الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد أن أفعل أشياء كثيرة وأنجز ولكن كسلي يقتلني!

السؤال

السلام عليكم

يعطيكم العافية أولًا.

أعاني من الكسل بشكل فظيع، والمصيبة أنني أستمتع بكسلي، وفي كل مرة أستلقي؛ أشعر براحة عجيبة وكأني قمت بجهدٍ جهيد، ولكن هذه ليست المصيبة بحد ذاتها، المصيبة أنني في الجامعة منذ 6 سنوات، ولا زلت بها رغم أني أمتلك عقلية رائعة (توقعي عن نفسي وعن نتائجي عندما أذاكر بجد) ولكنني كسول، حيث عندما أعلم أن الاختبار على سبيل المثال بعد 10 أيام؛ أواصل في التأجيل، وإن ذاكرت أبدأ بالتحطم، وكأن المنهج صعب جداً، فأترك مذاكرته.

أريد أن أفعل أشياء كثيرة، ولكن كسلي يقتلني، وأعترف أنني في كل مرة أشعر أنني أريد أن أغيّر حياتي، وأن أصحح المسارات؛ أشعر بسعادة وثقة عالية، لكن يعود الكسل؛ ليفوز في النهاية!

صحياً لا أعاني من أي شيء.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على هذا التواصل.

إن ما وصفت في سؤالك قد لا أسميه (كسلا) وإنما قد يكون أمورا أخرى كسوء الإدارة والتخطيط، أو ضعف إدارة الوقت...، وخاصة أن موضوع (الكسل) فيه حكم أخلاقي ضمنيّ!

إن الدراسة والمذاكرة ونتائجهما إنما تتوقف على أمرين بعد توفيق الله تعالى:
الأول: نمط الحياة من توازن بين الجوانب المختلفة لحياتنا، التعبدية، والشخصية، والأسرية، والاجتماعية، والترفيهية، ونمط النوم والاستيقاظ، والنظام الغذائي...، فالأصل أن تكون كل هذه الجوانب متوازنة وصحيّة قدر الإمكان. فالسؤال هنا: هل حياتك متزنة، وفيها شيء من النظام والروتين؟ وإذا كان: لا، فلماذا؟

هل أنت –مثلا- تسهر الليل على وسائل التواصل الاجتماعي أو غيره، وحتى ساعة متأخرة، ولذلك تجد نفسك متعبا، وفي حالة ملل في النهار؛ مما يفسر عدم رغبتك أو دافعيتك للعمل والدراسة، وتجد ذهنك متعبا ولا يسعفك عندما تحتاجه؟

فالنوم والغذاء المناسبان أمران لا بد منهما لأي نشاط ذهني كالدراسة والتحصيل العلميّ. فاحرص على ضبط نظام نومك، وعلى حصولك على الساعات المناسبة من النوم ليلا، وبحدود الثمان ساعات تقريبا، زائدا أو ناقصا ساعة، وليس هناك من بديل عن النوم الهادئ والمريح.

الأمر الثاني هو: طبيعة دراستك ونشاطك التعليمي في الجامعة وأثناء الحصص، وفي طبيعة دراستك واستعدادك للاختبارات.

طبعا ليس هناك نمط واحد للدراسة يناسب الجميع، وما يناسب غيرك قد لا يناسبك. فاحرص على التعرف على النمط الذي يناسبك، واستمر عليه، والله تعالى لن يضيّع تعبك وجهدك، وتوكل عليه تعالى، بعد بذل جهدك، وكما يقول تعالى: {واتقوا الله ويعلمكم الله}.

إن الهمة والدافعية والرغبة في العمل... لا تتنزل من السماء، وإنما اقتضت السنن الإلهية أن يصنعها الإنسان، مع توفيق الله تعالى، فاستعن بالله، ولا تعجز، وابدأ الآن وخلال دقائق من الانتهاء من قراءة رسالتي بفتح الكتاب والدراسة، ولا تضعه من يدك إلا بعد ساعة؛ لترتاح قليلا، ومن ثم تعود للكتاب من جديد.

وفقك الله، وكتب لك ليس فقط النجاحات، وإنما أن تكون من المتفوقين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً