الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معرفة سبب الخفقان والتعب الشديد

السؤال

السلام عليكم.

في سن العاشرة حدث لي ما يشبه أزمة قلبية: خفقان، وتعب شديد، وخوف، وضيق في التنفس! ولما أخذوني إلى الطبيب، أذكر أنه قال: "قلبه ضعيف".
لكن بعد ذلك ذهبت إلى أطباء آخرين، ولم يلاحظوا أن القلب به عيب، لكن الأزمة تكررت معي تقريباً كل ثلاث سنوات بعد ذلك، وفي أوقات الراحة، كان أمراً مؤلماً حقاً! خاصة ذلك الشعور بالموت.

شيء آخر لازمني خلال مرحلة الطفولة، قبل أن يتلاشى تدريجياً مع مرحلة المراهقة، وهو شعور بحاجة كبيرة إلى الهواء، وكانت تحدث لي أزمة تنفس دون أن يكون عندي مرض ربو، أو التهاب في الرئتين! كل هذا لم يكن يمنعني من ممارسة كرة القدم والرياضة لساعات طوال!
لكن في سن ال17 سنة، لما تقدمت لإجراء اختبارات بدنية للدخول إلى ناد رياضي لكرة القدم، لاحظوا أن عندي معدل ضربات القلب مرتفع. في سن ال21، حدثت لي أزمة حادة مرة أخرى! لكن الأمر طال هذه المرة، ولم أخرج من النفق إلا بعد عام ونصف تقريباً! لم أكن أستطيع ممارسة الرياضة؛ نظراً إلى حالتي المتردية : خفقان، وضيق في التنفس، واكتئاب.
بعد عودتي إلى الدراسة توقف الأمر تدريجياً إلى أن استطعت عمل مباراتين في سن الـ23 سنة، وبصعوبة كبيرة! لأني كنت أعاني من إجهاد كبير، وخفقان، وصعوبة في التنفس!
بعد ذلك توقفت عن الرياضة تماماً، أي منذ 9 سنوات؛ لأن أي مجهود كان يؤثر علي، وأشعر بالخفقان، وضيق في التنفس.
لكن منذ 5 سنوات لما كنت في الجامعة، صار عندي نفس الأعراض، ولكن دون عمل أي جهد يذكر، واضطررت إلى التوقف عن الدراسة بسببها، صارت تحدث معي أزمات متكررة، وضيق شديد في التنفس، وخفقان في القلب! ولا أستطيع النوم متكئاً على ظهري؛ لأني أقوم حتى أستطيع استنشاق كمية كبيرة من الهواء.

ذهبت إلى عدة أطباء في اختصاصات القلب والأعصاب والتنفس والغدد، والنتائج كانت طبيعية، ولا وجود لمرض معين، ما عدا الخفقان في القلب، مع أن القلب سليم، كما يقولون! لكن هنالك طبيبة عندها جهاز متطور، قالت لي أنني عندي بالفرنسيةProlapsus de la valve mitrale gauche، وهذا يسبب Insuffisance mitrale minime، لكن بعدها زرت أخصائيين آخرين، ولم يلاحظوا هذا!

أنا سؤالي - لو تفضلتم - ماذا أعاني بالضبط؟ وهل يمكن إجراء فحوصات - غير مخطط القلب والايكوغرافيا - للكشف عن عيب في القلب متخفي؟
أنا أعاني منذ 5 سنوات، زادتني حالة اليأس والاكتئاب سوءاً على سوء!

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Alors حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك -أخي- على هذا السؤال المفصل، ويبدو أنك فعلاً عانيت كثيراً من هذا الضيق الشديد في التنفس، وخفقان في القلب، وعدم الاستطاعة على النوم على ظهرك طول هذه المدة، وتأثيرها في حياتك يجعلني أضع احتمالات لهذا، وهذا على اعتبار أنك قمت بفحوصات كافية كما فهمت من رسالتك.
1- من الاحتمالات أن يكون ما تعاني منه هو نوبات من اضطراب النبضات التي قد لا يكون لها سبب واضح، وقد لا تكون موجودة وقت فحص الطبيب، ولذا لا تكتشف بسهولة، ولذا أنصحك بعمل رسم للقلب لمدة 24 ساعة أو أكثر بواسطة جهاز Holter، وأطباء القلب يعرفون هذا، ويتم العلاج تبعاً ببعض الأدوية، أو بعض الجراحات المتطورة.
2- قد تعاني فعلاً كما قالت لك الطبيبة من ارتخاء في الصمام المترالي، وهذا يكون تشخيصه بواسطة الأيكو، ولكن على يدي مهرة، وعلاجه هو علاج الأعراض، وقد يتحسن المريض بتناول (Propanolol)، والجرعة يحددها طبيب القلب.

3- قد تعاني من مرض في الشرايين، ولتشخيص ذلك لابد من عمل رسم القلب قبل وبعد المجهود (Exercise test)، وقسطرة للقلب، والعلاج حسب التشخيص.

4- قد تعاني من توترات عصبية فقط، وهذا إذا كانت كل التحاليل السابقة طبيعية، وهذا يتم علاجه باستشارة طبيب نفسي، وعلاجه سهلٌ وفعال.

أسأل الله رب العرش العظيم أن يشفيك وجميع مرضى المسلمين، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً