الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد أفضل علاج لطرد الوسواس القهري، ما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم

أريد أفضل علاج لطرد الوسواس القهري، فأنا أعاني من وسواس قهري منذ 12 سنة، وسواس مرض وخوف، وفي العبادة الوضوء والصلاة، ووسواس عند النوم.

كذلك وسواس مرض نقص المناعة، بعد قبلة بحياتي لواحدة والفم مغلق بطرف الفم، وثانية، وبعدها ندمت وتبت.

جاءني الوسواس يوسوس لي، وجلست أسبوعاً لا آكل ولا أكلم أحداً حتى أصبح وجهي شاحباً، ووخز في أنحاء الجسم، وألم بالمفاصل والعضلات، ثامن يوم ذهبت وعملت تحليلاً والنتيجة سليمة، وظهر لدي نقص في فيتامين د، وعندي قولون العصبي ارتحت نفسيتي ورجعت الى الطبيعة وخفت الأعراض والوخز خف كثيرا.

باقي الوسواس يوسوس لي بمرض، البعض قال: الذي فيك مرض وسواس قهري، وسمعت في حبوب فافرين، وأريد طريقة استخدامه.

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ماجد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لقد ذكرت في رسالتك أنك تعاني منذ نحو 12 سنة، ولكنك لم تذكر كم عمرك الآن، ويبدو أنك تحسَّنت بدرجة ملحوظة، وكما ذكرت فإن الطريقة التي يظهر بها الوسواس قد تتبدَّل من صورة إلى أخرى، ومعروف أن مرضى الوسواس القهري الاضطراري يبدأ عادةً في سِنِّ العشرين أو قبلها بقليل، وعند بلوغ الثلاثين عادةً أو قبلها أو بعدها بقليلٍ تخِفُّ حِدَّته بدرجة ملحوظة.

أما عن الفافرين فهو فعلاً من الأدوية المفيدة في علاج الوسواس القهري، وقد ثبت ذلك بكثير من الدراسات العلمية المُحكمة، ولكن ينبغي أن نذكر لك حقيقة مهمَّة، أن علاج الوسواس لا يكون بالأدوية فقط، فقد أثبتت دراسات كثيرة أنه من الأفضل لو تمَّ الجمع بين العلاج بالأدوية مثل الفافرين والعلاج السلوكي المعرفي، وإذا لم يتوفَّر مُعالجٌ نفسي لمساعدتك في تطبيق العلاج السلوكي المعرفي فيمكنك أن تقوم به بنفسك، وهو يتلخص في فكرة (عدم الاستجابة الفعلية للوسواس القهري) لأن الاستجابة الفعلية للوسواس القهري وإن كانت تُخفف من القلق لفترة معينة فإنها بطريقة أخرى تطيل من أمد الوسواس، لأنك لا تسيطر على الفكرة، بل الفكرة تُسيطر عليك وتتكرر، وتقوم بفعل الأشياء للتخفيف من القلق الذي يتكرر عليك، ولكن هذا القلق يكون لفترة محدودة، ثم تتكرر الفكرة مرة أخرى، لأن ارتباط الفعل بالراحة يؤدي لتكرار الفكرة، وعند التوقف عن الفعل قد تشعر بقلق في البداية، ولكن هذا يؤدي إلى توقف تكرار الفكرة، وفي حالتك أنصحك بالتوقف عن زيارة الأطباء وإجراء الفحوصات، فإن هذا يُغذي الوسواس ويؤدي إلى استمراره.

دواء الفافرين يكون في شكل حبوب، وجرعته هي خمسون مليجرامًا، يمكن أن تبدأ بنصف حبة بعد الأكل للتقليل من الآثار الجانبية، وهي في مجملها آلام بالبطن وغثيان، وبعدها بأسبوع يمكن أن تزيد الجرعة إلى حبة كاملة، أي خمسين مليجرامًا كاملة، والتحسُّن عادة يحتاج إلى ستة أو ثمانية أسابيع، وفي حالة عدم التحسُّنِ يمكن زيادة الجرعة إلى خمسة وسبعين مليجرام، ثم إلى مائة وخمسة وعشرين مليجرامًا، وحتى مائة وخمسين مليجرامًا، أو ثلاث حبات في اليوم، يمكن أخذها مرة واحدة بالليل، أو ثلاث مرات في اليوم.

وبعد التحسُّنِ واختفاء أعراض الوسواس القهري فيمكنك الاستمرار في العلاج لفترة تتراوح من ستة إلى تسعة أشهر، لأنه أحيانًا تحدث انتكاسة للمرض في هذه الفترة، أي تعود الأعراض مرة أخرى، فبإذن الله الاستمرار في العلاج هو ضمان لعدم الانتكاسة، كما أُوصيك بذكر الله والصلاة، فهي في كل الأحيان ضمانٌ مع العلاج – بإذن الله - للقضاء على هذه الوساوس.

وفقك الله، وشكرًا جزيلاً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً