الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخوات زوجي يكيدون لي المؤامرات، وزوجي يصدقهم فكيف أتعايش معهم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيراً.

مشكلتي مع أخوات زوجي، فهن يتصفن بالمكر والمادية، ويحبون إشعال الفتن بيني وبين زوجي، وبين جميع أفراد عائلة زوجي، والد زوجي ووالدته كبار في السن، لقد تزوجت وزوجي ما زال طالباً يدرس، حالته المادية كانت عادية جداً، فقد كان يدرس الماجستير، وتخرج في السنة الماضية ونال شهادة الدكتوراه، واشتغل في الخارج، منذ أن كان زوجي طالباً وهو يخصص لوالديه مرتب شهري، وبعد التخرج قام بزيادته، علماً بأنه يقسم راتبه بيني وبينهم، أنا أشجعه، لكن مشكلتي الوحيدة مع أخواته، جميعهن متزوجات باستثناء أخت واحدة.

أريد نصيحتكم، مشكلتي بأن زوجي يأتي إلى البلاد مرة واحدة في السنة، وفي هذه الفترة يسكن مع والديه في العاصمة، ويرسل لي تذكرة السفر إلى العاصمة، فأسافر له، في اليوم الأول أجد الترحيب منهم، وفي اليوم الثاني تبدأ المشاكل على أتفه الأمور، يبدأ العتاب، وأنا ألتزم الصمت بطلب زوجي لاجتناب المشاكل، حتى مع سكوتي لا ينتهي الكلام، يبدأن في إظهار أخطائي، وزوجي يصدقهم، علماً بأنه مطلع على جميع الأمور، أكمل سكوتي ولكن بلا جدوى، ويمضي الشهر على هذا الحال، وصل بهم الحال إلى شتم أمي والتلفظ بألفاظ غير لائقة، ولا يكون من زوجي إلا أن يقول أريد أن أرتاح من القيل والقال، لم أقصر في حقهم، تطورت الأمور وصار زوجي ووالديه يصدقون كلام بناتهم ويعاتبونني، هذه هي حالتي منذ سبعة أعوام، لم أخبر أهلي، لكنني أفكر بالطلاق أحياناً.

مطالب أخواته لا تنتهي، في كل يوم يطلبون طلباً جديداً ويقوم زوجي بتحقيقه لهم، في الشهر الماضي طلبوا منه أن يفتح لهم محل مخصص للنساء، فنفذ زوجي طلبهم، واليوم طلبت أخته أن يشتري لها سيارة جديدة، فأعطاها ما تريد، وطلبت أخته الثانية أن يشتري لها بيت جديد، فحقق لها ما تريد، مع العلم بأننا لا نملك سيارة خاصة، ولا نملك منزل خاص.

قرر زوجي أن أسافر معه إلى الخارج في مكان عمله، وقام بتجهيز أوراق السفر، وبعد الانتهاء وحجز التذاكر، أخبر أهله فلم يعارضوه، لكن أخواته رفضوا سفري معه، قلت لزوجي بأن طفلتي لابد أن تتعلم القرآن، فوافق زوجي على عودتي، ولكنني حينما أتذكر بأنني سأعيش مع أهله أتردد كثيراً، فما نصيحتكم لي؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ om mohamed حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يصبرك، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم الآمال.

لقد صبرت الكثير، ولم يبق إلا القليل، وتفاهمي مع زوجك بهدوء، وثقي بأن الله سينصرك، وها هي الأيام تمضي وأنت مع زوجك، ونتمنى أن يعرف زوجك حقائق الأمور، وهذا هو المطلوب، ونأمل أن تجدي منه التشجيع، والأمن، والحب، والتقدير، وكوني كما يريد منك، واعلمي بأنه ليس من المصلحة أن يخاصم أهله، ولكن تجنبي أنت الخطأ، حتى لا يجدوا عليك الفرصة، ولا تمنعي زوجك من مساعدتهم، واطلبي ما تريدي بعيداً عنهم، وشجعي زوجك على شراء منزل لكم، وتوفير الأموال لمساعدتكم في المستقبل، ومن حق الزوجة أن تطلب من زوجها وتتدلل، ولكن ليس لها منعه من إعطاء أهله، والزوجة وأولادها أول من يستفيدوا من بر الزوج لأهله، والبر يتوارث.

ولا شك أن وجودك مع زوجك يتيح لكم فرص كبيرة لترتيب كثير من الأمور في كتمان، فليس من الحكمة أن يظهر الإنسان كل ما عنده، واهتمي بوالديه، واصبري على أخواته لأجله، وإذا لم تتمكنوا من تدريس الطفلة بأنفسكم، وقررتم السفر، فاحرصي على الصبر، فأنه مر ولكن العاقبة لأهله، واعلمي بأن الحياة تضحيات، وأن الدنيا لا تخلوا من المنغصات.

وهذه وصيتنا للجميع، بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

سعدنا بتواصلكم، ونفرح بالاستمرار في التواصل، ونسأل الله لكم السعادة والاستقرار.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً