الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أختي ذات شخصية حساسة وتتأثر بأبسط مشكلة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أولاً: أشكركم على هذا المجهود الجبار الذى تبذلونه، جعله الله في ميزان حسناتكم.
المشكلة هذا المرة تتعلق بأختي، فهي ذات شخصية حساسة جدا، تتأثر بأي شيء قد يقال لها، وألاحظ عندما يتقدم لها عريس فهي تصبح أكثر حساسية، وإذا حدثت مشكلة بينها وبين العريس في فترة الخطبة أو فترة التعارف -حتى لو كانت بسيطة- فإنها تتأثر بها، ويصيبها القلق والتوتر والخوف، وهذا يؤثر على أعضائها فلا يبقى شيء في بطنها، تتقيأ كل شيء تأكله.

ذهبت لعدة أطباء، ولكن لا يوجد مرض عضوي، وكتبوا لها على عدة أدوية للمعدة ولمنع القيء، حتى إنها أخذت دواءً نفسياً لا أتذكر اسمه، ولكن بدون فائدة، وتتقيأ أيضاً.

هي لم تذهب إلى طبيب نفسي، لأنها غير متأكدة إذا كان الأمر نفسي، فهي تعتقد أن شخصاً ما عمل لها عملا، ولكن هل يمكن أن يكون هناك سبب آخر للقيء؟ وهل هو بسبب شخصيتها الحساسة أم ماذا؟

هي كانت مصابة بالتهاب في المعدة منذ أكثر من ثلاث سنوات، ولكنها شفيت منه،
وهي الآن في الـ 25 من عمرها.

فهل يوجد من يعمل لها أعمالاً فيحدث لها هذا عندما يتقدم لها عريس جديد أم أن السبب نفسي؟

أرجو أن تفيدوني في هذا الموضوع، وتخبروني أين نذهب بها!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على اهتمامك بأمر أختك، والتي أسأل الله لها العافية والشفاء.

قطعًا الذي يحدث لها هي حالة نفسية، خاصة أنها حساسة فيما يتعلق بتكوين شخصيتها، لكن الحذر واجب، عليها أن ترقي نفسها، وتتوكل على الله، وتسأل الله أن يحفظها، وبعد ذلك لا تتعلق أبدًا من حيث التفكير فيما يتعلق بالعين أو السحر أو بشيء من هذا القبيل.

التهاب المعدة الذي حدث لها منذ 3 سنوات: الآن يتصور لي أن أعراضه قد رجعت، وذلك من خلال وجود قلقٍ نفسي.

الفاضلة أختك الكريمة حسَّاسة، وهي الآن تعاني ممَّا نسميه بعدم القدرة على التكيف، وجود قلق، وجود توتر، وجود خوف، وهذا قطعًا يؤدي إلى التقيؤ، وبعض علماء النفس يقولون أن التقيؤ هو رفض للزواج، لكن هذا الكلام لا أعتقد أنه صحيح.

أختك تحتاج لمن يُطمئنها، ولا بد أنتم في داخل الأسرة أن تُعطوها المزيد من المسؤوليات، لا بد أن تُشعر بكينونتها، وأنها عضوٌ مهمٌ جدًّا في الأسرة، هذا مهم أيها الفاضل الكريم، ويجب أن نُعطيها الفرصة لتُعبِّر عن مشاعرها، وقطعًا تحتاج لشيء من الاسترشاد من جانب الوالدة، وأرجو أن تتواصل أختك أيضًا مع أحد مراكز الدعم النفسي إن كان ذلك ممكنًا، وممارستها للتمارين الاسترخائية سوف يفيدها كثيرًا، كما أن تناول أحد مضادات القلق البسيطة أراه سوف يفيدها جدًّا.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً