الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أجد الحماس الكافي لمواصلة الدراسة، فهل أنا مصابة بمرض نفسي؟

السؤال

السلام عليكم..

مشكلتي هي أني لا أستطيع الدراسة في المنزل لوحدي، وأريد من يشد عزمي، ولا أدري هل استنفذت طاقتي في الدراسة حين وصولي للماجستير؟ فقد أصبحت مزاجية لأبعد حد، أكره الهدوء والوحدة، وأشعر بضيق لو بقيت في المنزل يوما كاملا.

حاولت مع زميلتي التي أشاركها المنزل أن أقنعها بأن تشاركنا زميلة ثالثة حتى أستأنس بوجودها، ونشجع بعضنا على الدراسة، كون زميلتي دوامها طويل، ولديها مناوبات في المستشفى، ولكنها رفضت، لأنها قد تكون مزعجة ولا نعرف كيف ستكون طباعها.

تعبت وأنا أجاهد نفسي في الخارج أن أكون متحمسة للدراسة، وأخطط ماذا سأفعل؟ وماذا سأدرس؟ وما إن أعود إلى المنزل حتى أعود للكسل والخمول والنوم المفرط الذي لا أستطيع أن أقاومه، وإن لم يكن بي نوم أقوم بترتيب المنزل، أو شطفه، أو أفتح الإنترنت، وينتهي اليوم دون أن أستذكر شيئا.

لا أنجز دراستي في المنزل، وهذا الأمر أدخلني في الاكتئاب، فالامتحانات على الأبواب، وأنا أضيع وقتي بيدي، فتارة أرتب المنزل، وتارة أقوم بشطف المنزل كاملا رغم نظافته، أو أقوم بطبخ معجنات رغم أنني مشغولة، وهناك أمور أولى يجب أن أقوم بها، والكثير من المرات أنام ثم أنام ثم أنام.

حاليا أذهب إلى المكتبة حتى أستذكر دروسي، ونوعا ما أفضل، فأنا أستأنس بمشاهدة الطلاب وهم يدرسون بجد، ولكن المكتبة تغلق في الرابعة عصرا، وتغلق الجمعة والسبت.

وبعض المرات أذهب للحديقة للاستذكار، أحب أن أرى الشمس، وأن أرى الشوارع مليئة بالناس، وأكتئب من جلوسي في المنزل، وأشعر بضيق ونوم مفرط لا أستطيع مقاومته.

في بعض المرات أذهب إلى صديقتي لكي نستذكر سويا، ولكنها مشغولة في أغلب الأيام واليوم الواحد الذي أذهب فيه للدراسة معها لا يكفي لتغطية النقص والعجز في دراستي.

حاولت تنويع أساليب الدراسة، بالصوت، واستخدام السبورة، في المنزل، وحتى أني حذفت الواتس آب والفيس من الجوال، ولكن دون جدوى.

حين كنت في الثانوية كنت ذكية جدا بشهادة من حولي، ثم في البكالوريوس لم أعد كما كنت، ولكن في آخر سنة مللت من الدراسة، ولا أدري إلى الآن كيف كان لطف ربي بي وتخرجت، فقد جاهدت نفسي كثير حتى أستذكر دروسي، ولكن الطامة الكبرى كانت في الماجستير، فقد أصبحت لا أطيق الدراسة في المنزل، فإن فتحت المحاضرة فإنني أقضي وقتا طويلا في نفس الصفحة ونفس الفقرة طوال اليوم، ولا أدري هل هو مرض نفسي أم حسد؟ فأنا أقرأ القرآن والأذكار وأجاهد نفسي بقراءتها.

أريد أن أكون محل ثقة أهلي عندما سمحوا لي بمواصلة الماجستير، فأنا أمام تحد مع نفسي قبل الجميع، حيث أنني درست البكالوريوس باللغة العربية، والآن في الماجستير دراستي باللغة الإنجليزية.

أريد أن أكمل مشواري في طلب العلم، وأن أخرج إلى العمل بكفاءة عالية، ولكن كيف ذلك وأنا لا أستطيع الدراسة؟

أرشدوني ماذا أفعل؟ أثابكم الله وفرج همكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ طالبة علم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية والتوفيق في دراستك.

أختنا الكريمة:
الحالة التي تمرين بها ربما تكون نتيجة اضطراب في المزاج أدى إلى تقليل الدافعية للإنجاز، ويمر بهذه الحالة كثير من طلاب الدراسات العليا، خاصة في بداية المرحلة، لأن معالم الطريق ربما تكون غير واضحة، وقد ينشغل الذهن بمهام وأفكار أخرى تحتل مركز الانتباه.

وفيما يلي بعض الإرشادات ربما تساعدك في التغلب على المشكلة:

1- داومي على الصلوات الخمس في مواعيدها، وخاصة صلاة الصبح، لكي تنعمي بالبركة في وقتك.
2- تجنبي الصفات الست التي تؤدي للشعور بالنقص، وهي: الرغبة في بلوغ الكمال، سرعة التسليم بالهزيمة، التأثر السلبي بنجاح الآخرين، التلهف إلى الحب والعطف، الحساسية الفائقة، افتقاد روح الفكاهة.
3- ضعي لك أهدافا واضحة واكتبيها، بحيث تسهل قراءتها بين الحين والآخر، وتذكريها باستمرار.

4- حددي الأوقات التي يكون فيها مزاجك معتدلا ومستقرا، وذهنك متيقظا للاستيعاب والفهم، لكي تكون هي أوقات المذاكرة، فبعض الطلاب يفضل المذاكرة في الصباح الباكر، والبعض الآخر يفضلها في الفترة المسائية، وأيضاً الأماكن التي تساعدك وتشجعك على المذاكرة، فإذا كانت المكتبة هي أنسب مكان؛ فاستثمري هذه الفترة بأقصى ما يمكن في الأيام العادية، وليس بالضرورة الجمعة والسبت، بل اجعليها للترفيه أو الأعمال الأخرى، وإذا روضت نفسك على ذلك؛ تكون بعد ذلك تكون المهمة سهلة -إن شاء الله-.

5- حددي أوقاتا للترفيه والتزمي بها، ولتكن متخللة لبرنامجك اليومي ولفترات قصيرة.
6- حددي أوقاتا للراحة والنوم، والتزمي بها حتى تنتظم ساعتك البيولوجية.
7- قومي بوضع جدولك وفقاً للمعطيات السابقة، وقيمي مدى التزامك به يومياً، مثلاً إذا التزمت به تماماً؛ أعطي نفسك 10/10، وكافئي نفسك بأي شيء تحبينه، وهكذا تقل الدرجة إذا قل الالتزام، وفي نهاية الأسبوع قومي بوضع هذه الدرجات في صورة رسم بياني يوضح مدى الالتزام بالخطة، وتذكري عوامل النجاح والفشل التي أدت إلى التزامك أو عدمه لكل يوم؛ لكي تقومي بتعديل أو إصلاح خطتك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً