الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ارتكبت معصية وتحدثت مع شاب، فهل أنا زانية؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا فتاة ملتزمة وخلوقة، ولكن غرني الشيطان وتعرفت على شخص كنت أتكلم معه في الهاتف، ولكنه أصبح يتحدث عن الملابس، وماذا أرتدي، وكنت أوقفه عند حده، ولكنه في يوم تمادى، وبدأ يتكلم في أشياء خطيرة، فأغلقت الهاتف، وندمت على ما فعلت، وتركته منذ ذلك الحين، وخائفة من ربي، فهل أنا بفعلتي تلك أعتبر زانية؟

أرجوكم انصحوني، فأنا لا أعرف ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليديا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونهنئك على الانتباه والتوقف عن التواصل مع ذلك الذئب، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يتوب عليك وأن يصلح الأحوال، وأن يهيئ لك الزوج الصالح الحلال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

نتمنى أن تحافظي على التزامك وأخلاقك وتستري على نفسك، واتعظي بما حصل، واشكري الله عز وجل، واعلمي أن المؤمنة لا تلدغ من الجحر الواحد مرتين، وقد أحسنت بالتوقف، وننصحك بالستر على نفسك، وحبذا لو غيرت رقم التواصل الذي يعرفه ذلك الشقي.

ولا يخفى على أمثالك أن الشيطان يستدرج ضحاياه ويزين لهم فعل القبيح، والمشكلة أن الفتاة سرعان ما تصدق، والغواني يغرهن الثناء، أما الرجل فلا يكتفي بالكلام ولا يتوقف عنده، بل يظل يحاول ويلح حتى يسقط الضحية، ولهم في ذلك حيل وأساليب.

وأرجو أن تتوقفي تماما عن الكلام معه، أو إرسال الرسائل، وعلى من يريدك من الرجال أن يأتي إلى داركم من الباب، ويقابل أهلك الأحباب، واعلمي أن الرجل يحترم الفتاة التي لا تتوسع معه في الكلام، ويحتقر من تقدم التنازلات حتى لو تم الزواج، فإنها يهينها ويذكرها بجريها وراءه ويشك فيها.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ونذكرك بأن الندم توبة، وأن التائبة من الذنب كمن لا ذنب لها، وما حصل منك لا يعتبر زنا، ولكنه أمر مرفوض شرعا، والتوبة تمحو ما قبلها، فأكثري من الحسنات، فإنهن يذهبن السيئات، واقتربي من الصالحات، وتدرجي في العلم والفضل حتى تكوني من المصلحات، ونحيى فيك مشاعرك النبيلة وضميرك الحي الذي دفعك للتوقف عن الخطأ، وحملك على التواصل مع موقعك، ونسأل الله أن يثبتك ويسدد خطاك، وأن يحفظك ويتولاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً