الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الجوال سلب وقتي بنسبة 99%.. فكيف أحدد له وقتًا في يومي؟

السؤال

السلام عليكم

أريد تنظيم وقتي من ناحية مشاهدة التلفاز، ومشاهدة الهاتف، والذهاب إلى المجتمعات والأقارب، ومن ناحية الرياضة، ومن ناحية راحة الجسد، أما من الناحية الدينية -ولله الحمد- لا أعاني من عدم تنظيم الوقت.

مشكلتي أن الجوال سلب وقتي بنسبة 99%، وقتي كله يذهب إلى الجوال حتى أنني أؤجل كل مهم بسبب الجوال.

أريد أن أتخلص من ذلك الإدمان للهاتف، وأريد أن أستنشق رائحة الحياة والاستمتاع بالكلام والأعمال اليومية، فكيف أتخلص منه، أو كيف أنظم وقتي وأعطيه وقتًا محددًا في اليوم؟

ثانياً: نومي ممتاز من حيث النوم العميق، وعدد ساعات النوم، لكن الإشكالية أني منذ صغري ونومي مختلف بحيث في أوقات المدارس أنام في الليل، وفي أوقات العطل أو ما شابهها أسهر إلى الصباح، وأحيانًا أستيقظ العصر، وأحيانًا في المغرب، أنا مضطرب من ناحية التوقيت.

أريد أن أنام في الليل وأستيقظ في الصباح طيلة حياتي الباقية كيف أعمل وأحصل على ذلك، فذلك ما أتمنى، أريد حلا لمشكلة عدم تنظيم النوم، أريد أن أنام في وقت محدد وأستيقظ في وقت محدد.

ثالثًا: هل هنالك أضرار للمشاهدة الطويلة جداً منذ سنوات للجوال على الدماغ والعينين والجسم بأكمله؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كأنك – يا بُنيَّ – تتحدَّث بلسانِ معظم الشباب في هذه الأيام، فقد شغلهم الجوّال عن كل ما عداه، والحمد لله تعالى أنك انتبهت لهذه الأشياء مبكرًا وتحاول تغييرها.

ثانيًا: موضوع النوم وانتظامه: يشكو معظم الآباء والأمهات والمعلمين والمعلمات من السهر لدى الأطفال والشباب في هذه الأيام، وهذا سببه كله الانشغال بالجوال وما عليه من (وات ساب) وفيسبوك وغيرها من برامج وهلمَّ جرًّا، ومشاهدة التلفزيون، والنوم متأخرًا، والاستيقاظ مبكرًا، ويأتون إلى المدارس والمحاضرات وهم لم يأخذوا الوقت الكافي من النوم ويضعف عندهم التركيز.

نصيحتي كالآتي:
• حدد أوقاتًا معينة لحمل الجوّال معك مثلاً، وليكن ذلك عندما تخرج من المنزل، أما إذا كنت في المنزل، فأرى أنه من الأفضل أن تُغلقه تمامًا وتضعه في درجٍ أو خزانة (دولاب) لا حاجة لاستخدامه واستعماله وأنت في المنزل، فالجوال أساسًا صُنع لحمله إذا خرج الإنسان من منزل ليسهل الاتصال به.

• في موضوع النوم: حدد وقتًا محددًا للنوم، ولنقل مثلاً: في تمام الساعة الحادية عشر ليلاً، وإذا لم يأتك النوم في هذه الليلة – لأنك نمت القيلولة بالظهيرة مثلاً – فلا بأس في ذلك، ولكن عليك بالاستيقاظ مبكرًا في اليوم التالي، وعدم التمادي في النوم، ولتطلب من أحدٍ من أسرتك أن يوقظك، وهكذا سوف تتدرَّب على نومٍ في ساعة مُحددة.
• عليك تجنب شُرب القهوة والشاي في المساء، وليكن آخر وقتٍ للشاي وللقهوة هي الساعة الخامسة مساءً.
• اشرب كوبًا دافئًا من الحليب ليلاً.
• تجنب الرياضات العنيفة في الليل، ولكن يمكن عمل بعض الرياضات الخفيفة.
• توقف عن مشاهدة التلفزيون ليلاً.
• أطفئ الأنور في حجرتك وغرفتك.
• لا تجعل غرفتك باردة ولا حارَّة، ولتكن درجة الحرارة معتدلة.
• اصبر لعدة أيام حتى لو حصل هناك أرق أو مشاكل، وبعدها سوف ينتظم النوم بإذنِ الله.

بهذه التعليمات -إن شاء الله تعالى- سوف تجد راحة حقيقية عندما تنام مبكرًا ليلاً وتُصبح مُبكرًا، وصدقني ليس هناك أفيد للجسم مثل النوم بالليل، ساعة في الليل تساوي نوم ثلاث ساعات في النهار، وثلاث ساعات نوم بالنهار لا تعوضك نوم ساعة من الليل.

وفَّقك الله وسدَّدك خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً