر من مرة ورفضه أهلك قبل أن يفعل هذا، فما بالك الآن وقد فعل ما فعل.

فليس أمامك –أختِي الكريمة– إلا أن تصبري، وأن تحتسبي أجرك عند الله تبارك وتعالى، وأن تتركي هذا الحرام، وأن تسألي الله تبارك وتعالى أن يُعوضك خيرًا، واعلمي أن من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه، وأسأل الله تبارك وتعالى أن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك، وأن يمُنَّ عليك بزوجٍ صالحٍ طيبٍ مباركٍ يكون عونًا لك على طاعته ورضاه.

وحاولي قدر الاستطاعة أن تسألي الله تبارك وتعالى أن يُخرج محبته من قلبك؛ لأن الوضع الآن أصبح من المستحيل أن يقبله أهلك خاصة بعد الذي حدث بينكما، فبدلاً من أن تظلي في هذا العذاب وهذه المشقة أنصح بالتوجُّه إلى الله بالدعاء أن الله تبارك وتعالى يقدر لك الخير حيث ما كان، وأن يرزقك الرضا به، وأن يُخرج محبته من قلبك، وأن يمُنَّ عليك بمن هو أفضل منه في دينه وخلقه، إنه جواد كريم.

هذا وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً