الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل هناك علاقة بين عدم انتظام الدورة وأخذي لأدوية الهلع؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا امرأة أبلغ من العمر 37 عاما، أعاني من عدم انتظام في الدورة الشهرية منذ حوالي خمس سنوات، فهي تأتي مرتين في الشهر، وقد قلت كمية الدم عن السابق، أحيانا تكون دما متخثرا غامق اللون، وأخرى تكون دما خفيفا جدا، وتستمر لعشرة أيام وأحيانا لثلاثة أو أربعة فقط. راجعت الطبيبة فوصفت لي كلايمن لتنظيم الدورة، ولكن الدورة كانت تنزل على شكل قطرات من الدم قبل إكمال الشريط، فراجعت الطبيبة فوجدت كيسا وظيفيا على المبيض الأيمن، ووصفت لي جينيرا (حبوب منع الحمل) وتناولتها مدة ستة أشهر، ولكن قطرات الدم كانت تظهر قبل إتمام الشريط، راجعت الطبيبة فوجدت لدي قرحة في عنق الرحم، وأخذت عينة ووصفت لي تحاميل ألبوتيل وغسولا نسائيا، وكانت نتيجة العينة أنها ليست مسرطنة.

سافرت طبيبتي لمدة ستة أشهر تقريبا، واستمر الوضع كما هو عليه من عدم الانتظام، وعندما عادت طبيبتي السابقة طلبت مني تحليلا جديدا للهرمونات (fsh-lh- prolactin-tsh-testosteron) في اليوم الثاني أو الثالث من الدورة، وعملت لي فحصا بالسونار، وذكرت أنه لا يوجد كيس على المبيض ولكن بطانة الرحم رقيقة، وبعد الفحص السريري وجدت قرحة في عنق الرحم، ووصفت لي تحاميل ألبوتيل يوما بعد يوم، وغسولا نسائيا، وأنا الآن أنتظر نزول الدورة لعمل التحاليل -إن شاء الله-.

مع العلم أني أعاني من نوبات هلع منذ حوالي ست سنوات، ووصف لي الطبيب دواء رياسيرتال 50، ثم تُزاد الجرعة بعد أسبوع لتصبح 100 جم لمدة ستة أشهر، ثم تقلل الجرعة بالتدريج لمدة ستة أشهر حتى أوقفها، ولكني بقيت بحال جيدة لثلاثة أشهر، ثم عادت الأعراض، فحادثت الطبيب فوصفه لي مرة ثانية، وأنا عليه منذ ذلك الوقت حتى الآن، كلما وصلت في التدرج لإنقاص الجرعة لتصل إلى 25 جم عادت لي الأعراض، فأزيد الجرعة مرة أخرى لتصل إلى 100 جم.

أنا الآن راجعت طبيبة علمتني الاسترخاء كعلاج سلوكي، ووصفت لي دواء بروزاك ولكنها سافرت لإكمال دراستها في الخارج.

سؤالي الأول: هل لدواء رياسيرتال علاقة بعدم انتظام دورتي الشهرية؟ وهل يؤثر عقار بروزاك على الدورة الشهرية؟

سؤالي الثاني: أرجو منكم إخباري عن كيفية تغيير الدواء من رياسيتال إلى بروزاك، علما بأني أتناول حبة 100 جم قبل العشاء يوميا؟

سؤالي الثالث: إذا لم تذهب القرحة بالتحاميل، ماذا علي أن أفعل؟

أرجو الرد علي سريعا وجزيتم خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غنج حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والسداد.

سوف أجيب عن الجزئية النفسية في استشارتك، وسوف تقوم الدكتورة منصورة فواز سالم بالإجابة عن ما يتعلق باستفساراتك الأخرى حول عدم انتظام الدورة الشهرية.

من حيث الحالة النفسية - أيتها الفاضلة الكريمة -، نوبات الهلع هي نوع من القلق النفسي الحاد، وهي ليست أكثر من ذلك، وتجاهلها مهم جدًّا كعلاج أساسي مع تطبيق تمارين الاسترخاء، وأنت والحمد لله تعالى تقومين بذلك، هذه خطوة إيجابية جدًّا.

وبالنسبة للعلاج الدوائي، اللسترال دواء جيد لعلاج مثل هذه الحالات، والبروزاك قد يأتي في المرحلة الثانية، لكن هناك اختلافات بين الناس، يعني أن بعض الناس قد يستفيدون من البروزاك أكثر، والتغيير من اللسترال إلى البروزاك ليس أمرًا صعبًا أبدًا، لأن كلا الدوائين متشابهين من حيث الحلقات التركيبية.

أنت الآن تتناولين مائة مليجرام من اللسترال، أرجو أن تُخفض إلى خمسين مليجرامًا وتبدئين في تناول عشرين مليجرامًا من البروزاك، استمري على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أسابيع، بعد ذلك توقفي تمامًا عن اللسترال واجعلي جرعة البروزاك أربعين مليجرامًا - أي كبسولتين -، وهذه الجرعة تُعادل مائة مليجرام من اللسترال، وتعتبر جرعة سليمة ووسطية.

وبالنسبة لتأثيرات اللسترال والبروزاك على الدورة الشهرية فهي غير موجودة، الدواءان لا يُسببان أي نوع من التدخلات السمومية السلبية التي تضر بالدورة الشهرية، فأرجو أن تطمئني تمامًا.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وكما ذكرتُ لك بقية أسئلتك سوف تتفضل الدكتورة منصورة بالإجابة عليها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتور محمد عبد العليم، استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
وتليها إجابة الدكتورة منصورة فواز سالم، طب أمراض النساء والولادة وطب الأسرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ألبوتيل أقماع مهبلية تحتوي على مستحضر بوليكريسولين 90 ملجم للعلاج الموضعي للالتهابات العنقية المهبلية، والتلف النسيجي الناتج عن قرحة عنق الرحم، ولا أعتقد أنها تكفي لعلاج قرحة عنق الرحم، بل علاج القرحة يتم من خلال عمليات الكي بالتبريد، وهو بالإضافة لفاعليته في العلاج يعتبر أيضا مخدرا موضعيا لا تشعر معه المريضة بأي ألم، وقد تظهر القرحة مرة أخرى إذا كان السبب ما زال موجودا مثل الاضطرابات الهرمونية والالتهابات.

وفيما يخص اضطرابات الدورة الشهرية لديك، هناك أسباب كثيرة من الممكن أن تكون وراءها مثل: القلق والهلع النفسي، بالإضافة للأدوية التي يتم تناولها فيمكن أن تؤدي إلى الاضطرابات الهرمونية في الدورة، وتنتهي بانتهاء السبب، ومن الممكن أن تكون أسبابا عامة مثل: تكيس المبايض، وكسل الغدة الدرقية أو زيادة نشاطها مما يؤدي إلى تغير سماكة بطانة الرحم وضعفها، أو اضطرابات هرمونات المبيض أو الغدد وموصلاتها في المخ.

ولإعادة تنظيم الدورة يمكنك الاستمرار على تناول حبوب كليمن أو ياسمين لمدة 3 إلى 6 شهور، ثم التوقف عنها والاستمرار في تناول حبوب دوفاستون التي لا تمنع التبويض ولا تمنع الحمل، وجرعتها 10 مج تؤخذ مرتين يوميا من يوم 16 من بداية الدورة حتى يوم 26 من بدايتها، وذلك لمدة 3 إلى 6 شهور أخرى حتى تنتظم الدورة الشهرية.

كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة الذي يرتفع مع التكيس ويساعد على ظهور الشعر في الوجه والصدر، مثل total fertility، ويمكنك أيضا تناول كبسولات أوميجا (3) أيضا يوميا حبة واحدة، مع تناول حبوب Fesrose F التي تحتوي على الحديد وعلى فوليك أسيد، مع أخذ حقنة واحدة من فيتامين (د) 600000 وحدة دولية في العضل كل 6 شهور، لأنها مهمة لتقوية العظام وللوقاية من مرض الهشاشة فيما بعد، مع تناول الغذاء الجيد المتوازن.

كذلك يجب الاهتمام بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، مع تناول أعشاب البردقوش والمرامية، وهناك أيضا حليب الصويا، ولكل ذلك بعض الخصائص الهرمونية التي تساعد في علاج التكيس وتحسين التبويض، ويمكنك عمل التحاليل التالية وهي: FSH - LH PROLACTIN- TSH- FREET4 - FSH- LH - DHEA - ESTROGEN -TESTOSTERONE ثاني أيام الدورة، ثم إجراء فحص هرمون PROGESTERONE في يوم 21 من بداية الدورة، وعمل السونار على المبايض، ومتابعة الحالة مع طبيبة متخصصة في هذا المجال.

حفظك الله من كل مكروه وسوء ووفقك لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً