الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج حالات الرهبة والقلق عند مواجهة الآخرين والحديث معهم

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله!
أشكركم على هذا الموقع الأكثر من رائع!.
وأشكر الدكتور محمد عبد العليم على تجاوبه الرائع، وكذلك الأستاذة إيمان!

أنا فتاة في العشرينات من عمري، أشكو من عدم الثقة بالنفس! بمعنى أني أردد ما يقوله الآخرون؛ حتى لا أتعرض لنقد؛ فأنا أخشى النقد جداً! ولا أعرف كيف أتصرف!؟ وبماذا أرد حينما أنقد!؟

كيف أبعد عن نفسي الحساسية من النقد، ولا أهتم بما يقال عني؟ دائماً لا أدري ماذا أريد!؟ وما هو رأيي في أي موضوع!؟

حينما أكون في مجلس لا أدري بماذا أتكلم!؟ وإن تكلمت فلا أستطيع أن أسترسل في كلام طويل! إذا كان الكلام كثيراً فإني أشعر بالتلعثم! فمن المستحيل أن أحكي قصة مثلاً، أو أشرح أمراً ما!

أشعر بالغيرة - علماً أني أحاول إبعادها - إذا رأيت إحدى الزميلات تتحدث بلباقة، ولا تعاني من شيء! مع أني توقعتها مثلي!

حينما يأتي إلينا ضيوف، أو تكون أمامي مهمة يجب أن أنجزها أشعر بالتوتر!ولو كانت مهمة تافهة وبسيطة؛ فأنا أكبر الأمور جداً!

قرأت الاستشارة رقم.. 16922، فوجدت أن الأعراض التي ذكرها السائل مثل الأعراض التي تأتيني، لكن سمعت أن السيروكسات يؤدي إلى البدانة، فهل أستعمل البروزاك؟ وكم تكون الجرعة؟ ومتى أتوقف عنها؟ أرجوك - يا دكتور - ساعدني! أريد أن أرتاح!

نسيت أن أذكر لك - يا دكتور - أني فاقدة الرغبة في إكمال تعليمي؛ وذلك لأني درست لمدة في الجامعة ثم تركت الدراسة، وكان السبب الرئيسي أن بعض البنات اللواتي معي في القاعة دائماً يتهامسن سخرية بي! ووالله لا أدري لماذا يفعلن ذلك، مع أني صامتة لا أتكلم معهن، لكن لا أدري لماذا؟

لا تقل لي - يا دكتور - أني أتوهم ذلك! لا والله فأنا أعرف أن هناك مرضاً يجعل الإنسان يتوهم أن كل الناس يكرهونه، ويتكلمون عليه! لكن ما قلته حقيقة، فمثلاً في إحدى المرات في وقت الخروج من الجامعة كنت أنتظر سيارتي، وكان بجانبي فتاتان، واحدة من اللواتي يستهزئن والأخرى لم تكن كذلك، فهب علينا بعض الهواء، وكانت معه رائحة غير طيبة؛ فقالت تلك الفتاة للأخرى، وهي تنظر إلي بطرف عينيها: (دعينا نذهب من هنا؛ فهنا فرائحة مقرفة) وزميلتها لم تكن تدري أنها تقصدني، فذلك واضح عليها، وأيضاً لأنها ليست من ذلك النوع!

وأنا متأكدة أن رائحتي طيبة، وأن الرائحة من المجاري القريبة، لكني تأثرت من هذا الموقف! علماً أنه ليس بيني وبين الفتيات أية علاقة؛ فلم أرهن إلا في الجامعة!

وكذلك في المرحلة الابتدائية كان مجموعة من الفتيات يفعلن أفعالاً شبيهة بتلك!

والله - يا دكتور - إني لم أفعل لهن شيئاً، بل العكس، فلأني قهرت من صغري من هذا التعامل أصبحت أعامل الناس معاملة فوق طاقتي، وأظهر لهم طيبة شديدة! خصوصاً من هم على شاكلة أولئك الفتيات.

أريد أن تكون لي شخصيتي! وأريد أن أتقبل النقد، وأبعد الرهبة من الناس، والقلق والتوتر عن نفسي!.

اعذرني - يا دكتور - على إطالة الرسالة، وعدم ترتيبها؛ لأن أفكاري غير مرتبة، ولأني كلما تذكرت شيئاً كتبته!.

وأود أن أخبرك أني أصبت قبل حوالي أربع سنوات بالوسواس الذي يجعلني أعيد الصلاة كثيراً والوضوء، فهل يفيد البروزاك في علاجي؟ وإذا كان لدي في نفس الغرفة التي أصلي فيها إحدى أخوتي، أشعر بتوتر شديد، حتى إني أقطع الصلاة!

أرجو أن تصف لي دواء يخفف عني بإذن الله!
ولك مني الدعاء الخالص!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

جزاكِ الله خيراً على رسالتك، ولابد أن نشيد بقدرتك الفائقة على التعبير ووصف حالتك، وهذا في حد ذاته يعتبر بدايةً للعلاج، حيث أن لك مقدرات كبيرة، ولكنك لا تقدرينها كثيراً، فأرجو أن تلتفتي لذلك.

بالنسبة للعلاج الدوائي، توجد عدة أدوية، ومنها الزيروكسات والبروزاك كما ذكرت، ولكن القابلية الشخصية والتركيبة البايلوجية هي التي تحدد استجابة الشخص للعلاج.

صحيح أن البروزاك لا يسبب زيادة كبيرة في الوزن، وربما يسبب بعض فقدان الوزن في الثلاثة الأسابيع الأولى، فلا مانع أبداً من أن تتناوليه، بشرط أن لا تكون الجرعة أقل من 40 مليجرام في اليوم.

ويمكن أن تبدئي بعشرين 20 مليجرام فقط لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى 40 مليجرام، وبعد أن تستقر الحالة وتتحسن يوجد الآن ما يعرف بالبروزاك 90، وهو كبسولةٍ واحدة يتم تناولها مرةً واحدة في الأسبوع، وقد وجد أن هذا النوع من العلاج يختصر الطريق تماماً لكثير من المرضى .

الدواء الذي يمكن أن يناسبك أيضاً هو العقار الجديد، والذي يعرف باسم سبراليكس CIPRALEX، والجرعة هي 10 مليجرام لمدة أسبوعين، يمكن أن ترفع إلى 20 مليجرام بعد ذلك.

كما أرجو أن أوصيك بأن مدة العلاج يجب أن لا تقل عن ستة أشهر، ويجب أن يكون هنالك التزام قاطع بتناول الجرعات.

نسأل الله لك التوفيق، وأرجو أن تكوني حريصة على تغيير تفكيرك إلى ما هو أكثر إيجابية، حيث أنه من الواضح أن الله قد حباك بمقدرات كثيرة.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر منار

    ان شاء الله سوف تشفين يا صديقتى لقد قلتى ان تلك الفتاة كانت تتهامس عليك من دون سبب اعتقد انها ربما الغيرة نعم انها تغار منك كما انك يمكن ان تكونى صدقات مع الناس لا تكونى معزولة فابلوقت سوف تبداين الكلام و الثقة بنفسك و ان تعرضتى لاى موقف ستجديهن بجانب لذلك احرص على صحبتك بهن و ايضا تقولين انك تصلين كثيرا و لديكوسواس ليس سيئا ان تصلى كثيرا و لكن افهم قصدك و شعورك اسمعى على الاقل انت تصلينالله راضا عنك و عدم ثقتك بنفسك ستعود لكى مع الوقت نعم صدقينى لا تخجلى فى اى مجلس انما تكلمى و كونى فصيحة اللسان و لو بدئت بقليل من الكلام مع مرور الوقت ستبدائين الكلاة امشى و انتى ترفعين راسك للامام و تكلمى و قولى ما فى قلبك فلو كنت امام احد و تلقين محاضرة خذى نفسا عميقا و تكلمى لا تخجلى و قولى فى نفسك اما انا متوترة او خائفة فانا لم ارتكب خطا فقد اتكلم و هذا امر عادى ثم هل انا اما ملكك انهه ناس مثلى و لا تضعى فبالك ان احدا يتكلم عنكى صدقينى سوف تتغير حياتك مع الوقت و لكن اصبرى

  • رومانيا داناا

    وانا يأختي عند نفس حالتك تقريباً لما اقراء قدام زميلاتي في الصف اتلعثم والكلام يصعب يطلع ووجهي يبداء بالأحمرار واسمع صديقاتي يتهامسون علي بسخريه انا ماكنت كذا قبل الا لما جاني نقد كثير من الناس وانا بديت احس لاني حساسه بزياده وبعدهاا بديت اخجل بس فيه جراء والخجل أحياناً يطغى عل الجراءه

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً