الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الخوف الشديد خصوصاً في الأماكن الضيقة والمغلقة

السؤال

السلام عليكم

نبذة عني: إنسان هادئ, لست اجتماعياً بنسبة ٨٥٪، انطوائي نوعاً ما, أخرج شبه يومي إلى الخارج ومع من أعرفه جيداً, وأجلس على الانترنت طويلاً، لدي طفل بعمر سنة، ولا أشكو من أمراض، الحمد لله.

بدأت هذه المشاكل منذ عام ٢٠١١م, ولم تكن موجودة أساساً قبل ذلك، ومشكلتي النفسية بدأت عند ذهابي بالطائرة, حيث إنني ركبت الطائرة وكانت ضيقة نوعاً ما، وعندما جلس بجانبي شخص سمين بدأ الإحساس يأتيني أنني لست قادرا على التنفس, أردت الخروج ولم أتمكن, بقيت ساعتين بالجو ونبضات قلبي تتضارب.

بعدها بسنة تزوجت, وفي شهر العسل ألغيت رحلتي بسبب خوفي من الطائرة، حيث إنني ذهبت للمطار وعندما فتُحت البوابة لم أستطع المشي خوفاً منها، ولم نذهب أنا وزوجتي بسببي! واليوم التالي بعد الحزن والندم قررت الركوب لرحلة أخرى ولم يحصل لي شيء، وفي مدة شهر العسل كنت مضطربا. مرت السنوات وعاد إلي الخوف من الطائرة, أريد أن أسافر مجدداً، ولكنني خائف من الفكرة أساساً.

هناك مشاكل لدي وهي الخوف من الأماكن الضيقة، وأيضا بالدوام لدي الاضطراب والخوف من الاجتماعات المغلقة, يأتيني الاضطراب عندما أكون مقيداً أو أي شخص يدخل ويغلق الباب بنفسه.

أيضاً مرت مشكلة لدي وهي كانت الأجواء غبارا, وعندها أحسست أنه لا يوجد اكسجين كدت أن أموت وهماً!

الشهر الحالي ظهرت لي مشكلة في المسجد، حيث إنني صليت في مسجد وكنت في الصف الثاني، وأتاني شعور وكأنني محتجز بسبب أن خلفي الصفوف, بدأ قلبي يضطرب من الخوف والتنفس مضطرب، ورجلاي يزداد فيهما سريان الدم, إلى أن انتهت الصلاة.

أصبحت أتحاشى الصلاة في الصفوف الأولى, دائما أذهب إلى الصف الأخير، وحاولت أن أغير سلوكي باستخدام السلوك المعاكس، لكني أخاف ولم أتجرأ, أنا أعلم أنه من العقل الباطني لكن لم أستطع التغلب عليه.

أريد العيش والسفر والصلاة في المسجد ودخول الاجتماعات، أريد أن أكون إنساناً طبيعياً، أريد علاجاً غير إدماني، وليس له عواقب، ومسموح صرفه بدون وصفة في السعودية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على ثقتك في إسلام ويب.

أيها الفاضل الكريم: حالتك بسيطة حتى وإن سببت لك الكثير من الضيق والانزعاج، لكن أؤكد لك أنها بسيطة، فأنت تعاني من مخاوف متعددة، أو ما يمكن أن نسميه بقلق المخاوف المتعدد من النوع البسيط.

الخوف من الطائرات أمرٌ شائعٌ جدًّا، وفي بعض الأحيان يكون مصحوبًا بالخوف من الأماكن الضيقة، وأعتقد أن هذا هو الذي تعاني منه، ولديك أيضًا بعض المخاوف الاجتماعية البسيطة.

أيها الفاضل الكريم: الخوف يُعالج من خلال التحقير، ومن خلال التجاهل التام، وأن تعرف أنك لست أقلَّ من الآخرين أبدًا، ودعاء الركوب وجدته مفيدًا جدًّا لتجنب الخوف أثناء ركوب الطائرة أو حتى السيارة، كما أن تطبيق تمارين الاسترخاء خاصة تمارين استرخاء التنفس التدرجي.

كذلك ممارسة الرياضة، والحرص على تطوير المهارات الاجتماعية من خلال التواصل الاجتماعي المطرد والمستمر، هذا يُعالج مثل حالتك، والحرص على صلاة الجماعة أمر مهم جدًّا، حتى وإن كنت في الصفوف الخلفية يمكنك أن تتقدم تدريجياً خلال الصفوف حتى تكون خلف الإمام، هذا وجدناه من أفضل علاجات الرهاب والخوف الاجتماعي، وجميع أنواع المخاوف، فاحرص على ذلك.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أبشرك – أخي الكريم – توجد أدوية فاعلة وممتازة جدًّا، عقار (زيروكسات CR) سيكون هو الدواء الأمثل بالنسبة لك، ابدأ في تناوله بجرعة 12,5 مليجرام يوميًا لمدة شهرين، ثم اجعلها خمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا لمدة شهرين، ثم 12,5 مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم 12.5 مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناول الدواء.

الزيروكسات من أفضل الأدوية التي تعالج المخاوف المتشعبة والمتشابكة، وفي ذات الوقت هو دواء سليم، فقط ربما يزيد شهيتك قليلاً نحو الطعام، فكن حذرًا في هذا السياق، كما أنه ربما يؤخر القذف المنوي عند الجماع، لكن ليس له أي تأثير على الصحة الإنجابية لدى الرجل.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً