الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي رعشة ورجفة في اليدين عند مقابلة الناس.. هل سيفيدني الزيروكسات؟

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر لكم مجهوداتكم الجبارة.

استشارتي هي أنني أعاني عند مقابلة الناس الذين أعرفهم مسبقًا، والذين لا أعرفهم لا أقدر على الاختلاط بهم أو التحدث معهم، وأنتظر الفرصة للاستئذان والذهاب.

أعاني كذلك من رعشة في اليدين عند مقابلة الناس في مناسبة كبيرة أو صغيرة، وأثناء صب القهوة وأثناء شرب القهوة والشاي، ورجفة ملحوظة خاصةً عند صب القهوة.

كذلك أحس بأنني عندما أجلس في حضور مجموعة من الناس كأنني لا أقدر على التحكم في تحركات رأسي ويدي، وقد قرأت عن الزيروكسات 20 وقررت استعمالها للتخلص من هذه الحالات التي أتعبتني وأخرتني عن الناس.

كذلك أشعر بأن أعين كل من يراني مركزة عليّ، وأفقد السيطرة على الرجفة.

سؤالي: هل تنصحني باستخدام الزيروكسات 20؟ وما كيفية استعمالها ومدته؟ ومتى يتم إيقافها؟ علمًا بأني لا أقدر على تكاليف مراجعة الطبيب.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Fares حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قبل أن نتكلم عن تناول الدواء وعدم تناوله، أنا أريدك أولاً أن تتفهم أن الذي بك هو نوع من الخوف الاجتماعي البسيط، وهذا يُعالج من خلال تحقير الفكرة، وتجاهلها، وعدم قبولها، وأن تقوم بخطوات عملية نسمِّيها (التعريض) أو (التعرُّض الاجتماعي المفيد).

أوَّل ما يجب أن تقوم به هو أن تحرص على الصلاة مع الجماعة في المسجد، وصلاة الجماعة – أيها الفاضل الكريم – وما يأتيك -إن شاء الله تعالى- من أجرٍ عظيم من خلالها سوف تستفيد كثيرًا في التخلص من مخاوفك أيضًا.

نحن نتكلم – أخِي الكريم – عن تجربة، وأنا أريد الناس - خاصة الإخوة الذين يعانون من أي نوع من الرهاب الاجتماعي - أن يُطبقوا ما هو واقعي في الحياة ومفيد، لا نتكلم كلامًا نظريًا، مُنْ يريد أن يُعالج الرهاب يُعالجه من الواقع وبالتطبيق وليس بالكلام.

أخِي الكريم: صلاة الجماعة مهمة جدًّا، زيارة الأهل والتواصل الاجتماعي من خلال حضور المناسبات وتلبية الدعوات، والمشي في الجنائز، وتناول وجبة في أحد المطاعم مثلاً مرة أو مرتين في الشهر، هذا كله وجدناه – أخِي الكريم – مفيدًا جدًّا للتخلص من الخوف.

أيضًا أن ينخرط الإنسان في أي نشاط اجتماعي، أو عملٍ خيري أو ثقافي، هذا يفيد كثيرًا، زيارة الأرحام، بر الوالدين، والحرص الشديد على الرياضة الجماعية – أي مع بعض الإخوان والأصدقاء -.

يأتي بعد ذلك – أخي الكريم – أن تجعل لحياتك هدفًا، الخوف يسيطر علينا من خلال الفراغ، من خلال افتقاد الأهداف، من خلال أن لا هدف موجود في حياتنا، فاجعل لحياتك هدفًا، هذا يساعدك كثيرًا.

بالنسبة للعلاج الدوائي – أيها الفاضل الكريم – أحسب أن عمرك أكثر من عشرين عامًا، وعليه فلا مانع في أن تبدأ الزيروكسات، وأنت تحتاج لجرعة صغيرة جدًّا، وهي أن تبدأ بنصف حبة (عشرة مليجراما) تناولها يوميًا بعد الأكل لمدة شهر، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة – أي عشرون مليجرامًا – تناولها يوميًا لمدة شهرين، ثم اجعلها عشرة مليجراما يوميًا لمدة شهرٍ، ثم عشرة مليجراما يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.

هذه جرعة بسيطة جدًّا وسليمة وفاعلة -إن شاء الله تعالى- وبما أنه تأتيك هذه الرجفة – وحتى نُدعم الزيروكسات – يُفضل أن تتناول معه أيضًا عقارًا بسيطًا آخر يعرف تجاريًا باسم (إندرال Inderal)، ويعرف علميًا باسم (بروبرانلول Propranlol)، والجرعة المطلوبة في حالتك هي عشرة مليجراما صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم عشرة مليجراما صباحًا لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناوله.

البروبرانلول دواء سليم جدًّا – كما ذكرت – وهذه جرعة صغيرة، لكن لا يُسمح باستعماله بالنسبة للذين يعانون من مرض الربو.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً