الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشكلتي هي ضعف الثقة في النفس .. وسببها بعض الأمراض النفسية

السؤال

السلام عليكم.

أنا شابٌ، عمري 16 عاماً، مشكلتي هي ضعف الثقة بالنفس، والسبب أن عندي بعض الأمراض النفسية، وفي أغلب الوقت كل ما أقرأ عن الأمراض النفسية والأمور الدينية والدنيوية أجد لنفسي عيوباً أكبر، وأمراضاً أكثر، وأحاول أن أصلحها.

مثال ذلك: أتخيل مواقف وأحداث من خيالي، وأتخيل تفاصيلها، وأفكر فيها في وقت الفراغ، مع العلم أنها أحداث عادية جدا! لكني أتخيل مواقف وأعيش بها، وبالطبع هذا مرض نفسي.

وأيضاً أشعر أنني متناقض في الشخصية! وأدركت ذلك عندما قرت حديثاً عن الرسول فيما معناه: (أن من أسوأ الناس ذو الوجهين).

فمثلاً: أنا مع الناس الغرباء هادئ ومحترم جدا، ولكني مع أهل بيتي وبعض أصدقائي القليلين أصبح لبق في الكلام، وأضحك وأمزح مع الاحترام، لكن أشعر بأنني شخص مختلف نوعاً ما، فهل أنا ذو وجهين؟

وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ AMR حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى من الله العزيز أن يرفع شأنك ويقوي شخصيتك.

أولاً: نقول لك أنت في مرحلة عمرية فيها كثير من التغيرات الفيزيولوجية والنفسية، ومن ضمنها أحلام اليقظة والتركيز الشديد والمستمر في الذات، وهذا ليس مرضاً نفسياً كما سميته.

ثانياً: كل الناس لها محاسن ولها عيوب، والكمال لله وحده، فتقديرك غير الواقعي للآخرين ولنفسك ناتج عن النظرة السلبية لنفسك والتقييم المتضخم للآخرين، فحاول تعداد صفاتك الإيجابية، ولا تقارن نفسك بمن هم أعلى منك في الأمور الدنيوية، وغيّر المقياس أو المعيار الذي تقيّم به الناس، فأفضل المقاييس على الإطلاق هو المقياس المستمد من الكتاب والسنة، فتقوى الله عزّ وجلّ هي المحك الحقيقي لتقييم الشخصيات، فالمظهر الخارجي والوضع الاجتماعي والاقتصادي وغيرها من الأمور الدنيوية ليست هي الأصل الذي يجعلنا نحترم الناس أو نخاف منهم.

وذو الوجهين هو الذي يظهر خلاف ما يبطن، وقد لا ينطبق ذلك على السلوك الذي ذكرته، لأن ما ذكرته يدخل ضمن سلوكيات التعايش أو التأقلم مع المواقف الحياتية المختلفة، فليس عيباً أن يكون الشخص هادئ في موقف يتطلب الهدوء وكبح ما لا يليق بهذا الموقف، ويكون في موقف آخر على سجيته، ويطلق العنان لسماته الأخرى دون قيد أو شرط.

فالسلوك الإنساني هو نتاج لتفاعل مجموعة من العوامل، ومنها المعايير والقيم والمعتقدات التي ينشأ ويتربى عليها الفرد.

ثالثاً: كذلك موضوع الثقة بالنفس؛ يؤثر كثيراً في معاملاتك مع الآخرين، ولزيادة هذه الثقة اتبع ما يأتي:

1- قم بتعديد صفاتك الإيجابية وإنجازاتك، وحبذا لو كتبتها وقرأتها يومياً.
2- لا تقارن نفسك بمن هم أعلى منك في أمور الدنيا، بل انظر إلى من هم أقل منك، واحمد الله على نعمه.

3- عدم تضخيم فكرة الخطأ وإعطائها حجماً أكبر من حجمها، فكل ابن آدم خطاء، وجلّ من لا يخطئ، وينبغي أن تتذكر أن كل من أجاد مهارةً معينة أو نبغ في علمٍ معين مرَ بكثيرٍ من الأخطاء، والذي يُحجم عن فعل شيءٍ ما بسبب الخوف من الخطأ لا يتعلم ولا يتقن صنعته.

4- حاول تصوّر المواقف قبل حدوثها، وضع لك استراتيجية معينة للقيام بتطبيقها إذا حدثت مثل هذه المواقف.

لذلك -أخي الكريم- نرشدك بعدم التركيز في شخصيتك وصفاتك، بل انظر إلى ما حولك، وأشغل فكرك بما هو مفيد، ولا تعتقد أن الآخرين مهتمين ومركزين عليك، فهذه الفكرة قد لا تكون صحيحة.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً