الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل توجد خطوات لزيادة الثقة بالنفس وللوصول إلى الإبداع؟

السؤال

السلام عليكم.

لم أكن من الأوائل، ولكني كنت متفوقا –وكثيراً ما أخطئ– وخطئي هذا يقلل من ثقتي بنفسي، حيث إني أعود لما أخطأت فيه وأُخطئ نفس الخطأ، مع أنه يجب أن أكون قد تعلمت من أخطائي كما يقال، ولكني أجد أن هناك أشخاصاً لا يخطئون في تقديرهم لشيءٍ ما، فهل هذه قدرات معينة أنعم الله بها عليهم ولا أستطيع أن أصل إليها في يوم من الأيام، أم أن هناك طرقاً فعالة تمكنني من الوصول إلى هذه الدرجة من إصابة الحق، وأخذ الثقة في نفسي، كي أستطيع أن أنتقل إلى مرحلة الإبداع؟

هذا الموضوع يؤرقني حيث إني في مجال عملي أجد أناساً من نوعية هؤلاء حديثي التخرج والتعيين، وأنا أسبقهم خبرة وكفاءة، ولكن أتوقع أن يسبقوني في التدرج الوظيفي بهذه القدرات.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أخي الكريم: الإنسان جُبل على الخطأ، والذي لا يُخطئ لا يتعلم وليس ذلك عيباً، إنما العيب أن يكرر الإنسان الخطأ مع وعيه به.

أما بالنسبة للقدرات وتفاوتها بين الناس فهذا شيء مسلّمٌ به، وهو مبدأ الفروق الفردية، ولو تساوى كل الناس في القدرات والميول والاهتمامات لتعطلت عجلة الحياة، ولكن من حكمة الله تعالى أن جعل الناس مختلفين في ذلك، ويحتاج كل منا للآخر، فمن يُبدع في مجال معين قد يخفق في مجال آخر.

والمنافسة الشريفة الخالية من الغيرة والحسد محمودة في مجال العمل والوظيفة؛ لأنها تدفع الشخص لتفادي الأخطاء والتطلع إلى النجاحات.

وكما هو معلوم أن العمل مع الفريق أفضل من العمل الأحادي، وذلك للفوائد العديدة التي يتسم بها العمل الجماعي الذي تتكامل فيه الأدوار.

وإليك بعض الإرشادات، ربما تساعدك في موضوع التطوير:

أولاً: نقول لك التفكير في تطوير الذات؛ يُعتبر في حد ذاته الخطوة الأولى في التطوير.
ثانياً: حاول اكتشاف ما عندك أو ما تملك من قدرات وإمكانيات ومهارات، ثم ضع أهدافك وطموحاتك وفقاً لهذه القدرات، ولتكن الأهداف محددة وواضحة، واستعن بالله، ثم بذوي العلم والخبرة، في وضع واختيار تلك الأهداف.

ثالثاً: اقتدِ بسِير العظماء والنبلاء، وأولهم رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام.
رابعاً: اتبع منهج المواظبة والمثابرة في نشاطاتك الحياتية الموجهة للتطوير.

خامساً: قم بتقييم إنجازاتك بصورة دورية (كل يوم، كل شهر، كل سنة) واكتشف أسباب النجاح والفشل للاستمرار في النجاح ومعالجة الإخفاقات.

نسأل الله لك التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً