الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمي .. أشعر أنها تريد تدمير أي شيء أختاره في حياتي!

السؤال

السلام عليكم

قضيتي أمي، عمرها تقريبا 45 سنة، متزوجة منذ 25 سنة، لديها خمس بنات وولد، الحالة الاقتصادية ممتازة، غير موظفة ولديها شهادة بكالوريوس دراسات إسلامية.

بداية أوضح أن أمي مرت بمشاكل كثيرة وعظيمة مع أهلها، والسبب والدتها التي هي جدتي، من كثرة القيل والقال، واتهامات أن أمي قالت لفلانة كذا وكذا، ومن هذا القبيل حتى قطعت الصلة بهم والسلام فقط في المناسبات لا أكثر، وللعلم جدتي تعاني من مرض نفسي لا أعلم ماهيته، ولكن أعلم أنها تذهب إلى طبيب وتأخذ أدوية معينة، جدتي ليست بالشخص الرحيم رغم أنها تقابلنا بلطف وطيبة، ومن خلفنا هي العكس.

الشاهد من الكلام أن والدتي الآن خطت خطاها معي أنا بنتها الكبرى، أنا متزوجة منذ 10 أشهر فقط، ولكن منذ أن تزوجت أشعر بغيرتها مني، ومن علاقة أهل زوجي الطيبة معي وكذلك من زوجي، حاولت مسايرتها وتجنب المشاكل قدر الإمكان، ولكن يصعب عليَّ ذلك لأنها تبحث عن أدق مشكلة لتخلق منها مشكلة أكبر، ولا أعلم ماذا أفعل! حتى والدي وأخواتي متضايقين جدا من تصرفاتها الأخيرة معهم هم كذلك، حتى قبل أن أتزوج كانت تعاملني بجفاء نوعا ما، أحيانا أشعر أنها أطيب أم في العالم، وأغلب الأوقات العكس، هي لا تنسى أبدا أي إساءة، حتى أنها تكره من يحبنا، مثلا أم زوجي حنونة جدا معي فكرهتها أمي، وتطلب مني عدم التواصل مع عمتي، لأنها تعشقني جدا كابنتها تماما، لا أعلم ماذا أفعل!

أنا الآن لي أكثر من ثلاثة أسابيع لا أتكلم معها ولا أذهب إليهم، وأرسلت لها رسالة بأني أحبك ومشتاقة لك، ولكن لا يوجد رد، ولكن أخواتي أخبروني أنها كانت سعيدة ذلك الوقت ولكن كبريائها لا يسمح لها بالرد، وسبب المشكلة أنني قدمت على وظيفة في مكان تعمل فيه زوجة خالي التي تغار منها أمي! ومع ذلك خرجت من الوظيفة رغبة من والدي حتى ترضى أمي، أشعر بأنها تريد تدمير حياتي في أي شيء أختاره، حتى بعد زواجي أرادت تخريب العلاقة بطريقة غير مباشرة مع أهل زوجي.

وبالمناسبة لا نستطيع أبدا فتح موضوع الطبيب النفسي ظنا منها أننا نظن بأنها مجنونة وكأنها مثل جدتي، فتتصرف بعصبية قصوى، وهي لديها مشاكل جنسية مع والدي، كذلك مشاكل مع أغلب محيطنا من عمات وأعمام، سببت لنا الكثير من العداوات مع أغلب عائلاتنا.

أرجو أني وضحت وبشكل مختصر جدا حالة والدتي، أريد حلا، ماذا نفعل حتى تكون أمي رحيمة كباقي الأمهات وليست جافة المشاعر؟

يا رب اشفها واشفِ جميع مرضى المسلمين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آلاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يشفي والدتك وجدتك ويصلح الأحوال، وأن يوفقك ويحقق الآمال.

نتمنى أن تزيدي من اهتمامك بالوالدة، واعلمي أن زيادة الاهتمام بها من أهم ما يطفئ نيران الغيرة عندها، لأنها سوف تشعر أن مكانتها محفوظة، ولذلك سرت برسالتك لأنها لون من الاهتمام، فأظهري لها الحب ولا تتحدثي عندها عن حب أهل زوجك وطيبتهم معك، لأن هذا مما يجعلها تشعر بأنك سوف تميلين إليهم وتنسين فضلها، وهي بلا شك والدة، ومدح الأخريات أمامها سوف يعطي عندها معاني سلبية، ويحرك كوامن الغيرة السالبة.

وأرجو أن تشجعي أخواتك على برها والاحتمال منها، وتقدير معاناتها مع الجدة، ومن المهم التقريب بينها وبين الوالد، وتهيئة حجرة لهما ووضع خاص لهما، وهذا مما ينبغي أن تفهمه المتزوجات، ورغم أننا لم نفهم نوع المشكلة الجنسية إلا أننا نؤكد أن الفشل في العلاقة الخاصة من أهم أسباب العصبية والتوترات.

ووصيتنا لكم بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه والصبر، فإن العاقبة لأهله، واعلموا أن الوالدة بحاجة إلى دعم معنوي وتشجيع، وإبراز فضائلها وإنجازاتها حتى تخرج من دائرة الإحباط.

سعدنا بتواصلك، ونتمنى مستقبلا أن تعرضي لنا وقائع ومواقف فعلية حصلت حتى نفهم كيفية تعاطي أفراد الأسرة مع الأزمات، وهذا بلا شك سوف يعيننا على فهم أنماط الشخصيات والقيم الاجتماعية الحاكمة لمجتمعكم العائلي.

وننصحك بأن تحسني للوالدة وتصبري، والله مع الصابرين، وفقكم الله وسدد خطاكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً