السلام عليكم

أشعر دائما بالحزن والإحباط، فهل هناك حل لمشكلتي؟

وشكرا لكم.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ romaysae حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أول ما تبدئين به الدعاء، وسَلي الله تعالى أن يرفع عنك الهم والغم والحزن، والعجز والكسل، والدعاء يجب أن تكوني متيقنة بقبوله -إن شاءَ الله تعالى-.

الأمر الثاني هو: أن تجلسي مع نفسك جلسة نفسية صادقة، وتحاولي معرفة الأسباب، لماذا أنت حزينة؟ لماذا أنت مُحبطة؟ اطرحي على نفسك هذه الأسئلة، اعرفي الأسباب، ثم اعملي على معالجتها وردِّها بالصورة الصحيحة.

الأمر الثالث: الإنسان لا بد أن يكون متفائلاً، وهذا هو المبدأ الصحيح، وعلماء السلوك وجدوا أن الحزن والإحباط والشعور بالكدر كثيرًا ما يكون سببه الأفكار السلبية الخاطئة والمغلوطة، فإذًا الفكر السلبي يجب أن يُرفض، ويجب أن يُصحح، ويجب أن يُستبدل بفكرٍ إيجابي، والإنسان أيضًا حتى يُسعد نفسه يجب أن يكون نشطًا وفعّالاً ومفيدًا لنفسه ولغيره.

هذه هي المبادئ الضرورية والرئيسية لإزالة الحزن.

نقطة أخرى مهمة جدًّا: وُجد أن حُسن إدارة الوقت، وأن يكون الإنسان مُنجزًا حتى وإن كان لأشياء بسيطة، هذا أيضًا يزيل الحزن والاكتئاب، وأن تكون هنالك مشاريع مستقبلية، وأهداف مستقبلية، يضع الإنسان الآليات التي توصله إليها، هذا أيضًا يزيل الحزن والإحباط، كذلك التواصل الاجتماعي، والمشاركة في حلقات القرآن، والأعمال الخيرية، والعمل تحت الجمعيات الدعوية أو الاجتماعية، هذا كله أيضًا يزيل من الحزن والإحباط.

وأخيرًا -أيتها الفاضلة الكريمة–: الحزن قد يكون جزءا من مرض الاكتئاب، ومرض الاكتئاب له صفات ومعايير وشروط تشخيصية، وكثير جدًّا من مرضى الاكتئاب من يتحسَّنون من خلال ما ذكرته من إرشاد سابق، لكن قطعًا معظمهم يحتاج أيضًا للعلاجات الدوائية التي تُحسِّن وترتِّب وتنظِّم منظومتهم البيولوجية بصفة عامة، وما يُعرف بالموصلات العصبية في الدماغ بصفة خاصة.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.