الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ليس لدي أصدقاء وأملأ وقتي بمشاهدة المسلسلات الأجنبية، أرشدوني

السؤال

السلام عليكم.

لدي مُشكلة: أنا بعيد عن المُجتمع كل البُعد، حيثُ إنني لا أملك أصدقاء، وأجلس طوال الوقت مع نفسي، وهذا يزعجني ويجعلني مُتضجراً، كما أنني أخاف على نفسي أن أصاب بأمراض نفسية، ورغم أنني في سن مراهقة، فيجب على المرء أن يكون لديه عَدد من الأصدقاء ليبوح بما في صدره، ويتمتع بوقته مع أصحابه، حيث إنني لا أجد أصدقاء في هذا المجتمع، فأغلبهم رُفقاء سوء الذين من حولي، وأغلب أحاديثهم تافهة، ويتحدثون في ما يغضب الله عز وجل، فإن هؤلاء الناس لا يصلحون بأن يكونوا رُفقاء لي.

كُنت فيما سبق أجلس أملأ وقتي في مشاهدة المُسلسلات الأجنبية، والتي بها بعض المُتبرجات، وليس الخليعة منها. ولكن بعد أن علمت أن كل هذه المُسلسلات حرام، ولا يجوز للمرء مشاهدتها؛ تركتها، وبعد أن تركتها وجدت نفسي في فراغ كبير، كُنت أشاهد البوليسية منها، وكانت بها أفكار عظيمة، طرق غريبة في كشف القاتل، وذكاء، أقضي وقتي في تحليل الأحداث، تحقيق، إلخ...، حيثُ إنني أتمتع بها من أجل الذكاء والتحقيق، وليس النظر لتبرج الفتيات.

الآن أعاني من الوحدة، أجلس مع نفسي، وأتحدث مع نفسي، فهَل إذا رَجعت أُتابعها سوف أحصل على الإثم إذا شاهدتها وابتعدت عن النظر للمُتبرجات؟ وكما أَسلفت أنني لا أُشاهد الخليعة منها، وعندما أشاهدها؛ لا أشعر بأي شهوة، ببساطة لأني لا أتابعها للنظر للفتيات.

وأرجو ألا تحيلوني إلى الاستشارات القديمة أو ما شابهه؛ لأني بحثت مطولًا ولم أجد شيئاً يعبر عن حالتي.

أما بالنسبة لأمور ديني، فأني محافظ على الصلاة، والأذكار، وقيام الليل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Murad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك في موقعك إسلام ويب، وإنَّا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدِّر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوصِ ما تفضلت بالسُّؤال عنه فإنَّنا نحبُّ أن نجيبك من خلال ما يلي:

أولًا: شكر الله لك تدينك -أخي الحبيب- وحرصك على مصاحبة الصالحين، وهذا يدل على خير قائم فيك، نسأل الله أن تكون ذلك وزيادة.

ثانيًا: طبيعي أن تشعر بمثل هذا الفراغ؛ لأنك حين تخلصت منه لم تجعل له بديلاً، وهذا غلط منك، وقد علمنا القرآن الكريم أن نغلق أبواب الشر وأن نفتح معها أبواب الخير، قال تعالى: {وأحل الله البيع وحرم الربا} فانظر -أخي- إلى تعبير القرآن، قدم البديل قبل أن يحرم الربا، وهذا ما يجب أن تنتبه إليه.

ثالثًا: إننا ننصحك بما يلي:
1- اختيار بعض الأصدقاء من بيئة المسجد الذي تصلي فيه، والمهم أن تتخير ولو صاحبًا واحدًا من أهل التدين والصلاح يعينك على أمر دينك ودنياك.
2- حدد أهدافًا لك علمية (الدراسة وما شاكلها من العلوم التجريبية) وشرعية (كل ما يخص دينك من علوم) وبدنية (الرياضة وما شاكلها) واجتهد قدر الاستطاعة في إنجاز هذه الأهداف.
3- اشترك في أي عمل اجتماعي يخدم البيئة التي تعيش فيها، وذلك عن طريق جمعية خيرية، أو ما يحل محلها، المهم أن تكون عضوًا نافعًا في مجتمعك ولو بالقليل.
4- لا تترك نفسك لأوقات الفراغ مطلقًا فآفة ما أنت فيه هو الفراغ.

وأخيرًا: إذا راعيت هذه الأمور لن تجد وقتًا -أخي الفاضل- لمشاهدة ما حرم الله عز وجل، أو مشاهدة ما ليس فيه نفع.

نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السودان عمر

    والله نفس الحالة التي أمر بها ربنا يفرجها علينا

  • العراق Zahraa

    نفس المشكلة مشكلتي

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً