الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم أستطع الإقلاع عن العادة السرية وأهمل دراستي .. ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أنا شاب في الـ 19من عمري، ولدي مشكلتان، وأرجو من فضيلتكم المساعدة والنصح لحل هذه المشاكل:

1- لم أستطع الإقلاع عن العادة السرية، مع العلم أني أصوم 4 أيام في الأسبوع امتثالا لحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- وأقوم الثلث الأخير، وأدعو الله، وكذلك دعوت في رمضان بعد الإفطار، لكن دون جدوى، وأنا أقوم بهذه العادة من الجمعة للجمعة فقط؛ لأني أكون حينها مفطرًا.

2- أنا أهمل دراستي، وأهتم بالجانب الديني فقط، حيث إني في وقت فراغي أستطيع حمل القرآن، وأحفظ ما تيسر لي، ولا أستطيع أخذ أحد دفاتري لمراجعة دروسي، وهذه العادة متكررة.

شكرًا على المجهودات التي تقومون بها لإصلاح الأمة العربية والإسلامية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الصادق حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

ابننا العزيز، نقول لك:
أولاً: الحمد لله على حرصك واتباعك لتوجيهات وإرشادات النبي -صلى الله عليه وسلم- والحمد لله على تعلقك بكتاب الله الكريم، ونسأل الله تعالى أن يوفقك في أمور دينك ودنياك.

ثانياً: ممارسة العادة السرية -كما تعلم- لها آثارها الصحية والنفسية، وأيضاً تمتد إلى التأثير على العلاقة الزوجية فيما بعد، لذلك ننصحك بالإقلاع عنها فورًا، ولا تيأس، واعتبر ذلك من الابتلاءات، وأسأل الله تعالى أن يغنيك بفضله.

وللتغلب على ممارسة العادة السرية يمكنك اتباع الآتي:

1- حدد يوماً معيناً للإقلاع عن هذه العادة، وليكن يوماً له أثر طيب على نفسك، ثم وقّع مع نفسك عقداً ملزماً لإنهاء هذه العادة نهائياً، واستعن بالله، وأكثر من قول: (حسبي الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم).

2- كما تعلم إن الصوم يكسر الشهوة الجنسية، وقد كان مانعًا لك طيلة أيام الأسبوع ما عدا يوم الجمعة، وربما يكون الوضع أسوأ من ذلك إذا لم تصم. ونحن -لا شك- نصدق الحديث، ونكذب أنفسنا.

3- التفكير دومًا في أضرارها، ويا حبذا إذا دوّنت ذلك في مذكرة، واطلعت عليها كل يوم.

4- لا تجلس لوحدك كثيراً، وحاول ملء الفراغ بما هو مثمر ومفيد، وخاصة يوم الجمعة حاول أن تشغل نفسك بأي نشاط، ولو أدى ذلك للخروج من المنزل.

5- إذا أتتك الرغبة لممارسة ذلك حاول تجاهل الأمر، وفكر في ممارسة نشاط آخر، وتذكر أن الله تعالى يراقبك ومطلع على ما تفعل.

6- ابتعد عن كل ما يهيج الرغبة الجنسية (صور، أفلام، مناظر، قصص ... الخ).

7- مارس الرياضة بشكل منتظم، وكما كانت لك إرادة قوية في الصوم كذلك نتمنى أن تكون لك إرادة قوية في ممارسة الرياضة.

أما بالنسبة للمذاكرة فهي تحتاج منك إلى ترويض النفس عليها، ويمكن أن تصبح عادة، ونرشدك بالآتي:

أولاً: ضع لك أهدافًا واضحة، واكتبها بحيث تسهل قراءتها بين الحين والآخر، وتذكرها باستمرار، خاصة الهدف الرئيس الذي تريد تحقيقه.

ثانيًا: داوم على الصلوات الخمس في مواعيدها، وخاصة صلاة الصبح؛ لكي تنعم بالبركة في وقتك.

ثالثاً: حدد الأوقات التي يكون فيها مزاجك معتدلًا ومستقرًا، وذهنك متيقظًا للاستيعاب والفهم؛ لكي تكون هي أوقات المذاكرة. فبعض الطلاب يفضل المذاكرة في الصباح الباكر، والبعض الآخر يفضلها في الفترة المسائية.

رابعاً: حدد أوقاتًا للترفيه، والتزم بها، ولتكن متخللة لبرنامجك اليومي، ولفترات قصيرة.

خامساً: حدد أوقاتًا للراحة والنوم، والتزم بها؛ حتى تنتظم ساعتك البيولوجية.

سادساً: اتبع الطرق المناسبة في مذاكرة المواد، مثلاً: مواد العلوم الاجتماعية أفضل طريقة لمذاكرتها التلخيص والمناقشة، والرياضيات حل التمارين، واللغات الممارسة، ومواد الحفظ التكرار.

سابعاً: قم بوضع جدولك وفقاً للمعطيات السابقة، وقيّم مدى التزامك به يومياً، مثلاً: إذا التزمت به تماماً اعط نفسك 10/10، وهكذا تقل الدرجة إذا قلّ الالتزام، وفي نهاية الأسبوع قم بوضع هذه الدرجات في صورة رسم بياني يوضح إنجازك لكل يوم، وتذكر عوامل النجاح والفشل التي أدت إلى التزامك أوعدمه لكل يوم؛ لكي تقوم بتعديل أو إصلاح خطتك.

وفقك الله تعالى لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً