الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شكوى الزوج من إساءة الزوجة في تصرفاتها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من مشكلة في زوجتي، فهي كثيرة السؤال، وكثيرة التكرار في السؤال، وبعض الأحيان الإساءة في اللفظ والعمل، ووصلت الأمور بعض الأحيان بالإساءة إلى أهلي.

علماً أنها طيبة القلب، ولا تقصد الإساءة أبداً، ذلك حسب ما تقول هي، ولقد نفر قلبي من تصرفاتها الغير مسئولة في كثيرٍ من الأحيان، وأنا أحبها، لكن المشكلة أن تصرفاتها بدأت تضغط علي مؤخراً، وأخاف أن أظلمها معي أو أن أُظلم منها، حيث أنني أريد أن أعيش حياةً هادئة مرتاحة بدون ذلك الجو من التوتر والتشنج.

لذا أريد منكم أن توجهوني إلى صواب الأمور كي لا أُظلم أو أظلم نفسي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضلة / عيسى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يصلح لك زوجك، وأن يذهب عنها السيئ من طباعها، وأن يرزقك معها الأمن والأمان والسعادة والاستقرار والذرية الطيبة.

وبخصوص ما ورد برسالتك: فيبدو لي والله أعلم أن زوجتك ضحية تربية كانت هذه طبيعتها، وكما لا يخفى عليك أن الطبع غلاب، وأن الإنسان يحتاج إلى فترة طويلة وعزيمة قوية صادقة وملكات نفسية وعلمية حتى يتخلص من تلك الرسوبيات التربوية التي نشأت معه منذ نعومة أظفاره بلا دخل منه، بل لعلها أصبحت تشكل له عقبة، إلا أنه غير جاد في التخلص منها نظراً لعدم شعوره بخطورتها، ولعل زوجتك من هذا الصنف، وتحتاج منك إلى مزيد من الصبر؛ لأنها غالباً ما تشعر بالألم دون أن تبوح لك به، خاصة إذا كانت الأمور كثيرة ومتكررة .

كذلك تحتاج منك إلى محاولة مساعدتها في التخلص من ذلك، بأن تعقد معها جلسات مصارحة، وتبحث معها عن أساس المشكلة وخطورتها، وتبين لها ما تشعر به من ضيق من هذه التصرفات، واسألها عن رأيها فيما يحدث لو كنت أنت صاحب المشكلة، واعرف منها تاريخ اكتسابها لهذه التصرفات، واتفق معها على ضرورة التخلص منها، وأشعرها بأنها قادرة على ذلك، وأن الأمر ليس مستحيلاً، وحاول مساعدتها قدر استطاعتك، خاصة وأنها طيبة وأنك تحبها، ولا مانع من أن تطلب منها أن تعرض نفسها على أخصائية نفسية أو اجتماعية، وبذلك سوف تشعر بالخطر وتحاول أن تنفي عن نفسها هذه التهمة لتثبت لك أنها من أفضل النساء، وهنا تطلب منها أن تقدم الدليل على ذلك، وكلما بدأت تعود إلى سالف عهدها حاول تذكيرها فوراً، وبشيء من المراقبة الدائمة والملاحظة القوية يمكنك مساعدتها في التخلص من ذلك، وعليكما بالدعاء معاً أن يوفقكما الله في ذلك، ونحن هنا بالموقع نشاطركما الدعاء.
والله الموفق.




مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً