الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل لتناول المسكنات سبب في اضطراب الدورة الشهرية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة غير متزوجة، عمري 26 سنة، في البداية: أوّد التعبير عن تقديري الكبير للقائمين على هذا الموقع، من مشايخ وأطباء وغيرهم، لخدماتهم الجليلة للإسلام والمسلمين، وأقول لهم: جزاكم الله عنّا كل خير، ثانياً: أرجو أن تتسع صدوركم للإجابة عن استشارتي، حيث أنني سأعرض فيها ثلاث مشاكل صحية، وكلي أمل أن أجد عندكم الجواب الشافي -بإذن الله-.

1- المشكلة الأولى: وهي تتعلق بدورتي الشهرية، حيث أنني بلغت عندما كان عمري 11 سنة ونصف، ولم تكن الدورة منتظمة في البداية، وكانت تصاحبها بعض الآلام، فأضطر لشرب الأعشاب المغلية، وأبتعد عن أخذ المسكنات، وداومت على هذا الوضع لمدة سنتين ونصف تقريباً، ثم أصبحت الدورة بعد ذلك منتظمة كل 28 يوماً، لمدة تتراوح بين 5-7 أيام، ويرافقها أوجاع حادة جداً في بعض الأحيان.

وعندما كنت في الثانوية العامة، ذهبت للطبيبة، لأن أوجاع الدورة كانت تضطرني للغياب عن المدرسة كل شهر يوماً أو يومين، وقد أجريت تصويراً للرحم، وكانت النتيجة سليمة -والحمد لله-، وفسرت لي الطبيبة أن ذلك أمر طبيعي، وربما وراثي، لأن والدتي كانت تشكو من نفس الأوجاع، وقد زالت عنها بعد الزواج والإنجاب، ووصفت لي حبوب Antadys، استخدمتها بارتياح لمدة 4 سنوات، ثم سمعت أنها قد تؤثر على الإنجاب مستقبلاً فتوقفت عن استعمالها، ومنذ سنتين تقريباً أصبحت أستعمل حبوب Apranax275mg، ومنذ ثلاثة أشهر أصبحت دورتي مضطربة ما بين 22، و24، و25 يوماً، فهل تكون الأدوية المسكنة سبباً في اضطراب الدورة الشهرية، أم أن للعامل النفسي الذي أعانيه من ضغوط العمل والمنزل له دور في ذلك، أم هل يكون السبب وجود تكيسات على المبايض؟

2- مشكلتي الثانية: أنني أعاني منذ أسبوعين من ثقل وحكة وحرارة خفيفة في الثدي الأيمن، وبالقرب من الإبط، خاصة قبل الغسل من الحيض بيوم واحد، وقد تكررت هذه الأوجاع قبل ذلك مرتين أو ثلاثة منذ سنتين، وكنت قد أجريت عملية استئصال لورم حميد في ذات الثدي قبل أربع سنوات.

3- مشكلتي الثالثة: أشعر منذ أسبوعين بوخز في نهاية الإصبع الكبير للقدم الأيمن، ويتكرر هذا الوخز أحياناً وكأنه لسع، وأحياناً لا يظهر.

المعذرة على الإطالة، وأرجو الإفادة بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خولة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الوصف المذكور لتطور الدورة الشهرية، من عدم انتظام في السنوات الثلاث الأولى، إلى انتظام بعد ذلك، وصف دقيق لما يحدث في الواقع عند كل الفتيات، فلا قلق في ذلك -إن شاء الله-، وكثيراً ما يحدث ألم مع الدورة يسمى ألم الطمث، أو ألم الدورة الشهرية dysmenorrhea، ويحدث ذلك الألم بسبب زيادة إفراز هرمون في بطانة الرحم يسمى بروستاجلاندن، هذا الهرمون يؤدي إلى تقلصات في عضلة الرحم، فتحدث الآلام التي تعانين منها، وقد توجد بعض الأكياس الوظيفية على المبايض، والتي تنتج من عدم خروج أو انفجار بعض البويضات، وتجمع السوائل داخلها، وبالتالي يكبر حجمها، وتؤدي إلى حدوث بعض الآلام أثناء الدورة الشهرية.

وعموما، فعلاج تلك الحالة سواء كانت تقلصات في عضلة الرحم، أو أكياساً وظيفية على المبايض، هو تناول حبوب منع الحمل مثل: ياسمين أو كليمن، وبالتشاور وعلم الوالدة، حتى لا يحدث سوء فهم من الأسرة، وهي مناسبة للمتزوجات، وغير المتزوجات أيضاً، لأنها هرمونات تساعد على إيقاف التبويض، وعلاج الأكياس الوظيفية على المبايض، وتساعد في التأثير في هرمون بروستاجلاندن الموجود في بطانة الرحم، فيختفي الألم -إن شاء الله-، وهذه الحبوب لها فائدة أخرى وهي العمل على تنظيم الدورة الشهرية، وفي كثير من الأحيان تكون هناك استجابة كاملة.

كذلك يمكنك الاستمرار في تناول المسكنات مثل: أقراص فولتارين 50 مج، بعد الأكل ثلاث مرات يومياً قبل بداية الدورة بيوم واحد، أو أقراص بونستان 500 مج أيضا ثلاث مرات يومياً، حتى يختفي الألم -إن شاء الله-، وليس لتناول المسكنات علاقة باضطراب الدورة الشهرية، مع عمل مساج للبطن, أسفل السرة باستخدام كمادات ساخنة على البطن, وعمل تمارين رياضية، كما أنه من المتعارف عليه أن قلة النوم، والاكثار من الكافيين (كالشاي, القهوة, الشكولاته) تزيد من انقباضات الرحم، وهذا يؤدي إلى زيادة الألم، وبالتالي النوم العميق، والإقلال من المنبهات مهم جداً للعلاج -إن شاء الله-.

وثقل الثدي قبل موعد الدورة الشهرية بعدة أيام أمر طبيعي جداً، ويختلف ذلك الثقل، أو الإحساس من فتاة إلى أخرى، ولكنه موجود عند معظم الفتيات، وتناول المسكنات قد يخفف من ذلك الثقل، ولكن يمكنك فحص هرمون الحليب المسمى برولاكتين Prolactin، حيث أن ارتفاع ذلك الهرمون، قد يؤدي إلى زيادة ثقل الثديين، وخلل في الدورة الشهرية، وفي حال زيادته له علاج معروف يمكنك تناوله.

ولوخز إصبع القدم، يمكنك عمل كمادات ثلج على المكان، ومسكنات الدورة تعالج ذلك الوخز، مع فحص أملاح الدم يورك أسيد Uric acid، وفي حال زيادته، فهناك علاج لذلك، مع الإقلال من اللحوم الحمراء، والبقوليات مثل: الفول والعدس والحمص والتونة.

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً