الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يمنعني من الذهاب للمذاكرة عند أمي بسبب خلافنا، فكيف أتصرف؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اختلفت مع زوجي لأسباب مادية، وتطور الكلام بيننا فقال زوجي: أنت شؤم، قبل الزواج كانت تأتي لي المصالح، وكنت أملك النقود، أما الآن فليس هناك أي مصالح، فرددت قائلة: طلقني، فطلب مني تنازلاً عن الولد، فكيف أتصرف الآن؟

الأيام القادمة هي فترة امتحانات، وتعودت الذهاب عند والدتي في فترة الامتحانات حتى أتمكن من المذاكرة وتتكلف أمي برعاية طفلي، المشكلة أن زوجي يرفض ذهابي هذه المرة، سمح لي بالذهاب إلى الامتحان فقط، فماذا أفعل؟ أريد النجاح، ولن أتمكن من المذاكرة بسبب طفلي وأعمال منزلي، علماً أن زوجي يقول دائماً ماذا سوف تفعلين في الشهادة الجامعية؟ أرجوكم أفيدوني هل أذهب إلى منزل أمي دون موافقته؟ أم ماذا؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورهان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن ينجحك ويوفقك ويصلح الأحوال، وأن يؤلف بينك وبين زوجك ويحقق لكما الآمال.

حاولي تهدئة الوضع مع زوجك، ولا تقفي طويلاً أمام موضوع الطفل، فالله خير حافظ وهو أرحم الراحمين، وغيري طريقة تعاملك مع زوجك، ولا تفرطي في دراستك، فالشهادة مهمة وهي سلاح في اليد، وهي ثمرة وجهد السنوات، والعمل هو الخير، وكفى بالعلم فخراً أن يدعيه من لا يحسنه، وكفى بالجهل قبحاً أن يفر منه من هو غارق فيه، والعلم ينفع المرأة في حياتها، وفي تعاملاتها، وفي تعليمها لأطفالها، ويرفع قدرها خاصة إذا صحب العلم نية صالحة.

وننصحك بأن لا تقفي طويلاً أمام كلامه، ولا تطالبيه بالطلاق عند كل خصام، واعلمي أن الغضبان يتكلم بما قد يندم عليه، وعلى كل فالله هو الرزاق وللرزق أسباب ومفاتيح، منها:

1- الدعاء.
2- الصلاة.
3- الاستقامة.
4- التقوى.
5- الاستغفار والصلاة والسلام على رسولنا المختار، بالإضافة إلى بذل الأسباب ثم التوكل على الكريم الوهاب.

وهذه وصيتنا لكم بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يؤلف القلوب، ويغفر الذنوب، فإن الإنسان قد يحرم الرزق بالذنب يصيبه، كما إن الخصام والمشاحاة سبب لرفع الرحمة، وتعاوني معه على طاعة الله، ونسأل الله أن يقدر لنا ولكم الخير، وأن يلهمكم السداد والرشاد، وعليك بالصبر فإن العاقبة لأهله، ولا تظني أن في الطلاق حل، خاصة مع وجود طفل، كما أن الطلاق يكون البداية الفعلية للمشكلات، وهو خيار لا يفرح سوى عدونا الشيطان.

وفقكم الله وسدد خطاكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً