الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من وسواس الموت وأخاف من كل شيء، كيف أتجاوز هذا الوسواس؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا سيدة عمري 30 سنة، وأم لطفلة، قبل ثلاثة أشهر أصابني وسواس الموت فجأة، وأحسست أنني سأموت، وكل يوم أفكر في هذا الشيء، وأحلم كثيرا بالكوابيس، وأعاني من شعور دائم بالخوف والقلق من دون أي سبب.

في يوم استيقظت من النوم، وأنا أقول: بدأ العد التنازلي لموتي، فهل الشيطان هو الذي يجعلني أتلفظ بهذه الكلمات؟ أخاف من كل شيء.

ساعدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يُسعدنا اتصالك بنا في أي وقتٍ وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيك، وأن يُطيل في عمرك على طاعته، وأن يُمتِّعك بالصحة والعافية، وأن يجعل حياتك حياةً سعيدةً آمنةً مستقرَّةً، وأن يجعلك من الصالحات القانتات، وأن يردَّ عنك كيد شياطين الإنس والجن، إنه جوادٌ كريمٌ.

وبخصوص ما ورد برسالتك - أختي الكريمة الفاضلة - فالذي تشعرين به إنما هو نوعٌ من كيد الشيطان، واعتداءاته عليك، لأن الشيطان - لعنه الله - لا يريد للناس الخير، خاصة المسلمين، يريد أن يُعكِّر صفوهم، وأن يُكدِّر خاطرهم، وأن يجعلهم في نوعٍ من القلق والأرق وعدم الاستقرار، حتى يُؤثِّر ذلك على علاقتهم بربهم ومولاهم، وبالتالي على علاقتهم بمنْ معهم، وهذه حربٌ ليست بجديدة حقيقة على الشيطان الذي يستخدم جميع الوسائل لإفساد حياة المسلمين.

ولذلك أنا أنصحك - بارك الله فيك - أولاً بصرف النظر عن هذه الأفكار، ومحاولة إهمالها وتهميشها وعدم التفكير فيها، وعدم إعطائها مساحة كبيرة من حياتك، لأنها نوع من الكيد الخسيس، والحرب القذرة التي يشُنُّها الشيطان على قلبك، و-بإذن الله تعالى- سوف ينصرك الله تعالى إذا قاومتِ، لأن هذا أمرٌ لا يعلمه إلا الله تعالى، فالموتُ أمرٌ قدَّره الله على كل كائن، حتى وإن كنا نعلم يقينًا أننا سنموت غدًا يقينًا، فنحن لا نملك من الأمر شيئا أصلاً، لن نستطيع أن نُغيِّر شيئًا، لو علم الإنسان بأنه سيموت بعد يوم، ما الذي سيفعله؟ لن يفعل شيئًا، لا يستطيع أن يُقدِّم أو يؤخِّر.

ولذلك علينا أن نُسلم الأمر لله تعالى، وأن نترك الأمر له -جل جلاله- وحده، وألا نشغل بالنا بهذه الأشياء، فأكثري من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وحافظي - بارك الله فيك - على أذكار الصباح والمساء بانتظام، حتى وإن كنت على غير طهارة، لأن الأذكار ليس لها علاقة بالطهارة أو غيرها، إلا إذا كانت آيات القرآن الكريم.

كذلك حافظي على الصلوات في أوقاتها، وخاصة أيضًا أذكار ما بعد الصلوات، اجتهدي - بارك الله فيك - ألا تنامي إلا وأنت متوضئة، وأن تحافظي على أذكار النوم، وأن تظلي تذكري الله تعالى حتى تغيبين عن الوعي. اجعلي معظم وقتك كله في ذكر الله عز وجل، وكم أتمنى أيضًا أن تقومي بعمل رقية شرعية، إما أن تذهبي لأحد الرقاة الشرعيين الثقات، مع وجود محرم، ليقوم بعمل رقية شرعية لك، لاحتمال أن يكون هذا مسٌّ من الجن، و الرقية كما تعلمين، هي إذا لم تنفع فهي قطعًا لن تضر، أتمنى ذلك تكملة للعلاج، و-بإذن الله تعالى- سوف تتحسنين تحسُّنًا كبيرًا، وسوف تذهب عنك هذه الأعراض كلها -بإذن الله تعالى-.

وحتى يتيسر لك ذلك أنصحك بالاستماع إلى الرقية الشرعية للشيخ محمد جبريل - هذا المقرئ المصري - وهي موجودة على الإنترنت، تكتبين (الرقية الشرعية للشيخ محمد جبريل الصوتية) واجعليها تعمل في البيت، ليل نهار، ما دمت تُقيمين وحدك في البيت، اجعليها تعمل في البيت، و-بإذن الله تعالى- سوف تُطهر البيت، وسوف تؤثِّر عليك أيضًا، وسوف يكون لها دورا إيجابيا في القضاء على هذه الوساوس التي تعانين منها -بإذن الله تعالى-.

ولكن أفضل وما زلت أفضل أن تكون الرقية عن طريق راق أو راقية، إن تيسَّر ذلك، أو أحد من أقاربك، إذا لم تيسر ذلك فلا مانع من الاستماع للرقية بهذه الطريقة، اجعليها تعمل، واجعلي الصوت مرتفعا قليلاً حتى تسمعينه وأنت في بيتك، وعليك بالدعاء والإلحاح على الله تعالى أن يشفيك الله تعالى ويعافيك، لأنك تعلمين أن من أعظم وسائل تغيير الأحوال ودفع البلاء إنما هو الدعاء، عملاً بقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لا يرد القضاء إلا الدعاء) وبقوله: (ليس شيء أكرم على الله من الدعاء).

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولك، وأسأل الله أن يغفر لي ولك ولسائر المسلمين، وأن يصرف عنك كل سوء، ويعافيك من كل بلاء، إنه جواد كريم.

هذا وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً